تظهر بين آونة واخرى ( خطابات ) تطلقها ( بعض الشخصيات الحزبية ) بصورة او باخرى .. مفادها (ان كل من ليس معي .. فهذا يعني تنقصه الوطنية .. او هو ضدي ) هذا منطق سياسي مع الأسف موجود لدى ( البعض) في العراق ، منطق يرى ان الوطن ملك لفريق دون آخر .. أي ان ” الوطنية ” هي احتكار .. وكأن هناك (( مخزن )) للوطنية يتم فتحه متى شاؤوا ويغلقونه متى شاؤوا ! على اعتبار ان صاحب ” المخزن ” يرى نفسه هو المخول او الوكيل المعتمد لتوزيع ( صفة الوطنية ) .
بالطبع ان ( المخزن ) الذي نقصده هنا هو ( الحزب ) ومعظم الأحزاب تحلم باليوم الذي تسيطر فيه على ( السوق ) فيقف الناس صفوف ( بالسره ) امام باب مقره للحجز من اجل الحصول على صفة أو شهادة ( الوطنية ) .. ثم يسيروا في الشوارع وهم يعلقون على صدورهم تلك الشهادات … كما تعلن الشركات عن منتجاتهم وبضاعتهم .. والفارق هنا هو اعلان صفة ( الوطنية ) .
فالوطنية .. والوطن .. هو الموطن الذي يعيش في دواخلنا .. وليست فقط الارض التي نعيش عليها .. ولا يمكن لأحد ان يكون ( وكيلا ) للوطن ويمنح صفة الوطنية ، لأن المواطنة هي مجموعة من الحقوق والواجبات… وهي التعلق العاطفي بالوطن .
نرى ان الكثير من هؤلاء ونقصد هنا ( وكلاء منح الوطنية ) يعيشون بلا ذاكرة ، بل ويريدون ان ينسونا مواقفهم .. وهي بين المد والجزر .. وكيف يبدلون مواقفهم .. فيختارون الموجة التي يجب عليهم ركوبها من اجل مصلحتهم الشخصية .