قال الغفور الرحيم: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)) وقال تعالى: (… يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) سورة المائدة.
الكثير من العلماء والمفسرين تطرَّقوا الى هذه الآيات المباركة التي أصبحت هدفًا للتكفير من المارقة محاولين بذلك تحريف وتدليس المضمون لكن محاولاتهم باءت بالفشل. فقضية الولاية ثابتة ومعززة بالأدلة والبراهين. فقد ذكر المعلم الأستاذ هذا في المحاضرة الخامسة من بحث: الدولة المارقة… (….. لايخفى على كل عاقل أن المقصود من التصدّق حال الركوع ليس فضيلة بل قضية خارجية وتشخيص خارجي وإشارة خارجية إلى أن المراد بالولي هو هذا الشخص الذي أعطى الزكاة وهو راكع، فهو تحديد وتشخيص قرآني إلهي في أن الولاية منحصرة في شخص علي المشار إليه بأنه أعطى الزكاة وهو راكع، (إذًا حال الركوع حتى يميز هذا الشخص عن باقي الأشخاص، يميز هذا المعطي عن باقي المعطي للزكاة، يميز هذا الولي عن باقي الأولياء) فلا يبقى أي شك في الأمر وما بعد الحق إلا الضلال.
كما أن هناك (نكتة أخرى في الخطاب تدلّ على بقاء ودوام أمر الولاية حيًا وثابتًا، حيث أتى الخطاب بلفظ الجلالة (الله) بصيغة المفرد، فهو الله الواحد الأحد، وأتى الخطاب بلفظ الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- مفردًا لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين -عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والتسليم-، بينما أتى بصيغة الجمع للولاية الثالثة وأكدها في الآية التي تلتها فقال تعالى: إنما وليكم الله ورسوله (لا يوجد رسول بعده هو خاتم الأنبياء والمرسلين) والذين آمنوا (ليس الذي آمن) الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا) وإكرامًا وتشريفًا لعلي قال: وهم راكعون (ولمن سيوصي به علي ولمن سيكون في خط الولاية مع علي وكبديل عن علي وكإمتداد لعلي -سلام الله عليه-، بعد هذا أكد على هذا، على الإفراد وعلى الجمع قال: ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون.
أقول: ولابد من استمرار ودوام هذا النهج والسنة الإلهية في الولاية لله وللرسول وللذين آمنوا على طول الزمان؛ لأن الحلال والحرام باقيان إلى اليوم الموعود وإلى يوم الدين، (يعني هذا دليل آخر إلى البقاء، يعني الإتيان بصيغة الجمع بالنسبة إلى الولاية الثالثة وإلى الولي الثالث أيضًا يؤكد هذا ويسند هذا ما هو ثابت بالأبدية واستمرار ودوام المنهج والسنة الإلهية في الولاية لله وللرسول والذين آمنوا على طول الزمان؛ لأن الحلال حلال والحرام حرام إلى يوم القيامة، إلى اليوم الموعود وإلى يوم الدين.*
صار واضحًا معنى الولاية والأولياء في القرآن وقد أكدته السنة الشريفة في مواضع عديدة دلَّت فيها على سيد الأبدال أحباب الله وأميرهم وقائدهم وإمامهم أمير المؤمنين علي -عليه السلام- وهذا هو معتقدنا ويقيننا حسب الدليل التام والحجة البالغة ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، والله الحاكم وإليه المصير، لا نجبر أحدًا على ما نقول، وإنما نعطي الدليل ونحترم المقابل في اختياره، سواء اختار ما قلنا، أو اختار ما يعتقد به وما هو حجة بينه وبين الله تعالى.) انتهى.
وعليه فإن علي – عليه السلام- هو الإعتدال والوسطية والوحدة والمحبة والسلام وهو الإيمان والأخلاق فمن قصد الاسلام ومن اراد السير في ركاب الانوار القدسية والفوز برضى الخالق فعليه بالتمسك بسفينة علي بن ابي طالب -عليه السلام- فهو الجنة وهو الصراط وهو الحشر وهو القسيم . وليكن الاعتقاد مترجما بالعمل الصالح وتطبيق التعاليم الاسلامية الاصيلة عندها يصدق علينا اننا اتباع حقيقيون ومن شيعته فهنيئًا للإسلام بولاية علي -عليه السلام- و الثبات الثبات للموالين، وكل عام وأنتم على ولاية الحق.