لم يخطر في بالي يوماً وانا الذي قضيت خدمه في الجيش العراقي مايقارب الثلاثين عاماً أن جيشنا سيرسل الي الفضاء جنوداً !!!!!!!
فعلا ً صدقوني لاأمزح بكلامي لكون هذه التسميه والمفرده لم تمر على اسماعي طيله خدمتي وعندما سمعت بتسميه جنود الفضاء تبادر لذهني أنهم رواد فضاء ولكن عندما سمعت باقي الخبر أصبت بخيبه أمل وتألمت كثيراً الى حال وحجم الفساد الذي وصلت له المؤسسه العسكريه ( ٥٠ ) الف شخص وهمي غير موجودين منشورين في الجيش ويستلمون رواتب وارزاق ومخصصات وسلاح وذخيره وكافه التجهيزات التي يستلمها اقرانهم في الخدمه !!!!! اي مستوى من الفساد واستهانه واستخفاف بالقانون فهذه كارثه بكل المقايس ويجب ان يتم محاسبه مرتكبيها بكل قساوه وان يتم نشر أسماء الفاسدين المتورطين بهذه الجريمه من كبيرهم الى صغيرهم وان يكون العقاب رادع وعبره لكل من تسول له نفسه بالتلاعب ليس فقط بأموال البلد وانما بأمن وسلامه الجيش الذي يفترض أنه سور للوطن وحمايه سمعته مسؤوليه على الجميع ..
لاأريد الدخول بتفاصيل الحسابات الماليه التي سرقت من هذه العمليه الرذيله لأنه بالتأكيد لايشكل رقماً قياسياً بل يساوي او يقل او اكثر اذا ماتم مقارنته مع باقي ملفات الفساد والسرقات في كل وزارات ودوائر الدوله العراقيه ؛ ماعدا هيئه الانواء الجويه .
ولكن الذي اود التطرق له والتعريف به أننا لأنستغرب أطلاقاً اذا احتلت الموصل وسقطت بيد داعش خلال ٤٨ ساعه لأن من الواضح ان الفساد قد جعل الفاسدين لايفكرون بكيفيه الاستعداد والتدريب وزرع روح الدفاع عن الوطن اذا تعرض لأي اعتداء من قبل داعش او غيرهم وأنما أنشغلوا بكيفيه كنز أموال الحرام وملأ كروشهم على حساب ضمائرهم واوطانهم فهل من المستبعد امثال هؤلاء ان يخونوا بلادهم .
للامانه وبكل صدق نقولها هذه خطوه جريئه في الاتجاه الصحيح لمحاربه الفساد ولكن الاجراءات السليمه والقانونيه التي تعقب هذه الخطوه هي الدليل الحقيقي على الجديه في تطبيق قوه وسطوه القانون وعدم التهاون مع اي متورط وفضح المفسدين في كافه وسائل الاعلام والا فأن التهاون او التساهل يعد جريمه بنفس حجم الفعل .
أن هذه الجريمه يجب أن ينظر لها من عده جوانب أضافه الى الجانب المادي ، فهي بكل المقايس دماء الشهداء وارواح الابرياء الذين استشهدوا في التفجيرات اليوميه ، والعوائل المشرده والمهجره والاطفال الابرياء اللذين ماتوا في المخيمات نتيجه البرد
والخسائر الماديه والبشريه الذي تعرض لها النازحين من ديارهم كلها وغيرها جرائم تسبب فيها من ارتكب هذه الجريمه بأدراج اعداد وهميه ( فضائيين) على انهم موجودين يدافعون عن الوطن والمواطن .
العراقيين اليوم يطالبون السيد العبادي أن لايترك هذا الموضوع يمر مرور الكرام وعدم أتحافنا بتصريحات أن لجان تشكلت للتحقيق في الموضوع ؛ نطلب بنتائج تعلن للجميع لأنها خيانه عظمى !!.
تحدثنا كثيراً وبدافع الغيره الوطنيه والحرص على سمعه جيشنا أن بناء الموؤسسه العسكريه يجب ان يتم وفق معايير وطنيه توضع من قبل أبناء الجيش العراقي الذي يمتلك خبرات قل مثيلها في العالم وعدم تهميش أحد بحجج غير واقعيه لأن جميع العراقيين حبهم لوطنهم فوق كل حب او أنتماء اذا ماتم توجيه بالاتجاه السليم بعيداً عن الطائفيه التي تفتك بالجميع والأخذ بالحسبان حسن النيه ووضع الأكفاء من القاده أصحاب الخبره والتجربه في المكان الصحيح عندها سنرتفي ونحصل على جيش نتفاخر به ،
أما اذا أستمر الحال كما كان عليه في السابق والتخوف من الجميع او تخوينهم او اطلاق تسميه الجيش السابق او اعوان النظام وماشابه من التسميات التي تخلق فجوه داخل البيت والنسيج العراقي ؛ أنا واثق أن العراقيين بمختلف مسمياتهم هم اعوان ورجال الوطن ولن يكونوا اليوم اوغداً ملكاً لحاكم وأنما ملكاً للوطن ؛ اذا اردنا ان نبني وطن علينا ان نفتح قلوبنا ونطوي صفحه الماضى ولانقصى احداً وأن يشعر الجميع ان هذا الوطن ملكاً لهم جميعاً .
وأنا أكتب مقالتي تذكرت بالشهداء عندما تم أعتبار يوم ١٢/١ تاريخ ليوم الشهيد أحياء لذكراهم العطره ودماءهم الزكيه وارواحهم الطاهره وهم يدافعون عن تراب الوطن ، تذكرت بطولاتهم
وتسابقت دموعي بذكراهم وتألمت لما يجري لجيشنا البطل وقرأت لهم صوره الفاتحه وطلبت المغفره لنا ولهم ودعوت من الله الرحمه بالعراق واهله .