18 ديسمبر، 2024 8:20 م

الولادة العسيرة بين الاكفان البيضاء والتكتك الاحمر

الولادة العسيرة بين الاكفان البيضاء والتكتك الاحمر

امتازت الشرنقة التي احاطت العملية الانتخابية الاخيرة، بالشفافية لذلك كانت المشاكل التي تلت تلك العملية، متوقعة وامر مسلم به مسبقا، حتى قبل ان تتمظهر بشكلها الجديد.
وهذا المشهد الاستعراضي الذي شهدته قبة البرلمان في اولى جلساته، ماهو الا افراز تلك الشرنقة المعقدة !

ولان ملابسات العملية الانتخابية كانت عميقة، ومارافقتها من مشاكل الاعتراف بالنتائج ووقفات الاحتجاج امام المنطقة الخضراءوصلت حد الصدامات مع القوات الامنية، وما تسبب به من عرقلة وارباك للشارع.
وكما هو معروف فان النتائج تعرف بمقدماتها، فاذا كانت المقدمات عسيرة وغير مرضية لشريحة من الاطراف السياسية، فان النتيجة كذلك لن ترضي الجميع، او لنقل لن ترضي احد ماعدا الطرف المستفيد،ورغم هذا الخلاف الا ان العملية السياسية لا تملك خيار الا المضي قدما للامام ولو على عكاز.
ان المشهد الذي نقلته وسائل الاعلام من تعرض رئيس البرلمان الاكبر سنا للضرب ماهو الا اول الغيث !

فمع وجود نواب شعبويبن بهذا الشكل، لا يعلمون ماهو دورهم، وماهو مهامهم ولم يتلقوا التثقيف اللازم اللاحاطة بالسلوك النيابي، وظهور التشرذم الواضح، خصوصا وان كل فريق اختار لنفسه مظهر مغاير عن الفريق الاخر، وكأنه اعلان عن عمق الفرقة، اكثر منه تعبير عن الاختلاف، وهذا من شأنه ان يعقد الوضع السياسي الجديد قبل ان ينطلق.

من جهة اخرى فان مجيئ هولاء النواب بهذه الكيفية الاستعراضية بين كفن وتكتك، ماهو الا التزام قد الزموا به انفسهم من حيث يعلمون او لا يعلمون، بذلك المظهر هل سيتخلون عن امتيازاتهم المستقبلية في سبيل متبنايتهم التكتكية وما تحمله من رسائل تلك المتبنيات.
ان غياب الخطاب الحكيم، وتغليب لغة الضرب هو بلا شك يعد انقلاب صريح للنظام، ووأد للديمقراطية، وتوديع للرأي الاخر في غياهب الجب، والوصول الى نوع من الحكم مجهول الملامح، ومستقبل لا يمكن التنبؤ به.
الا ان رغم الخلافات بين الكتل السياسية، وتعنت البعض ومحاولاته الهيمنة والانفراد بالقرار، الا ان الطبخة السياسية تابى النضوج، بدون توفر كل عناصرها، والا ستفقد مذاقها الخاص، او قد تصبح غير قابلة للأكل حتى.

وعليه فان تغليب الحوار العقلاني ذو النفس الضام والجامع للكل، على اختلافاتهم هو الحل الاسلم للجميع، ان اراد الجميع السلامة.