عبارة شائعة لطالما سمعناها من الكثير وبالأخص من حملات التوعية من أخطار الأمراض عموماً ، والمعدية منها خصوصاً ،الوقاية خير من العلاج مفهوم سمعناه كثيراًعند الصغر ,لكي يكون الانسان محافظاً على حياته عليه أن يتخذ اجراءات لازمة وأحتياطات تمنعه من التعرض للاصابة بمرض ما ,فالانسان اذا ما حافظ على نظامه السليم في التغذية فأنه سيقي نفسه من التعرض لكثير من الامراض وبلا شك فان عدم التعرض للمرض افضل بكثير من البحث عن علاج للمرض وتقويضه بالادوية او الجراحة
وهذا المفهوم الغذائي لايطبق فقط في المجال الصحي بل يتعدى ذلك كل حياتنا سواء كان الاجتماعية او الاقتصادية وحتى السياسية منها ..
الناظر للواقع العراقي يرى تفاقم واستفحال الامراض عليه بسبب غياب او ترك الدراسات الاستباقية قبل حدوث الخلل ..بلا شك هناك مهتمين بكل شيء سواء الصعيد الاقتصادي او السياسي او اي شيء فلو اخذت هذه الدراسات بمحمل الجد لما وصل الحال لما هو عليه الآن ! ولو نظرنا الى واقع الحال نظرة جدية واقعية وبدراسة موزونة لما تقاقم الامر . والحقيقة فإن المتابع لأحوال العراق خلال ثلاثة عشر عام الماضية يجد أننا افتقدنا إلى حد كبير السياسات والخطط التى تعتمد على تلك الدراسات الاستباقية، بل كنا ومازلنا حتى الآن نعتمد على حل المشاكل المختلفة بعد وقوعها، رغم توافر المؤشرات الدالة على احتمال حدوثها، فوصل بنا الحال إلى ما نحن عليه الآن,
فبعد اقرار الفتوى في العراق بالجهاد الكفائي من قبل السيستاني وتحشيد الناس للقتال بحجة محاربة داعش ,حدثت الكثير من الاستغاثات وردود الافعال من قبل الناس من اعمال الحشد, ماجرى في المقدادية كان له اثر سلبي على واقع اهالي المقدادية ,حدثت الفوضى على غرار تمشيط المنطقة من الدواعش ولكن للاسف كان الاهالي هم المتضرر الوحيد ,بلا شك الامر يعزى لعدم فهم الامور ودراسة المشكل قبل حدوث الخلل وهذا ماأكد عليه الصرخي الحسني في تصريح له لجريدة العربي الجديد كان عنوانه ( لا يمكن الفصل بين “الحشد” والسلطة الحاكمة….(يقول فيه…(الواجب الديني والأخلاقي على الجميع تشخيص الأسباب ومعالجتها، وعدم اقتصار النظر وردود الأفعال على النتائج والجرائم حين وقوعها، فلا يصح ولا يجوز التغرير بأبنائنا وإيقاعهم ضحية الانتماء إلى حشدٍ طائفيّ أو تيارٍ تكفيري سنيٍّ وشيعيٍّ ، كما لا يجوز عندما تقع الجرائم أن نَصبَّ جام غضبنا وانتقادنا على أبنائنا المغرر بهم فقط ونترك الذين غرَّروا بِهم ، من الواضح إنّ هذا المنهج والسلوك لا يحل المشكلة بل يفاقمها”.
ماوقع بنا هو تركنا لمسبب المشكلة الاولى وهو صاحب الفتوى ,واخذنا نلقي باللوم على المغرر بهم ممن التحق بالحشد بغض النظر عن نواياه ..فلو لم تصدر القتوى على هذا المنوال لما حدث ماحدث…لابد من معرفة كيف ستترجم في الواقع قبل صدورها وهذا ماسبب التشتت والاقتتال واستغلت لاغراض اخرى ..
وهذا يبين ان الفتوى ليست لهوا وهواء بل هي خوض في النار