هناك مثل عراقي يقول؛ (تريد عنب لو چتل الناطور!).. وما لايقبل الشك أن العراقيين بعد الذي رأوه خلال العقود الخوالي، ما عادوا يطمحون بشيء غير العيش الآمن تحت ظل حكومة انتخبوها، بعيدة عن القمع والبطش والقهر التي مارسها النظام المقبور مع شرائح المجتمع كافة، وهم باتوا راضين بهذه الكتلة وذاك الحزب أيا كان دينه وطائفته. لكن الذي يتفوه به بين الحين والآخر مسؤول عراقي كبير، له في دولة العراق الجديد باع كبير ويد طولى في إدارة مفاصل حساسة وخطرة، ومن المؤلم والمؤسف لكل العراقيين أن يكون له منصب رفيع، ومركز مرموق في الدولة، ويصدر منه بين الفينة والأخرى، كلام هنا وتصريح هناك يضد سير العملية السياسية، ويعيق مشروع المصالحة والتآلف من خلال السموم التي يبثها بين سطور مايقول.. ذاك هو أسامة النجيفي.
هذا الرجل أحيانا (يدوس بالمصارين) ويتجاوز حقوق المواطنين لاسيما الذين وضعوا أرواحهم فوق راحاتهم وولجوا ساحات القتال، واضعين حياتهم بين فكي الموت بكل جرأة ونكران ذات، لالشيء إلا لتخليص البلد من أشباح القتلة الخارجين عن حدود الله في كل شيء، وكذلك لتحريره من أشباه البشر الذين هم في حقيقة الأمر أقرب الى الحيوان منه الى البشر.
أما موقف النجيفي تجاه كل هذا فهو تشويه صورة المحررين والذائدين عن حياض الوطن، والمضحين بما يملكون من أجل استرداد ما فرط به أخوه الـ (شفيّة) أثيل من أرض.. فلطالما عبر ائتلاف متحدون الذي يرأسه أسامة عن “قلقه من الاخبار المتداولة حول قيام بعض الاشخاص المحسوبين على الحشد الشعبي بسرقة محتويات بعض المنازل السكنية واحراق اخرى بمدينة تكريت بعد تحريرها مباشرة”. ولطالما صرح النجيفي بمثل هذه الاتهامات بعد كل انتصار تسجله قوات الحشد الشعبي في المدن المسلوبة، وقد سلك أسامة هذا المسلك بغية سحب بساط النصر من تحت أقدام الحشد، لغاية يرسم لها مستقبلا، وهي حصر النصر بفئات وجهات تصب في مصلحة دعواته الطائفية والعرقية والمناطقية والحزبية، بعيدا عن الولاء والانتماء للعراق أرضا وشعبا.
أما الطائفية..! فمعلوم وترها الذي يعزف عليه منذ اعتلائه المناصب الحساسة في البلد.
وأما العرقية..! فبالرجوع الى تاريخ عائلة النجيفي إبان الحكم الملكي، يتضح لنا أن سبب خلافات الحكومات السابقة مع هذه العائلة، هو توجهات الأخيرة في ضم الموصل إلى تركيا، حيث أن جد النجيفي طالب باستفتاء دولي حول ذلك، ولم يفت التاريخ تسجيل هذه الحقائق بدقة وشفافية وصراحة تامة.
وأما المناطقية..! فمعلوم أن أحلام أجداده وأعمامه تولى حفيدهم أسامة تحقيقها، في استرجاع ماكانوا يستملكونه من أراضٍ شاسعة في سهول محافظة نينوى.
وأما الحزبية..! فإن البقية الباقية من فضلات البعث المقبور، علقت آمالها برقبة هذا الرجل، ليعيد أمجادها في التسلط والتحكم بمصائر البلاد وملايين العباد.
أفبعد كل هذه المصالح الخاصة والمآرب الفئوية.. نرجو من أسامة حسن الولاء والانتماء الى العراق والإشادة بالحشد الشعبي؟!