11 أبريل، 2024 7:05 ص
Search
Close this search box.

الوقت لم يحن بعد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

ألخير للبلد ألمغفل ألحظ ، وأهله ألمقصرين ، أن يذهب نظام الحكم البرلماني إلى حين ، لا لنقص فيه ، فهو حامي الديمقراطية ، وعز الحرية ، وواقي من الدكتاتورية والتسلط الفردي والعبودية ، وانما لا زالت البيئة العراقية غير مهيأة في استيعاب التجربة ، لتدجين الناس قرابة ثمانين عاما في تقبل أنظمة أجبروا عليها مدنية وعسكرية ، تداخل الدين فيها بالسياسة ، وحال سوء التطبيق في ألمرحلة ألراهنة ، باستغلال السلطة في ألغنيمة والفساد ، وتبؤالمناصب دون استحقاق حين أتت ألفرصة ألنيئة.
ألوقت لم يحن بعد أن نخرج من هذا الذي نحن فيه ، تنجز ألانتخابات بولادة متعسرة ، والمناصب الحساسة التشريعية والتنفيذية ورئاسة الجمهورية ، بين أخذ وعطاء ومد وجزر، عرفها وديدنها المحاصصة ، وهذا هو ألانتهاك ألفاضح للقرار ألجماعي في نظامنا ألبرلماني ، وإساءة بالغة لحقوق ألناس بالتقاسم ألحزبي وألشخصي للمناصب وألموارد وألتخصيصات.
ألكل يغرد على ما يبغي ويأمل ،ويضلل الرأي العام في نبذ الشيء والعمل على نقيضه ،فكان لباسهم حب ألآمال ولذة ألإفساد وألإستمتاك بعموده!
ألاقل في حكم يريد أن يكون أمينا على ألمال ألعام أن يعدل رواتب الرئاسات الثلاث وجيش الموظفين ألملحق بهم ومجالس المحافظات وألبلديات بما هو طبيعي ، للفارق الصارخ بينهم ورواتب موظفي ومتقاعدي ألدولة.
حكومات متعاقبة ومؤسسات فاسدة خبرناها ، عنصر ألاخلاص مفقود فيها ، تقوم بابتلاع ألاموال قبل وصولها الى الاماكن المناسبة والأيدي النظيفة ، لا تجد من يحاسبها ، لذا يتكالب الجميع من قيادات المسميات الكثيرة من محاور، وقوى، وتيارات، وأحزاب ، في تناحر مشهود للفوز بذات السياقات التقليدية في تقاسم المناصب طائفيا وقوميا.
لاشك أن كثرة ألاموال ألسائبة ، لا تصمد أمامها النفوس الضعيفة ، لبعض المسؤولين في الحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات ، التي لم تفهم ما حدث وما جرى من تغير نظام حديدي الى برلماني ، والتي احتمت بمواقع لا تحمل فيها اي تحصيل تعليمي او شهادة اختصاص ، ولذا لم تكرم الشهادات وحرم ألبلد من ألكثير من ذووي الخبرة والمهنية وألإستحقاق .
وهذا فتح ألطريق ألعمد الممنهج في سرقة أموال البناء والخدمات ، عمد بألاهمال ولم يواجه بمن يحاسب ! والذي اضر اضرار بالغ في هيكل البلد والمجتمع ، وكوفأ الكثير على هذا السلوك الذي تعمد ايذاء الناس والوطن دون سؤال ومحاسبة ! وفي بعض الاحيان يطلب العذر لاعمال مخلة بالوظيفة وشرف المواطنة في تبويب سيء ( الرأفة للمسيء لانه في مقتبل ألعمر ) أما ألطفل الذي سرق ورق تنظيف فيحاسبه ألقانون ويسجن !
كانت ألرغبة لدينا صادقة في حصول تبدل جذري في نظام ألحكم ، حفظته ألقلة وضيعته ألكثرة ، من ناس تتخذ من كل معصية سلاح ، تقاوم فيه الخروج من الظلمة الى النور ومن الفقر الى الغنى ، لا تسعى الى التطور ومسايرة روح العصر، حاكم ومعارض ، أقلية وأكثرية.
بلدنا هو اصل نعمتنا والثدي الذي يسقينا حليبا طهورا ، نكر البعض وحدته وتآمر عليه ، وبعض من ناسه من لحمك ودمك كلفته ونحن ما لا يطاق، ترك القيم عند حالة الخروج الحكم من يده واستبدلها ، بالتهجير ، والمفخخات ، والقتل على الهوية ، معترضا على حكم الزمن ، في ملك لا يملكه ، وحقا لا يستحقه ، وقيل دوام الحال من المحال.
ستشقى أرواحنا ولا نسعد في رؤية ما نحلم به ، نحن الذاهبة أعمارنا بقرب ألمدة حسرة بطول الفرج ، لا لمعصية إقترفناها ، سوى ألعيش لأمل لم يحن وقته بعد

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب