19 ديسمبر، 2024 12:05 ص

الوقت المعلوم… وذبــح الشيطـــان

الوقت المعلوم… وذبــح الشيطـــان

أراد الله عز وجل للإنسان أن يعيش الإرادة الحرّة في عملية الاختيار من خلال الصراع الذي يخوضه في معركة الخير والشرّ. وكان لا بد للشرّ من عامل يثير نوازعه في نفس الإنسان في مقابل نوازع الخير في نفسه وكان الشيطان العامل الذي يحقق ذلك، ليوسوس وليزيّن، وليخدع ويخادع… وهكذا التقت رغبة الشيطان بحكمة الله، فأنظره الله إلى الوقت المعلوم، قال تعالى: {فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ*إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [الحجر:37 ـ 38]. وهنا كان الشيطان قد أحرز لنفسه غرضها، وحصل على وعد الله ـ والله لا يخلف وعده ـ فبدأ بالإعلان عن العوامل الخبيثة الحاقدة في نفسه.
وهنا يأتي السؤال متى ذلك اليوم؟؟ الأحاديث في هذا المجال كثيرة وكلُّها تؤكِّد على أنَّ ذلك اليوم هو قبل يوم القيامة واليوم هو يوم قيام قائم آل محمَّد الحجَّة بن الحسن المهدي عجَّل الله تعالى فرجه الشريف. وهذا ما أكدهُ أيضا المحقق العراقي السيد الصرخي في محاضرته (12) من بحث: (الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم) بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي 16 ربيع الاول 1438 الموافق 16 -12-2016. حيث أكد سماحته ان أهل بيت النبوة عليهم السلام يؤكدون ان الشيطان منظور ٌ الى ظهور القائم المنتظر عليه السلام, كما وأكد السيد الصرخي الحسني ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يذبح الشيطان في الرجعة كما أكدت عليه الروايات المعتبرة في امهات الكتب الاسلامية. حيث قال السيد الصرخي: عن وَهَب قال سالت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول إبليس {ربِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى‏ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} فقلت (وَهَب) جُعلت فداك أي يوم هو؟ قال (عليه السلام): {يا وهب أَتحسبُ أنّه يومَ يبعثُ اللهُ فيه الناسَ؟!! إنّ الله أنظَرَه إلى يوم يَبْعَثُ فيه قائمَنا…}. بحار الأنوار: 63 /ومثله في البحار: 52. واضاف السيد الصرخي الحسني مؤكدا ما اشار اليه ان النبي يذبح الشيطان في الرجعة: “عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله (تبارك وتعالى): (فَأَنْظِرْنِي إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى‏ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)، قال (عليه السلام): {يوم الوقت المعلوم، يوم يذبحه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على الصخرة التي في بيت المقدس}. تفسير القمّي: 2//البــرهان في تفسير القرآن: 10: سيد هاشم البحراني”. “وعن عبد الكريم الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)

يقول: {إبليس قال: أنظرني إلى يوم يبعثون، فأبى الله ذلك عليه، فقال الله (تعالى): (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى‏ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)، فإذا كان يوم الوقت المعلوم، ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم (عليه السلام) إلى يوم الوقت المعلوم… فإذا كان يوم الوقت المعلوم، كرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في أصحابه، وجاء إبليس في أصحابه، ويكون ميقاتهم في أرض مِن أراضي الفرات يقال لها (الروحاء) قريبًا من كوفتِكم، فيَقتَتِلون قِتالًا لم يُقتَتَل مثلُه منذُ خَلقَ اللهُ (عزّ وَجَلّ) العالمين، فكأني أنظر إلى أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) قد رجَعوا إلى خَلفِهِم القَهْقَرَى مئة قدم، وكأني أنظُر إليهم وقد وقعت بعضُ أرجُلِهم في الفرات، فعند ذلك يهبط [أمر] الجبار (عز وجل) فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ، [[وهو نفس المعنى القرآني {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ [أمر] اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ , وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}. البقرة: 210]]، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أمامه، بيده حربة مِن نور، فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصًا على عقبيه، فيقولون له‏ أصحابه: أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول (ابليس): إني أرى مالا تَرَون، إني أخافُ الله ربَّ العالمين [قوله (تعالى) {إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَونَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ العِقَابِ}. الأنفال48]، فيلحقه النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فيطعنه طعنة بين كتفيه، فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه، فعند ذلك يُعبد الله (عز وجل) ولا يشرك به شيء}}. البحار53//البرهان في تفسير القرآن: 10// الزام الناصب: 2// مختصر بصائر الدرجات”. كما ونبّه المرجع الصرخي مخاطبا ً تيميّة آخر الزمان ان الرجعة خاصة وليست عامة!! حيث قال: “وللتنبيه إلى أمر مهم في الرجعة، أذكر ما ورد عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام): {{… إنّ الرجعة ليست بعامّة وهي خاصة، لا يرجِعُ إلاّ مَن مُحِّضَ الإيمانَ مَحْضًا أو مُحِّضَ الشركَ محضًا}}. الزام الناصب: 2// تصحيح الاعتقاد// بحار الأنوار”. 
وختاماً أقول: ان ابليس الملعون في الاية القرآنية كان قد طلب المهلة من الله تعالى الى يوم يبعثون , ويوم البعث بعد نفخة الصور التي يصعق فيها من في السماوات والارض، ولم يستجاب له ذالك، بل أُمهِل الى يوم الوقت المعلوم، وهذا يعني انه أُمهِل الى ما قبل يوم النفخ بالصور/ يوم القيامة. ولا يوجد لدينا في تراثنا الاسلامي والروائي يوم مميز قبل يوم القيامة إلا يوم قيام قائم ال محمد “عجل الله فرجه.