من يراقب سياسة الولايات المتحدة في العراق يرى التخبط الذي أما أن يكون مقصود تطبيقا للمثل العراقي القائل (نارهم تأكل حطبهم) واطالة الصراع . أو أنها فعلا تم التلاعب بها من قبل حكومة المالكي لانها كانت حتى ما قبل سقوط الموصل في 9 حزيران تعتبر جميع المسلحين هم من داعش ولكن سرعان ما غيرت رأيها بعد سقوط الموصل سواء كان على لسان وزير الخارجية جون كيري أو على لسان الرئيس الامريكي اوباما وحتى أنها ربطت مساعدتها العسكرية للعراق بأشراك السنة في الحكم .
ثم عادات اليوم تزود الحكومة العراقية المحسوبة على الشيعة بصفقة أسلحة بلغت قيمتها 700مليون دولار أغلبها كان صواريخ هيل فاير المتطورة .ومن جهة أخرى أعلنت عن نيتها تزويد البشمركة الكردية بالأسلحة الثقلية والكل يعلم بأن القوات الكردية على خلاف كبير مع الحكومة وخصوصا بعد أن استولت البشمركة على مدينة كركوك الغنية بالنفط والمناطق المتنازع عليها، وفي ظل فقدان السيطرة على الحدود العراقية من جهة الاردن وسوريا والمملكة العريية السعودية التي هي محادية للمحافظات السنية التي تقاتل ضد القوات الحكومية والميلشيات الموالية لها وكأنها تقول للسنة أشتروا الأسلحة من تجار السلاح وخصوصا سوريا .
من الوضح أن الولايات المتحدة تسعى الى أمرين أذا ما نجح أحدهما فهي سوف تنتهي من مشكلة العراق التي ينظر المجتمع الدولي على أنها السبب فيها.الاول هو أن سياسة الولايات المتحدة كانت ومازالت هي التحالف مع الاقوى شرط أن يكون خاضع لها ، فهل تسعى الولايات المتحدة الى أثارت صراع مسلح بين الاكراد والحكومة الشيعية والمسلحين السنة ومن يكسب الصراع يصبح الأقوى على الأرض فتتحالف معه لحكم العراق ، والثاني هو العودة الى مشروع بايدن نائب الرئيس الامريكي أوباما الذي قضى بتقسم العراق الى ثلاث أقليم (كردي.سني.شيعي) والذي وجه بالرفض في وقته لكن الان علت الأصوات المطالبه به لذلك تسعى الولايات المتحدة الى أن يتعادل ميزان القوى العسكري بين الاقاليم الثلاث عبر تزويد أثنين منها (الكردي والشيعي) بالسلاح والسماح للثالث (السني)أن يشتري السلاح عن طريق السوق السوداء .