من يتابع الموقف الرسمي للولايات المتحدة الاميركية في أخطر أزمة واجهتها الانبار بخاصة والعراق بعامة ، يجد ان هذا الموقف للأسف ، لايرتقي الى خطورة الأزمة، ولا يريد ، كما يبدو ، أن يسهم في إطفاء نيرانها الملتهبة ، ان لم يكن السكوت بحد ذاته، تحريضا على الفلتان والفوضى ..وسندرج ملاحظات في غاية الأهمية نضعها أمام صانع القرار الامريكي والعراقي على حد سواء ، عله يساعد العراقيين أو نساعده في تخطي هذه الأزمة..ولدينا بعض المآخذ على مواقف الادارة الامريكية من هذه الازمة الخطيرة ندرجها كما يلي:
1. كان الموقف الاميركي أقرب الى اللامبالاة ، ان لم نقل التجاهل أزاء ماجرى في الانبار من تصعيد خطير ، وكان الكثير من اهل الانبار وقواها ورموزها ينتظرون موقفا ينصفهم هذه المرة، وان لاتبقى الولايات المتحدة على موقف الحياد، في أزمة كادت تحرق الاخضر واليابس، وكان بمقدور الامريكان التدخل والضغط على رأس السلطة في العراق لكي لايذهب الى المدى الذي يلحق الإهانة بأهل الانبار بالطريقة الدراماتيكية التي رافقت عملية عسكرية كانت على مسافة بعيدة عن الانبار ، ولم يكن اهل الانبار قد اعترضوا من حيث المبدأ عليها ، طالما انها كانت تستهدف مسلحين في أقصى حدود محافظة الانبار المحاددة لسوريا والسعودية، ولكن سرعان ما عاد الجيش ليدخل محافظة الانبار ليعلن المواجهة مع أهلها بحجة مواجهة الارهاب، بدهم ساحات الاعتصام ، والقضاء على أهم منبر ديمقراطي لاغبار عليه، ثم الحقه بقرار لامبرر له وهو مداهمة بيت نائب في البرلمان ومن ثم اطلاق النار عليه وقتل شقيقه واخرين من عائلته، ومن ثم قيام أحد الجنود بالقاء حذائه على رأس شقيق العلواني المتوفي اثر اطلاق النار عليه في طريقة تخلو من أي سلوك اخلاقي ، ولا تفعله حتى العصابات المسلحة التي تعتاش في الغابات وفي بؤر الأجرام ، وفي سلوك لاينم الا علىى احساس بفقدان أبسط الاحساس بآدمية الانسان، في مجتمع عشاري لاينبغي إهانة أهله وشعبه بهذه الطريقة المهينة ، كما إن عملية اعتقال نائب في البرلمان بطريقة مهينة هي الاخرى، وكان سلوك العصابات اقرب الى المسرحية التي جرت عليها والتبريرات التي اقل مايقال عنها انها بعيدة عن المنطق، لسوق نائب تحت جنح الظلام الى معتقل رهيب ليس فيه اي جانب من العدالة، ولم يكن لامريكا التي تدعي السلوك الحضاري والدفاع عن القيم وحقوق الانسان ان تعبر عن سخطها على الاقل للطريقة المهينة التي جرت بها طريقة المداهمة والاعتقال، التي لم تشهدها حتى عصور الهمجية ان يتم اذلال نائب في البرلمان بغض النظر عن التهمة الموجهة اليه، بهذه الطريقة والمسرحية التي رافقتها.
