– يقول الكاتب والصحفي المصري المبدع (مجدي كامل)، في كتابه بعنوان.. كيف تبيع أمريكا أصدقاءها؟ لا صداقة تدوم ولا وفاء يستمر. حيث يذكر مؤلف الكتاب في المقدمة:
هذا هو المنطق السياسي الأمريكي في التعامل مع الأنظمة الحاكمة ومع أصدقائها وحلفاءها في كل زمان ومكان.. منطق الغدر لا يستثني أحداً.. الجميع سواسية.. المعيار الوحيد هو المصلحة فقط. ليس للأخلاق مكان.. ليس لحقوق الصداقة مكان.. لا مكافأة نهاية الخدمة للصديق الحليف الذي أفنى نفسه في خدمة العم سام. لكن الغريب في الأمر ورغم أن الولايات المتحدة قد تخصصت عبر عقود طويلة في بيع حلفاءها وأصدقاءها، وبمجرد أن تجد البديل الأفضل، أو أن تراهم آيلين للسقوط.. وغالبا ما تكون هي السبب الرئيسي في هذا السقوط، إلا أن كثيرين هم الذين لا يتعظون، وما أن تغدر أمريكا بأصدقائها وحلفاءها، حتى يتطوع آخر ويقدم نفسه لها (كعميل مرشح).. وتدور الأيام ليجد في النهاية الغدر بانتظاره، لأنها ببساطة استنفذته. (إلى هنا انتهى الاقتباس).
-هذه مقدمة بسيطة عبارة عن هدية (للسياسي الوقح).. الذي صدع أدمغتنا بأمريكا، والذي لطالما يتغزل بسيده (القديس ترمب)، حالما متوجها إلى الله تعالى بأن (يهدي الأمريكان) إلى احتلال العراق مرة أخرى؟ّ! هذا واضح وبشكل علني من خلال مقالاته المكررة التافهة وتصريحاته المخجلة.
درسنا ومازلنا نبحث ونقرأ في مجال العلوم السياسية وتحديدا في المواد التي تُعنى بدراسة المناهج التحليلية القديمة والحديثة لدراسة عمل الأنظمة السياسية، كجزيئات النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والإيديولوجي. وبحثنا في عدة منهاج لدراسة النظم السياسية، والتي تتباين بتنوع واختلاف هذه النظم وتوجهاتها السياسية داخليا وخارجيا. فهناك المنهج التقليدي والمدرسة السلوكية واقتراب النخبة إلى آخره..نحن ليس بمعرض دراسة العلوم السياسية. لكن مع تطور النظام السياسي بوجود (فقهاء وفلاسفة وعلماء)..في يومنا هذا، ومع تطبيق مفهوم الديمقراطية العرجاء وانتشار العبثية، نتيجة لصعود اللصوص إلى قمة الهرم..لم تعد مؤسسات النظام السياسي مقتصرة على المؤسسات الرسمية التقليدية (السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية).. فقد برز على الساحة السياسية في الوقت الراهن (منهج الوقاحة السياسية)..الذي يتداول بشكل غير مسبوق بين بعض السياسيين، حيث بات المنهج الوحيد في تفسير وعمل النظام السياسي.. على سبيل المثال لا الحصر.. وزير سابق فاسد..لص.. أختلس أموال الشعب العراقي المسكين ثم أودع السجن..وبعدها تم تهريبه من قبل أسياده الأمريكان..بمرور الوقت يتحول هذا اللص إلى معارض للنظام الذي جاء به ويطالب بتحرير العراق..مع العرض أن الموما إليه يفتخر ويتشرف انه عضوا في الحزب الجمهوري الأمريكي.. الذي كان بوش الابن أحد أهم وأبرز أقطابه الصقور!
ولكي لا يجنح الفكر بعيدا ويُفهم في سياق العداوة بيني وبين (بطل الفلم)..فأنا لا اعرفه ولا يشرفني أن أعرفه ولم التقية يوما ولو لثانية. لكني أتكلم عن حقائق مؤلمة وكوميديا قاتمة شئنا أم أبينا.
السؤال..كيف نقرأ تحركات أمثال هذا (الوقح)؟
هل هي الازدواجية أم السمسرة؟
في الحقيقة هذه هي رشاقة المُرتزقة..فالمُرتزق خفيف الوزن تراه يقفز بكل بساطة وبدون حياء أو خجل من شجرة السلطة ونعيمها إلى شجرة المعارضة التي ارتوت جذورها بمياه العمالة والانبطاح في حضن(CIA).. المخابرات الأمريكية. وأياً كانت الصفات.. فمثل هذه الشخصيات الشيطانية لابد لها من اعتماد شتى أساليب الخداع والاحتيال لاستباحة مشاعر شعبنا المسكين.. لاسيما قد وصلت هذه الاستباحة إلى حدود الشيزوفرينيا، تحت ستار المعارضة وتحرير العراق!
من دون أدنى شك أدمن أمثال هذا الذي يصف نفسه سياسي..لا ضير فهو (سياسي وقح)..أدمن الإبحار في المياه الضحلة، لأنه يغرس غرسه في الباطل، وينبت في مستنقعات الكذب والنفاق والتدليس..لينشر سمومه وانحرافه بكل وقاحة.
أما في الجانب الآخر من الرواية..فهي بحق..كارثة.. عندما تقوم بعض جيوش الرذيلة الإعلامية الذين يعزفون سيمفونية الانحطاط والتخلف، يستقبلون هذا الوقح في لقاءات تلفزيونية..لكي يشرح للشعب ويبشره كيف سيقوم سيده ترمب باحتلال العراق مرة ثانية؟!
لو كان سيدك ترمب فيه خيراً.. لتمكن من كبح شهوته الجنسية..لكنه..سقط أمام عاهرة من عاهرات الأفلام الإباحية.