باميلا انجيل/ بزنيس انسايدر
إننا على وشك أن نرى مدى نجاح التدريب الذي حققه الجيش الأمريكي في العراق، حيث أفاد مسؤول في التحالف الدولي لمراسل صحيفة “يو أس أي توداي” جيم مايكلز أن قوات الأمن العراقية المدربة والمدعومة من قبل الولايات المتحدة تستعد لشن هجومها النهائي على مدينة الرمادي السنية.
ووصفت الصحيفة الهجوم بأنه “أول اختبار مهم للقوات المدربة من قبل الأمريكيين ضد تنظيم الدولة الإسلامية”، وهي مجموعة إرهابية (تعرف أيضا باسماء الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، والدولة الاسلامية في العراق والشام، وداعش).
بدورها، وصفت المتحدثة باسم البنتاغون العملية العسكرية على أنه “تقدم بطيء ومنهجي ومدروس على المدينة” الواقعة حوالي 80 ميلا إلى الغرب من بغداد.
وسيشارك في العملية حوالي 10,000 جندي، 3,000 منهم تلقوا تدريباتهم على يد الولايات المتحدة، بحسب صحيفة “يو أس أي توداي”، ومن المحتمل أن يفوق عديد القوات العراقية على مقاتلي داعش، إلا أنه من غير الواضح كم هي بالضبط أعداد المسلحين المتمركزين في المدينة.
يذكر أن قوات داعش سيطرت على الرمادي في أيار، وتحصن المسلحون، منذ ذلك الحين، داخل المدينة الوقعة على بعد حوالي 80 ميلا عن بغداد. وقد خططت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران لإستعادة الرمادي بعد وقت قصير من سقوطها، لكن داعش ما يزال مسيطرا على المدينة.
وقد سقطت الرمادي بعد أن اجتاح مسلحو داعش المدينة بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون، رغم التفوق العددي للجنود العراقيين، حيث كانت المجموعة السنية الإرهابية ما تزال قادرة على السيطرة على المدينة عندما هربت القوات التي كانت تحميها.
واليوم وبعد انتشار داعش في جميع أنحاء الرمادي، يكون من الصعب إلحاق الهزيمة به.
واوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أنهم متفوق عليهم عدديا، إلا أن الموقف الدفاعي للمتشددين من شأنه توفير وضع مميز لهم، حيث يمكنهم إطلاق النار من المخابئ وأماكن أخرى مخفية، وأنه سيكون من الصعب على قوات التحالف قصف المسلحين الذين يمكنهم الاختباء في المناطق الحضرية بالمدينة.
إن خسارة الرمادي لصالح الإرهابيين كان له بالغ الأثر في جميع أنحاء العراق، حيث أن العديد من سكان الرمادي السنة الذين حاولوا الفرار من المدينة أبعدوا حال وصولهم إلى بغداد، وإن بعض السنة يدعمون داعش على مضض من أجل الحفاظ على حياتهم لأنهم يشعرون وكأن جميع الخيارات الأخرى نفدت بالنسبة لهم.
إن النجاح في الرمادي- وفي العراق ككل- ما يزال أمرا يصعب ضمانه.
وكتب مايكل نايتس، المحلل في الشأن العراقي، في صحيفة الفورن بولسي هذا الأسبوع أن الحرب ضد داعش في العراق قد “تباطأت”.
وأكد نايتس “إن أفضل ما يمكن توقعه بشكل معقول في العام 2015 هو تحقيق الاستقرار في مدينتي الرمادي والفلوجة”، مضيفا “أن أحدا لم يعد حتى يتحدث عن تحرير الموصل، ثاني أكبر مدن العراق من حيث السكان”.
وتعد الموصل المعقل الرئيس لداعش في العراق، وكانت على رأس اولويات الخطة الأمريكية لهزيمة داعش.
كما كتب ناتيس أنه “على هذا المعدل، فإن الولايات المتحدة ستكون ما تزال باقية في العراق حينما يغادر الرئيس باراك أوباما منصبه، النتيجة التي لا يريدها أي أحد، لاسيما الرئيس”.
ومع تقلص الوجود الأمريكي في العراق والقيود المشددة حول ما القوات الأمريكية المسموح لها بالبقاء، سيكون من الصعب على القوات إحراز تقدم سريع ضد داعش. لقد كان برنامج التدريب والتسليح الأمريكي بطيئأ في المضي قدما، وإن الضربات الجوية كان لها أثر محدود بسبب عدم وجود مراقبين على الأرض، إلى جانب القواعد الصارمة للاشتباك.
وقد كتب زميل معهد بروكينغز تشارلز ليستر تقييما سلبيا مماثلا في الأونة الأخيرة بشأن الحرب على داعش. وأشار ليستر إلى أن “التقدم حتى الآن أفضل ما يمكن وصفه بإنه سلسلة من المكاسب التكتيكية المرتبطة بشكل فضفاض، بدلا من أن يكون تقدما استراتيجيا كبيرا”.
وأوضح ليستر أن “هدف التحالف المعلن هو “حط وتدمير” تنظيم الدولة الإسلامية كمنظمة مسلحة، ولكنها تبقى كقوة عسكرية فاعلة وقادرة على الاستيلاء على الأراضي المهمة وإلحاق الأضرار المادية الكبيرة في خصومها”.. إن تنظيم الدولة الإسلامية هو عدو عنيد بشكل واضح، ويشكل تهديدا قويا حيث أن استراتيجية التحالف الحالية تفشل الآن في “الحط وإلحاق الهزيمة” بالتنظيم بشكل فاعل.