18 ديسمبر، 2024 7:05 م

الوفاء للراحلين المبدعين

الوفاء للراحلين المبدعين

= يقيم الملتقى العراقي للثقافة والفنون في عمان سنويا- احتفالاً تابينيأ واستذكاريأ لنخبة من المبدعين العراقيين الراحلين، وهم الناقد والفنان الراحل عادل كامل الفنانة التشكيلية الراحلة نزيهة رشيد، والفنان المسرحي الراحل عبد المطلب السنيد، والمخرج الاذاعي الراحل فاروق انطوان، والكاتب والصحفي الراحل فلاح العماري، والرائد المسرحي الكبير الاستاذ طه سالم الذي يكاد يكون اخر الراحلين، وعادة يتحدث عدد من الادباء والفنانين عن مسيرة الراحلين وحياتهم وانجازاتهم وماقدموه للثقافة والفنون العراقية والعربية ، نسال الله ان يحسن مثواهم، كل هولاء المبدعين الراحلين –من تذكرهم؟ من كتب فيهم كلمة حب ووفاء ؟!! اين مؤسسات الدولة المسؤولة عن رعايتهم ، ورعاية عوائلهم من بعد الرحيل؟ في مصر ولبنان يقيمون مهرجانا سنويا للتذكير بالفنانين الرواد الراحلين وتكريم عوائلهم ،واذهلني موكب وداع القرغولي الذي لم يحضره أي مسؤول عراقي!! اليس اجمل مايميز الانسان هو وفاءه للاخرين؟! ولماذا طغت علينا الماديات وباتت هي اللغة الحاسمة والفاصلة في حياتنا؟! لا انبل من مشاعر الوفاء—ياسادتي الاكارم— كم هي مشاعر شفافة ومحبة ونحن نزورهم اثناء مرضهم ، ونشارك فعليا في تشييع جثامينهم بعد ان اعطوا للعراق سنين حياتهم فنا وابداعا، مثقفونا من فنانين وكتاب واعلاميين هم شهـد العراق وليس السياسيين، انهم رائعون بلا استثناء، رغم ان 80% من فناني العراق ومثقفيه يمثلون نخبة الشعراء والرسامين والمسرحيين والممثلين والاكاديميين والكتاب والصحفيين يعيشون خارج العراق، انه جرح كبير، واسر في انتظار المجهول، قد اجبروا على مغادرة وطنهم خوفا على حياتهم وحياة اهلهم وسلامة عقولهم المهددة. فاما ان يقتلوا مباشرة على يد المحتل الامريكي المنتشي بمخدر اسلحته أو ميليشيات احزاب ا المنتشية بمخدرات الطائفية والعرقية أو قتلهم بشكل غير مباشر عن طريق اجبارهم على انتاج الطقوس والمراسيم الغيبية اليومية لميليشيات التخلف والترويج للتخلي عن الحضارة والثقافة والهوية. فكيف بامكان المرء ان يفكر وينتج ويبدع وهو المحاصر في قوقعة يحتاج فيها ان يكرس كل قدرته وقوته متحايلا للبقاء حيا على قيد الحياة؟
لقد كان صدور قانون نقابة الفنانين رقم 129لسنة 1969 إيذانا بولادة نقابة مهنية تعمل على تشجيع ورعاية للكثير من النشاطات الفنية والإبداعية، فضلا عن التمثيل النقابي لمنتسبيها، والدفاع عن حقوقهم ضمن المساحة المتاحة.ولكن النقابة واجهت شأن مثيلاتها من النقابات والجمعيات المهنية ظروفا معقدة،منها ارتباك اداري وتنظيمي كبير، رغم انها سعت منذ تاسيسها لفتح فروع لها في المحافظات بقيادة نخبة من الرواد في الفنون المسرحية منها والموسيقية والتشكيلية، وبعد صدور قرار برايمر في 7 كانون الثاني 2004 بحل النقابات والاتحادات واعادة هيكليتها وهيئاتها الادارية ، تم حل نقابة الفنانين واختيار هيئة ادارية جديدة في ظل انحسار النشاطات الثقافية لاسباب أمنية واجتماعية معروفة،وواجهت النقابة مشكلة مساحة ًمن طموحات وأمنيات مهنية ٍ يحملها معظم الفنانين العراقيين، تبدأ من رعايتهم والدفاع عن حقوقهم المهنية والمادية والعمل على حماية المنتج كما تتحمل الحكومة مسؤولية التقصير الكبير تجاه الفن والفنانين والامتناع عن تقديم اي دعم مادي اومعنوي لهم، ودورها هو(نعي) الفنان عند رحيله دون كلمة وفاء بمناسبة سنوية وتذكيرا بعطاءه الفني، وعلى كافة المعنيين بالشان الثقافي ايلاء اهتمام اكبر ، ووفاء اكثر لقادة المجتمع الحقيقي الذين يؤدون دورا هاما في بناء المجتمع في الوقت نفسه، يواصل عدد من الفنانين المهاجرين اعمالهم واقامة المعارض في دمشق وعمان والقاهرة وعدد من الدول الغربية. ويصاحب هذه المعارض عمل الاساتذة والفنانين في العمل وبجهود فردية وجماعية من اجل حماية وانقاذ ما يمكن انقاذه من الاعمال الفنية التي تم نهبها وحرقها وتخريبها برعاية الاحتلال وحكومته (الديمقراطية).
واخيرا نقول كلمة وفاء لاعز الناس ممن علمونا حرفا ، وجعلونا نحبو في الدرب الطويل،كلمة وفاء نسطرها للمسؤولين – اهتموا بثقافة الامة وبصناع مجدها من المثقفين بكافة اطيافهم كما تهتمون بحفنة الدولار،و شكر لمن علم وربى وأخرج الجيل الصالح,, جيلا ً بعد جيل …