اليوم نقف في منى نؤدي احد السنن النبوية التي اداها هنا في نفس المكان الرسول محمد صلى الله عليه..هنا وقفوا واستراحوا استعدادا ليوم عرفه.. هنا وقفت ناقة الرسول (صلى الله عليه وسلم) القصواء، وهي الناقة التي كان يفضلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم). في رحلاته الطويلة، وحملته في هجرته إلى المدينة. هنا ارتوت القصواء وكل خيول الصحابة والابل المرافقة .
نعم انه يوم التروية، الذي يصادف اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو من الأيام المباركة في مناسك الحج، وله فضل عظيم ومكانة خاصة في قلوب المسلمين، إذ يُعتبره الحجيج بمثابة الاستعداد الروحي والجسدي ليوم عرفة، الركن الأعظم في الحج…
وقد جاءت تسميته يوم الترويه لان الحجاج كانوا يقومون بترويه الماء من مكة ويحملونه معهم الى منى استعدادا ليوم عرفه حيث لم تكن في ذلك الزمان اي مصادر ماء كافيه ليوم عرفه وهنا في هذا المكان كانوا يقومون بتروبه الابل والخيول التي تحملهم وتحمل زادهم وهم يستعدون للذهاب غدا الى جبل عرفات
ورغم ان الوقوف في هذا اليوم في منى وفي يوم الترويه لا يُعد من أركان الحج، بل هو سنة مؤكدة عن النبي محمد ﷺ، فعندما أحرم الحجاج بالحج في اليوم الثامن، توجهوا إلى منى وصلّوا بها الصلوات الخمس: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كلٌ في وقتها، مع قصر الرباعية دون جمع..
هنا يعتبر من جزء الاحرام بالحج فان كان الحاج متمتعا يوجب عليه الاحرام بالحج من مكانه صباح يوم الترويه ويقول لبيك حجا وبعدها يتوجه الى منى والمبيت فيها..
هنا يصلي الحجيج الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفه قصرا بدون جمع وهذا كله اقتداءً بسنة النبي ﷺ. ويعد المبيت في هنا ليله التاسع سنه ويستحب الانشغال بالذكر والدعاء والتهيئ ليوم عرفه
ان الحكمه ايها الاخوه من يوم الترويه هو التهيؤ الحجاج روحيا وجسديا ونفسيا ليوم عرفه لانه يوم للتامل والسكينه يوم الهدوء وفرصه الابتعاد عن مشاغل الدنيا والاستعداد للوقوف الاعظم حيث الدعاء والتضرع والرجاء هنا تجد نفسك في هذه المشاعر المقدسه عبدا فقيرا تقف بين يدي ربك وانت تدعوه وتتوسل به المغفره وحسن الخاتمه هنا في هذه المشاعر المقدسه تعيش حياة فاصله بين الدنيا والآخرة…
نعم ان هذه الوقفه في يوم الترويه هي سنه نبويه عظيمه مؤكده يستعد خلالها الحجيج لبدايه رحله روحيه عميقه يتنقل فيها بين المشاعر المقدسه يطلب رحمه الله وغفرانه ويهيئ نفسه مستعدا للوقوف بين يدي ربه في اعظم ايام العام يوم عرفه يوم لا قبله ولا بعده يوما بعادله…