أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية 10 يونيو عن استعادة السيطرة على مساحات واسعة في البادية السورية والوصول إلى الحدود مع العراق شمال شرق التنف. وعرقل هذا التقدم خطط الولايات المتحدة لإنشاء منطقة واسعة تحت سيطرتها شرق سورية، ويمكن ذلك تغيير توازن القوى في الحرب وتأثير على خوض المفاوضات في أستانا وجنيف بشأن مستقبل البلاد.
وقد سمح تواجد القوات الحكومية في الحدود السورية العراقية بمنع وصول جماعة مغاوير الثورة التي تدعمها الولايات المتحدة إلى منطقة حقول النفط شرق البلاد والتي تسيطر عليها داعش في الوقت الراهن. والآن تملك دمشق وحلفائها فرصة حقيقية لتطهير شرق سورية من المتطرفين وعودة المنطقة تحت سيطرتها.
ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تحت ذريعة محاربة داعش استهدفت نفس الهدف وهو استيلاء على منطقة حقول النفط ولذلك خططت واشنطن استخدام مسلحي جيش مغاوير الثورة وقوات العمليات الخاصة. مع ذلك قال قائد جيش مغاوير الثورة مهند الطلاع لمجلة فورين بوليسي الأمريكية إنهم لا يستطيعون خوض القتال مع داعش في ظل الظروف الحالية. وعلاوة على ذلك إلا الضربات الجوية للتحالف قادرة على الدفاع عن مقاتلين من القوات الحكومية السورية والميليشيات الإيرانية.
وبحسب القيادة السورية إن الوصول إلى الحدود العراقية يشكل تحولا استراتيجيا في الحرب على الإرهاب وقاعدة انطلاق لتوسيع العمليات العسكرية في البادية وعلى امتداد الحدود مع العراق.
وفقا لخطط واشنطن يهاجم الأكراد بدعم الولايات المتحدة على داعش والآن يقتحمون الرقة من شمال. ومن جنوب كان يعتزم مقاتلو المعارضة “المعتدلة” بدء الهجوم على مواقع داعش. ومع ذلك وصول القوات الموالية للحكومة السورية إلى الحدود مع العراق فشل خطط الولايات المتحدة. وعلاوة على ذلك قد سمح لإعادة طريق “الهلال الإيراني” طهران – دمشق – بيروت – بغداد والذي يمكن استخدامه لنقل الأسلحة والمتطوعين لصالح وحدات الجيش العربي السوري.
نشرت قناة الإخبارية السورية على “يوتيوب” شريط فيديو الذي تظهر فه شاحنات تتجه من العراق إلى سورية. في الوقت الجاري لا ننسطيع أن نتحدث عن إعادة الإعمار طريق “الهلال الإيراني” بالشكل الكامل لأن القوات السورية وصلت إلى المنطقة الحدودية حيث يوجد طريق ترابي فقط.
مع ذلك يصبح من الواضح أن قد اختارت الولايات المتحدة مرة أخرى مقاتلي المعارضة “المعتدلة” الذين غير مدربين جيدا وغير قادرين على قتال ضد إرهابي تنظيم داعش وجنود الجيش السوري على حد السواء. ونتيجة لذلك يمكن أن تعتمد واشنطن على الفصائل الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في الحرب ضد داعش فقط.
ويعتقد الخبراء العسكريون أن الرقة سوف تسقط قريبا لكن تصبح المعركة الحاسمة ضد داعش في دير الزور حيث يهاجم عليها القوات الحكومية السورية من عدة اتجاهات. ومع ذلك سيكون من الممكن اطلاق مفاوضات حول مستقبل سورية ما بعد الحرب إلا في حالة هزيمة تنظيم داعش الإرهابي تماما.
كاتب وصحفي سوري للمركز الإعلامي “سورية: النظر من الداخل”
أحمد صلاح