19 ديسمبر، 2024 2:47 ص

الوفاء، الجلاء، السيادة، العراق من هم!!

الوفاء، الجلاء، السيادة، العراق من هم!!

أربع توصيفات أطلقت تباعا على  توقيت انسحاب القوات الأميركية من العراق، فسمي اليوم بالوفاء ولا ندري من الذي أوفى ومن الذي وفى ، هل هم الأمريكان  الذين وعدوا بالانسحاب من الباب والدخول من النوافذ أم السياسي العراقي الذي وعد بالثبات على عدم تغيير موعد  ذلك الانسحاب وقبل بوجود 15 إلف  منتسب للسفارة الأميركية ، وهو احتلال دبلوماسي بصيغة مبتكرة .  ثم سمي بيوم الجلاء وواقع الحال يقول إن خروجهم لا ينطبق عليه هذا الوصف الذي تحتفل تحت تسميته مصر, وهو تاريخ جلاء آخر جندي إنجليزي عن الأراضي المصرية في 18 يونيو 1956 نتيجة اتفاقية الجلاء بين مصر وإنجلترا ،وهو أيضا ما جرى في31 مارس 1979 في مالطا واعتبر عيدا وطنيا, حيث يخلد جلاء آخر قوة أجنبية من البلد في تاريخ الأرخبيل المالطي. لهذا يعد هذا اليوم عظيما في نظر الشعب المالطي. بعد انسحاب كل القوات البرية والبحرية التي غادرت بلا رجعة بلدهم. فهل ينطبق علينا هذا التوصيف وواقع الحال يقول أنهم لم يخرجوا بالكامل بل من بقي منهم يعادل عدد فرقة عسكرية كاملة التي بالعرف العسكري تضم من 2-4 ألوية وهي عادة  تتكون من 10,000-15,000 شخص ، فعن أي جلاء  نتكلم ونحن لم نرسل فرقة عسكرية كاملة إلى سفارتنا في أمريكا ؟؟
ويسمى أيضا يوم السيادة ، رغم إننا أطلقنا هذه التسمية على واقعنا  يوم انسحبت القوات الأمريكية من المدن العراقية، حيث وصف اليوم هو يوم السيادة أو اكتمال السيادة !! فهل كنا قد استعجلنا باستخدام ذلك التوصيف سابقا وعدنا لنكتشف إن السيادة لا زالت غير متكاملة حتى  خيل لنا إن الأمريكان قد انسحبوا منا الان فعدنا للاستدراك واستخدام التسمية من جديد ؟ ولا ندري ان كنا سنعيد استخدام ذات الكلمة لاحقا بعد إن تقرر أميركا سحب عدد 15000 منتسب في سفارتها وإبقاء 250 شخص أو اقل بقليل وهو  رقما يعتبر مبالغا فيه أيضا  لعدد أية سفارة أجنبية عاملة في بلد أخر .
وأخيرا وربما ليس أخرا أسميناه يوم العراق ، ويا للعراق الذي تلصق به العديد من التوصيفات فيما هو يعيش رازحا تحت ضغوط الأبناء والأهل والأقارب والأشقاء والجيران والدول الأبعد  فالأبعد دون إن يدري كيف يصد عنه ما يلصق باسمه من  تواريخ  لا تمثل في  كينونتها أحقية حمل اسم العراق الناصع .
هل نحن حائرون كما يبدو علينا ، أم إننا  نحاول إن نقلد مسيرة النظام السابق حين كان يصرخ مبتهجا  بالنصر المبين فيما نحن نعيش هزائمنا واحدة تلو الأخرى ونداوي واقعنا بأقنعة نرتديها حسب المناسبات المتتالية ونقنع أنفسنا بأنها ليست أقنعة بل هي وجوهنا الحقيقية ثم ما نلبث إن نخلعها لنرتدي أخرى ونعيد لعبة الإقناع من جديد .
سيادتنا التي تليق بنا تتمثل بقرار العراق الذي لا يقبل بوجود الغير على أراضيه بحجة التوازنات والسياسة والوضع القلق والمقدرة التي لم تنضج بعد والى أخر قائمة ما نعلق عليه قرارات إمساك العصا من الوسط التي أثبتت عدم فاعليتها والإحداث الحالية خير شاهد وخير برهان .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات