23 ديسمبر، 2024 3:12 ص

يقول توماس اديسون الوقت هو في الواقع رأس المال لأي إنسان ، والشيء الوحيد الذي لا يستطيع أن يخسره. كذلك المثل الانكليزي يقول الذي لديه وقت لديه حياة وشابت رؤوسنا ونحن نسمع المثل العربي الذي يقول الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك . وكثيرة هي الشعوب والملل والاديان التي حثت الناس على احترام الوقت وتقديسه ، وهذا ما اتبعه وطبقه الغرب بحذافيره كذلك اتبعتهم دول اسيوية مثل اليابان وغيرها من الشعوب التي جعلت من الوقت هو العلامة الفارقة الذي يميزها عن باقي شعوب الارض ، ونحن في عالمنا الاسلامي والعربي نعتبر من الناس الذين ليس لهم اي احترام او اهتمام بالوقت فتجد الانسان في مجتمعنا لا يعرف ما هو تاريخ اليوم الذي يحيا به ، وربما العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية كلها تؤثر بشكل رئيسي على اهتمام الناس في عالمنا بالوقت ومن المثير للسخرية نجد ان المجتمع الاسلامي والعربي قد اهمل الوقت من جميع النواحي ولم يقدسه ولم يهتم به سوى بما يختص باوقات العبادات فنرى جدالهم قائم وخلافهم على اشده حتى وصل الى اهدار دمائهم من اجل الوقت – واي وقت – اما وقت الصلاة فهم فيه مختلفون بدقائق معدودة فتجد هذا يقدم الاذان الفلاني ويؤخر الاذان الفلاني ويتصارعون حول من هو احق ، كذلك ميقات صومهم فهذا يقول اليوم الفلاني ليتبعه الاخر متخلفاً عنه بيوم او يسبقه بيوم ولا تجد دقة للمسلمين ولا اهتمام بالوقت في جميع امور الحياة سوى بهذين الوقتين لانهما عنصرين من عناصر تهديم المجتمع الاسلامي وسبب رئيسي في تقاتل المذاهب لانهم جميعا يصرون على دقة مواقيتهم وكأنهم يحملون ساعات ( بك بن ) حول معصمهم ولو كان اهتمامهم بوقت العمل والمواظبة عليه كأهتمامهم بمواقيت الصلاة والصوم لكنا الان ننافس اليابان من حيث التقدم ولجعلنا امريكا تركع لنا لاننا احترمنا وقتنا وانفسنا واحترمنا الوقت الذي وهبه الله لنا كي نعمل لا كي نتصارع طول الدهر حول وقت الصوم والصلاة , وصحيح المثل الذي يقول الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك فهذا ما يحدث من تقطيع لعالمنا ليس له من سبب سوى الاختلاف بالوقت .