2. لم يسمع العراقيون الا بيانا رسميا صادرا عن الخارجية الاميركية كانت صيغته ربكما لاتختلف كثيرا عن تبريرات الحكومة العراقية نفسها، وعبرت اطراف عراقية كثيرة عن إستغرابها لصيغة البيان الاميركي المؤيد كليا للحكومة فيما تسميه بـ “مواجهتها للإرهاب “، بدل ان تنصح اطراف الصراع والازمة الى ان سلوك هذا السيناريو غير مبرر وغير اخلاقي ولا يستوجب الدخول في معركة مع اهل الانبار، وكان الكثير من اهل الانبار وقيادات محافظات المكون العربي، ينتظرون موقفا اكثر مقبولية من الرئيس الاميركي اوباما نفسه ، لا ان يتم الاعتماد في اخطر ازمة على بيان بارد تم سلقه على عجالة في الخارجية الاميركية دون النظر الى ابعاده، بل ان هناك ازمات اقل خطورة كان فيها الموقف الاميركي ازاء العراق اكثر صلابة واكتسب مقبولية رغم شك العراقيين بصدقية الموقف الاميركي ازاء ما يواجهونه من أزمات،وما عبرت عنه الناطقة بإسم الخارجية الاميركية ماري هارف قد أزعج اهل الانبار وكثير من العراقيين واصابهم بالإحباط ان ينزل مستوى الخطاب الاميركي في هذه الازمة الخطيرة الى هذا المستوى من اللامبالاة وعدم التوازن ، في وقت ينتظر اهل الانبار موقفا اميركيا ليس الى جانبهم بل على الاقل يعبرون عن استغرابهم من الطريقة التي اهان بها رئيس وزراء الوزراء اهل الانبار بشيوخها ورموزها، وكان الاحرى بالولايات المتحدة ان لاتشجع حالة الانفلات في السلوك ان يصل الى هذا الحد الذي ليس بمقدور طفل في الانبار ان يقبل عذره او تبريراته ، وكل ما سيق من مبررات للوصول بهذه الازمة الى هذا المنحدر الخطير فأنه يعكس حجم اللامبالاة التي صاغ فيها صانع القرار في البيت الابيض والخارجية الاميركية بيانا يخلو من اي انصاف او شعور بقيمة منطقة مهمة من مناطق العراق واجهت عدوانا عليها تحت مبررات غير قانونية وغير اخلاقية، وكان على الولايات المتحدة ان لاتسمح بانفلات الأوضاع بهذه الطريقة، ولاتقول لمن يعتدي على العراقيين” على رأسك حاجب” كما يقال.
3. كان الكثير من العراقيين يتمنون لو ان الادارة الامريكية قالت للمالكي انك قلت انني اريد ان احارب قادة القاعدة والمسلحين غربي الانبار، وقلت ان المعركة انتهت وتم قتل المسلحين ، فما ذنب اهل الانبار وقد ادرت ظهرك للمعركة مع الارهاب على الحدود لتعود تقاتل اهل الانبار وتغوص في وحلها ورمالها مرة أخرى، وكان من المفترض ان تقولوا له نحن الاميركان على ضخامة قواتنا العسكرية وما نمتلكه من وسائل ردع لم نتمكن من مواجهة أهل الانبار في سنوات الاحتلال، فكيف يكون بمقدور قواتك وهي مشكوكة في ولاءاتها ان تقاتل بها أهل الانبار، ولماذا فتحت المعركة معهم في وقت كانوا ينتظرون منك ان تستجيب لمطالب اهلهم المشروعة بدل ان تدخل في مواجهة معهم ومن ثم تدخل الميليشات المسلحة الى مدن الانبار، وتسألونه من سمح لهذه المليشيات ان تدخل الى محافظة الانبار بهذا الشكل وكيف دخلت ـ الا اذا كان الامريكان او ايران او النظام السوري طرفا في ادخالها، أو غاضين النظر عن كيفية دخولها، وتساؤلات كثيرة تبقى محل شك واستغراب وأسى للموقف الاميركي غير الودي وغير المسؤول على الأقل في ازمة خطيرة مثل أزمة الانبار.
4. لاندري ان كان الامريكان هم الذين ورطوا المالكي في المواجهة مع اهل الانبار او ان ايران أو النظام السوري ، هم من اغرته بدخول الانبار ومن ثم المواجهة مع اهلها، فأن كنتم أيها الامريكان لاتدرون بسيناريو دخول المسلحين الى الانبار، وإستعراضاتهم في مدنها ، رغم امتلاككم تكنولوجيا عسكرية ,اجهزة مراقبة متقدمة فتلك مصيبة ، وان كنتم تدرون فالمصيبة أعظم..
5. ان الولايات المتحدة كان امامها فرصة ذهبية لان تظهر انها لاتضمر الشر لاهل الانبار وتقف الموقف الذي يحسن من سمعتها امام اهل الانبار وتنصفهم ولو لمرة واحدة، في ان تزيل بعض معالم الصورة السوداوية الموغلة في الانحياز الاعمى مع الحكومة لتؤكد لها في كل مرة انها تقف الى جانبها، في كل صغيرة وكبيرة في الحق والباطل ، وما اكثر الباطل في تصرفات وسلوكيات حكومة تفتقر الى ابسط اشكال التعامل الاخلاقي مع شعبها.
