8 أبريل، 2024 8:33 ص
Search
Close this search box.

الوعي القضائي

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحلقة الثانية
لا أريد أن أعيد كتابة ما جاء في الحلقة الأولى لكنني مضطر إلى التذكير باختصار إلى أن التطور حليف الدولة ، فلم يعد هنالك إصلاح أو تطور تحصل عليه الشعوب خارج الدولة ، و الدولة التي أتحدث عنها أقصد بها تلك التي جاءت بها الأفكار الحداثية ، و لأنني أتحدث عن موضوع محدد سأترك كل ما تثيره الجمل الأولى من حيثيات و أركز على كيف يكون الناس في العراق في دولة عراقية و كيف تكون السلطات في العراق دولة ؟
و للإجابة عن السؤال الأول : علينا التذكير بمثال يقولُهُ روبرت فيسك : (أتعلمون لِمَ بيوت العرب في غاية النّظافة بينما شوارعهم على النّقيض من ذلك ؟! السببُ أنّ العرب يشعرون أنّهم يملكون بيوتهم لكنهم لا يشعرون أنهم يملكون أوطانهم ) … هذه بداية جيدة ترتبط بسؤالنا الثاني لكننا نريد أن نبقى في السؤال الأول ، و هو كيف يرتبط الناس عضويا في الدولة لكي يشعرون أنهم أبنائها و أن مؤسساتها هي ملكهم ؟ أعترف بكثرة أبعاد هذا الموضوع لكنني أهتم بموضوع الوعي ، و هو جزء رئيسي من عملية الترابط هذه ، و بمباشرة : ( إلّمْ يعي الناس بناء و وظيفة المؤسسات التي ترتبط بحياته المدنية لن نبلغ هذا المعنى الذي يتحدث عنه روبرت فيسك الشعور بأن الوطن ملكك ) ، هذا المعنى من الوعي يواجهة المعنى الذي عند العراقيين بسياق ما فعلته بهم مؤسسات الدولة في ظل الأنظمة الديكتاتورية التي حكمت العراق لعقود من الزمان ، فمثلا قبل يومين عندما حلت ذكرى تأسيس الجيش العراقي ، رأينا كيف أن البعض من العراقيين من القومية الكردية طالبوا الجيش العراقي أن يعتذر لهم بسبب ما صنعه بهم في السابق و رفضوا ألاحتفال بهذه الذكرى ، على الرغم من التضحيات و الجهود التي يبذلها الجيش العراقي ألان في حماية العراق و العراقيين . و هكذا في باقي المؤسسات الأخرى
لا يؤاخذني القارئ الكريم أنني إلى ألان لم أدخل بموضوع المقال ( الوعي القضائي ) فبتقديري أن مؤسسات القضاء هي الأكثر إلتصاقا بمعنى الدولة و القانون و المدنية ، فالمحكمة هي المؤسسة المحورية في السلطة المركزية التي تتحرك السلطات الأخرى بأتجاهها ، فالتشريع و التنفيذ في علاقتها بالمحكمة تقوم بدور يؤدي للمحور أعماله . و من هنا ندرك بشكل أكبر أهمية ( الوعي القضائي ) فعلى القضاء مسئولية تتجاوز الإعلام و الإخبار ، فالقانون الذي يمثل عمادة الدولة و المدنية ، و العدالة التي تشكل ذروة المقاصد و الأهداف ، لا ينتج في أي مكان أكثر من المحكمة و المؤسسات القضائية الأخرى ، و هذا ينبغي أن يعرفه الناس بشكل مركز و يعونه بدرجة كبيرة
الوعي القضائي هو إيمان الناس أن العدالة تتحقق عند القضاء ، و هذا يستلزم عملية أعمق من الإعلام أسميناها بصناعة الوعي تستعمل أدوات حديثة مختلفة في أشكال الإعلام و الصحافة و التثقيف و صناعة الرأي
يتبع  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب