22 نوفمبر، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

الولادة الإشراقية لأبي الفضل العباس”عليه السلام”

الولادة الإشراقية لأبي الفضل العباس”عليه السلام”

تزوّج أمير المؤمنين”عليه السلام”من فاطمة ابنة حزام العامرية، بعد وفاة الصديقة سيّدة النساء، فاطمة الزهراء”عليها السلام”،لأنّ اللّه حرّم النساء على علي ما دامت فاطمة موجودة.ولدت فاطمة بنت حزام أربعة بنين، وأنجبت بهم: العبّاس، وعبدالله، وجعفر، وعثمان، وعاشت بعده مدّة طويلة ولم تتزوج غيره.كان أبو الفضل جامع الفضل والمثل الأعلى للعبقرية، لأنّه كان يستفيد بلج هاتيك المآثر من شمس فلك الإمامة(حسين العلم والبأس والصلاح)، فكان هو وأخوه الشهيد”عليها السلام”من مصاديق قوله تعالى في التأويل:(والشّمس وضحاها**والقمر إذا تلاها)، فلم يسبقه بقول استفاد منه، ولا بعمل أتبعه فيه، ولا بنفسية هي ظلّ نفسيته، ولا بمنقبة هي شعاع نوره الأقدس، المنطبع في مرآة غرائزه الصقيلة.قد تابع إمامه في كلّ أطواره حتى في بروز هيكله القدسي إلى عالم الوجود، فكان مولد الإمام السبط في ثالث شعبان، وظهور أبي الفضل العباس إلى الشهود في الرابع منه سنة ست وعشرين من الهجرة.مما لا شك فيه أن أمير المؤمنين عليه السلام، لمّا أحضر أمامه ولده المحبوب ليقيم عليه مراسيم السنة النبوية التي تقام عند الولادة، ونظر إلى هذا الوليد الجديد، الذي كان يتحرى البناء على أُمه أن تكون من أشجع بيوتات العرب؛ ليكون ولدها ردءاً لأخيه السبط الشهيد يوم تحيط به عصب الضلال، شاهد بواسع علم الإمامة ما يجري عليه من الفادح الجلل، فكان بطبع الحال يطبق على كلّ عضو يشاهده مصيبة تجري عليه، يقلّب كفيه اللذين سيقطعان في نصرة حجة وقته، فتهمل دموعه.كان هذا الولد العزيز على أبويه وحامته كلمّا سرّ أبوه أعتدال خلقته، أو ملامح الخير فيه، أو سمة البسالة عليه، أو شارة السعادة منه؛ ساءه ما يشاهده هنالك من مصائب يتحمّلها، أو فادح ينوء به، من جرح دام، وعطش مجهد، وبلاء مكرب.ذكر صاحب كتاب”قمر بني هاشم”ص٢١ أنً أمّ البنين رأت أمير المؤمنين عليه السلام، في بعض الأيام أجلس أبا الفضل عليه السلام على فخذه، وشمّر عن ساعديه، وقبلهما وبكى، فأدهشها الحال، لأنّها لم تكن تعهد صبياً بتلك الشمائل العلوية، ينظر إليه أبوه ويبكي، من دون سبب ظاهر، ولمّا أوقفها أمير المؤمنين عليه السلام على غامض القضاء، وما يجري على يديه من القطع في نصرة الحسين عليه السلام، بكت وأعولت وشاركها مَن في الدار في الزفرة والحسرة، غير أنّ سيدّ الأوصياء بشّرها بمكانة ولدها العزيز عند الله جلّ شأنه، وما حباه عن يديه بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل ذلك لجعفر بن أبي طالب، فقامت تحمل بشرى الأبد، والسعادة الخالدة.
نريد أن نستغيث بأبي الفضل العباس عليه السلام على عدونا، وينصر حشدنا، بما له شفاعة وكرامة وجاه عند الله جلّ شأنه، نستغيث به كما أستغاثت به أخته زينب عليها السلام، وبلسان حال الشاعر:فلله زينب إذ تستغيثأبا الفضل يا كهف عزّي المهاباويا ليث قومي إذا الخطب نابوكشرت الحرب سناً ونابا أتتركني نصب عين العدوتنتهب القوم رحلي انتهابا
المصدر:كتاب”العباس” للسيد عبد الرزاق الموسوي المقرّم، تحقيق الشيخ محمد الحسون

أحدث المقالات