6. كان المالكي يتهم المكون العربي دوما بانهم من ( جماعة يزيد ) وهو وجماعته من ( اهل البيت ) أي انه يحرض على الشحن الطائفي الموغل في القتل والاجرام ضد المكون العربي او ابناء المحافظات الست الذين يطلق عليهم ما يسمى بالمكون العربي لانهم عروبيون وابعد ما يكونوا عن اي حقد طائفي او مذهبي، وكان على الاميركان ان يحللوا رسائل المالكي وخطاباته ويستفيدوا من محللين لهم باع طويل في تحليل المضمون لكي يعرفوا ماذا يريد المالكي من ترديد كل هذا الشحن ضد طائفة من شعبه الا يشكل هذا اهانة لهم واعتداءا سافرا عليهم ، فكيف يكون بمقدور هذا المكون العربي ان يتعايش مع راس قيادي في أعلى الهرم وهو ينفخ في ابواق الطائفية ويشعل نيران حقدها البغيض ليحرك اتباعه بهذه الطريقة البوهيمية الموغلة في الاجرام والثأر والانتقام من الاخر لأنه فقط من هذا المكون الذي يشاركه العيش في هذا البلد، وأسئلة كثيرة كان على صانع القرار الاميركي ان يراقبها بكل دقة، لكي يحكم على سلوك المالكي والى اي الجماعات ينتمي ، وهل تخدم توجهاته المصالح الامريكية في المنطقة، ام انها تسير باتجاه تأزيم الاوضاع والحاق اكبر الضرر ليس بمصالح العراق بل حتى بالمصالح الامريكية نفسها .
7. اما السفير الاميركي في العراق فلم يرتق هو الاخر الى خطورة الازمة ، رغم مطالب قادة عراقيين كثيرين ان يبلغ حكومته ان مديات الازمة في العراق هذه المرة تزداد خطورة وتهدد حتى المصالح الاميركية، ولكن السفير الاميركي في العراق اكتفى بتبادل الابتسامات وكان الامر لايعنيه، بل لايعني حتى دولته ومصالحها في المنطقة، ولم يكن له دوره مسؤولا او يرتقي الى مستوى سفير دولة كبرى عليه ان يمارس سلطة ما، لكي لايسير العراق نحو حالة الانهيار، وكان عليه ان ينصح قياديي ادارته ان الازمة اكبر من ان يكون بمقدوره حلها دون تدخل من الرئيس الامريكي نفسه، لكي يعيد ثقة العراقيين بالادارة الاميركية، وبخاصة ان ماقيل عن نصائح مهمة اسداها اوباما لرئيس وزراء العراق خلال زيارته الاخيرة لواشنطن من انه ابلغ المالكي عدم رضاه عن اسلوب تعامله مع شعبه، لكن الصمت الاميركي الاخير لم يظهر للعراقيين بوادر حسن نية بهذا الأتجاه.
8. كان على الولايات المتحدة ان تضع من يتولى رأس القيادة في العراق ان الامور ستنقلب عليه ان اتخذ هكذا خطوات غير محسوبة تهدد السلم الاهلي في العراق، وتدله على الطريق الأسلم للتعامل مع الازمة ، وبخاصة ان لها معاهدة ستراتيجية معه ينبغي ان لاتتركه وحده يتحمل تبعات قراراته غير المدروسة، وان تقول له بصراحة سوف لن نكون معك على طول الخط ان خرجت عن سكة الطريق المرسومة، ونحن ليس بمقدورنا كدولة كبرى ان نواجه سخط شعبك عليك ان إخطأت، وبهذا تسهم في ان ينسجم مع خط الاعتدال بدلا من ركوب موجة التطرف والقرارات المتسرعة التي اوقعته في أقسى احراج طوال حياته، وهو الان في ورطة لايعرف كيف يخرج منها، وكان على الولايات المتحدة ان تؤكد له أن قرارات كهذه ليست في صالحك ولا في صالح علاقاتنا مع مكونات شعبك، لاننا لسنا ضدهم على طول الخط، فعندما تشكل خطرا على مصالحنا فلا تندم الا على نفسك، وتؤثر على مستقبل حتى مكونك الذي تدعي الدفاع عنه او تحرضه في الاتجاهات المتطرفة التي اوقعتك في هكذا مطبات ما كان ان تتورط في الغوص في متاهاتها لاننا دولة كبرى ربما لم نتجرأ على اتخاذ قرارات تؤذي الطرف الآخر دون ان نحسب ردة فعله أزاءنا.
