23 ديسمبر، 2024 2:27 م

الولايات المتحدة …(العراقية)…!!

الولايات المتحدة …(العراقية)…!!

بعد أن تقوم كل دولة مؤسساتية بادراة الحدود الجغرافية وتحديد نوع الحكم وماهية الوزارات والولايات –المحافظات – ونظام وقانون الأحزاب الذي لا يتجاوز أصابع اليد في أقصى حالاته وفق المساحة السكانية وعدد السكان وفق التأملات والتبصرات النابعة وفق السيطرة المركزية او اللامركزية للحكومات وللاحتفاظ بإطارها المحدود والمتوازن وسد العديد من الفجوات في مجموع الفدرالية أو الكون فدرالية وتوفير أساسا قويا من السيطرة والتحكم.
يعاني العراق من التوترات السياسية التي تهدده بالتفكك لكثرة تعدد القرار وازدياد حالة حمل السلاح في مليشيات متعددة – سنية – شيعية – خارج سيطرة الدولة وان استحداث محافظات جديدة لا يتناسب في الوقت الحالي مع تداعيات الظرف الأمني الذي يستدعي بعض الأحيان إلى المطالبة  إنشاء أقاليم في طريقها للتقسيم (لا سامح الله) وهذا ما تبغيه الأوساط الصهيونية والغربية للعراق.
وإذا قارنا الولايات المتحدة الامريكة على اعتبارها دولة دستورية فيدرالية تضم (50) ولاية  وتقع  بين المحيط الهادي والأطلسي مساحتها حوالي 9ونصف مليون كم 2 ويبلغ عدد  سكانها حوالي350 مليون نسمة اكبر من مساحة العراق ﺑ 18 مرة حيث تبلغ مساحة العراق حوالي   450 ألف كم2 وأكثر من نفوس العراق 12 مرة على اعتبار أن نفوسه 30 مليون نسمة ولديها 6 أحزاب فقط ومنها الحزبين المتنفذين (الجمهوريين والديمقراطيين ) ونحن لدينا أكثر من 120 كيان سيشترك في الانتخابات القادمة وأكثر من 36 حزبا وليس لدينا قانون ينظم ملفات الأحزاب لحد الآن.
أما الصين الأكثر سكانا في العالم فيبلغ سكانها مليار و350 ألف نسمة ومساحتها 9 مليون ونصف كم2 ويحكمها الحزب الشيوعي الصيني في ظل نظام الحزب الواحد وتتمتع باكتفاء ذاتي واكبر دولة مصدرة في العالم ولها ديون مالية تستحقها في غالبية الدول الغربية والشرقية.
أما العراق فقد تأسست (الدولة العراقية) بموجب مؤتمر القاهرة الذي عقدته المملكة المتحدة في آذار عام 1921 لبحث ما أسمته وزارة المستعمرات البريطانية وكان 3 ولايات عثمانية هي (بغداد- الموصل والبصرة ) وبعد انتهاء الانتداب البريطاني للعراق أسس رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري السعيد ,14 لواء وجعل نجمتان حمراويتان في معين العلم العراقي كل نجمة تحتوي على 7 أضلاع  وحيث  أن العراق يحتوي على 14 لواءا, وفي حقبة السبعينيات تأسست أربع محافظات جغرافية جديدة هي (النجف والسماوة ودهوك وصلاح الدين) وبذلك أصبح العراق 18 محافظة.
أما  أن يصبح العراق 50 محافظة و50 وزارة والنشيط الوطني يخضع لخلافات الكتل السياسية ويراد له ان يكتب ﺑ 4 لغات وجواز السفر يحمل 3 لغات حاليا ويمكن تطويره وفق ما تريده الكتل السياسية إلى 5 لغات ومشكلة العلم العراقي الذي تريده الأطراف المتعددة في العملية السياسية 6 ألوان..وهكذا دواليك .أما المليشيات غير النظامية فهي أكثر من 12 مليشيا سنية- شيعية- معروفة لدى الشارع العراقي وهذا ما يقلل مركزية وهيبة الدولة (والسفينه… إذا كثرة ملاليحهه …تغرﮒ ) يبويه..!!
وإذا بقي العراق منشغلا باستحداث محافظات واقضيه ووزارات سيادية وغير سيادية وخدمية ودبلوماسية وعدة محافظين للمحافظة الواحدة  وترك البناء والأعمار والبنى التحتية وأزمة السكن والبطالة وتردي الأمن …الخ , فاقرأ السلام على بلد السلام.
 
عندما لخص(عوديد ينون ) الكاتب الإسرائيلي, إستراتيجية إسرائيل تجاه العرب قال : يجب تقسيم العراق إلى ثلاث دول,كردية ,سنية ,شيعية , ومن يدرس وثائق الصهيونية العالمية يجد أن تقسيم العراق يحتل مرتبة أساسية حيث تربط الوثائق بين ضمان مستقبل إسرائيل وتدمير العراق تمهيدا لتقسيمه لذلك لم تكن صدفة…..!!!