9. هناك حقيقة مرة للأسف الشديد وهي أن من ركبوا موجة التطرف في العراق هم اعلاميون وأدباء وصحفيون ومؤسسات رأي وسياسيين، هم من ادخلوا البلاد في أزمة خطيرة هذه ولم ينصحوا صاحب القرار في بغداد ان ركوب موجة التطرف ستنقلب على شعبنا ومستقبلنا وبالا، وهم حتى هذه اللحظة يوقدون أبواق التطرف ويؤججونها الى أقصاها في الشحن بإتجاه طائفي ، بل ان هناك من المؤسسات الرسمية ومنها قناة العراقية كانت في أقصى قمة هرم التطرف وهي من حرضت في برامجها وتوجهاتها على الاستهزاء بمكون كبير والنيل من شخصياته، ( تابعوا مضامين برامج العراقية وإعلاناتها ) ، ساعدها اوسط محسوبة على الثقافة والإعلام وقوى سياسية عراقية لم تدرك حجم الضرر الفادح الناجم عن ركوبها موجة التطرف وهي تدعي للأسف انها تمثل جناح الاعتدال لكنها أبعد ماتكون عن ذلك بل ربما هي اوقعت صاحب القرار في بغداد في مهالك بتوجهاتها هذه، وكانت توغل في التحريض والكراهية للمكون الاخر، بطريقة مذلة ولا تمتلك ذرة من السلوك القويم أو الثقافة في حدودها الدنيا، بل ربما يكون خطر ممن هم محسوبين على طبقة المثقفين أخطر وورطوا البلد في مستنقع طائفي بغيض ليس بمقدور أية جهة سياسية الان ان توقف آثارها المدمرة على طبيعة السلوك المنحرف في العراق، ما أدى الى انفلات خطير في بنية المجتمع العراقي وقسموه الى ملل ونحل ومسميات غريبة ما أنزل الله بها من سلطان، وأعود لأقول ان على المثقفين والاعلاميين أن يتقوا الله في شعبهم وان يهدأوا من روعه ويوقفوا بوحدتهم وتكاتفهم هذا التدهور رغم ان موجات مده لم تعد بمقدور أي كان السيطرة عليها، الا انه اذا ماتفاعلت العقول المدركة للخطر الداهم ، فإن بإلإمكان انقاذ ما تبقى من حالة الانهيار، بإتجاه اعادة اللحمة الوطنية مرة أخرى، وعلى الولايات المتحدة ان تدرك مخاطر لعبة بعض الاعلاميين الذين يؤججون شحنات الطائفية الى أقصاها عبر رؤوى وتوجهات وبرامج ومقالات، وكان رأس السلطة للأسف هو من ركب موجتها، وراح يهرول وراءه من يريد ان يصب الزيت على النار لتزداد إشتعالا، وكيف يسمح الاعلاميون ان يسمي كبير من يقود السلطة ان المعركة بين ( جماعة يزيد) و( جماعة الحسين عليه السلام ) ، الا يكون هذا اتهاما للمكون الآخر بأنه من يقتل المكون الآخر، رغم ان العراقيين كلهم من اصحاب الحسين(ع) وان ما يسمى بـ ( اصحاب يزيد ) هم من انتهكوا اعراض العراقيين واعتقلوا وشردوا العراقيين واوغلوا في دمهم، بل ان قتلة الحسين هم من نفس الفئة التي تطالب بثأره، أي هم من قتلوه، وهم من يحملون المكون الاخر ظلما وعدوانا مسؤولية مرحلة تاريخية لاذنب للعراقيين الان فيمن يتحمل وزرها، والحسين( ع) في جنات الخلد وهو يبكي على حظنا العاثر الذي اوقعنا الزمان به، بل هو يتبرأ ممن حاولوا رفع رايته ظلما وعدوانا، وهم أقرب الى قتلته، وهو يلعن كل من يحرص المسلم على قتال اخيه او الحط من قدره مهما كان هذا المكون لأن ( المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده ) ، حسب حديث للرسول ( ص ).. هذا ان كنا مسلمين فعلا ونؤمن بان الاسلام هو دين الاعتدال والتسامح وليس دين التطرف والقتل والترويع.
10. ان حالة الانفلات في الانبار بهذه الطريقة غير مقبولة هي الاخرى وعلى العشائر وكل القوى الحريصة على مستقبل العراق ان تعيد الامور الى نصابها، وان سيطرة الجماعات المسلحة تحت لواء العشائر أمر في غاية الخطورة، لان العشائر لاتريد ان ينزلق مكونها الى حرب أهلية ليس مع الطرف الآخر فقط ، بل تؤدي الى حروب حتى بين المكون الذي يسمي نفسه بالمكون العربي، وان المظاهر التي تجري في الانبار في الرمادي والفلوجة الان ليست مظاهر صحية على الاطلاق، وعلى كل شيوخ الانبار ووجهائها ان يحزموا أمرهم ولايسمحوا للفلتان ان يبلغ مدياته بهذه الطريقة غير الحضارية، التي قد يعتبرها البعض تعبيرا عن رفض شعبي لما جرى لهذا المكون وما تعرض له من ظلم، الا ان العراقيين ومنهم المكون العربي لايسره ان تظهر معالم الحياة في الانبار بهذه الطريقة من الانفلات ومظاهر التطرف والاعتداء على القوات المسلحة مهما كانت نظرة أهل الانبار أزاءها فلن يكون هذا مقبولا من مسلم أو عربي يريد الخير لأهله وشعبه، فمثلما نوضح للآخر انه على خطأ فادح عندما ارتكب هكذا تصرفات علينا ان نقول لمكوننا انك الان تسير في الطريق غير القويم، وان المرحلة خطرة جدا فلا تقود العراق الى الهاوية وكونوا اكثر عقلانية وقراراتكم اكثر حكمة، لكي تنالوا رضا كل العراقيين لأن الظلم من أين يظهر هو اعتداء على الكرامة الانسانية والثوار الحقيقيين هن من يحفظوا دماء شعبهم لا ان يسفكه لاغراض خدمة مصالحهم هم ، او لجماعة أو قبيلة او عشيرة، وهو مانأمله من اهل الانبار الحكماء العقلاء ان ينقذوا محافظتهم مما حل بها من دمار وخراب، ونقدر حجم الأذى الذي وقع عليهم في هذه المرحلة لكن اتساع ساحة الفلتان بهذه الطريقة أمر خطير ويعرض العراق لمخاطر حروب لاتبقي ولا تذر.
هذه بإختصار أبرز ملامح ما يتعرض له العراق من مرحلة غاية في الخطورة، قد تقود العراق الى هاوية سحيقة لايعلم الا الله مدياتها المدمرة لمستقبل العراقيين، نضعها بين أيدي صناع العراق في الولايات المتحدة وفي العراق على حد سواء، لكي يأخذوا هذه الملاحظات بنظر الإعتبار كونها تشخيص حقيقي لمرض إستشرى في الجسد العراقي ينبغي وضع العلاجات اللازمة لمنع إنهياره، اذا كان لدى الادارة الاميركية بقية حرص على ان يحل الأمن والاستقرار العراق فعلا، أما إستمرار حالة الصمت واللامبالاة وعدم ظهور موقف قوي من اعلى المستويات في الإدارة الاميركية ، بعد الإستماع الى كل وجهات النظر، الشعبية من كل الأطراف التي يهمها أمر إستقرار العراق ، فأنه ليس بمقدور الولايات المتحدة أن يكون لها موطيء قدم على أرض العراق، وهي دولة كبرى لكنها لم تحدد معالم علاقتها مع الأطراف العراقية بطريقة تحترم فيها كرامات الجميع ، وتسهم في صنع الإستقرار المنشود للسير بالعراق الى مرحلة أكثر أمنا وإستقرارا، واذا ما بقيت الاوضاع في العراق تتصاعد مدياتها بالإتجاه الخطير الذي يجري الان فيعني أن نقرأ كلنا على العراق السلام، بل على سلام المنطقة برمتها المزيد من التدهور والانفلات.