17 نوفمبر، 2024 2:31 م
Search
Close this search box.

الوطن هو الشرف، هو البيت، وهو الحياة

الوطن هو الشرف، هو البيت، وهو الحياة

في حياتنا الشخصية يؤدي وقوع الخيانة إلى (تدمير الثقة) بين الأفراد والعلاقات بينهم ، حتى لو اقتصرت الخيانة على عدم الإيفاء بوعد أو عهد، ناهيك عن أن تؤدي الخيانة إلى تدمير حياة إنسان أو أهانته وجرح مشاعره فيكف به اذا كان وطن . فمهما اختلفنا في أفكارنا أو عقائدنا أو مبادئنا، مهما ظلمَنَا بعضنا البعض و أهل وطننا الواحد فهذا أبدا (لا يمكنه) أن يبرر لنا خيانة الوطن.

هناك في كل زمان ومكان من يرتضون لأنفسهم الإقدام على خيانة
وطنهم وأمتهم وشعبهم وبيع ضمائرهم وتاريخهم الشخصي إن كان لهم تاريخ وشخصية ، لأطراف خارجية متربصة بالوطن أرضاً وإنساناً ويقدمون لهم الولاء تحت أي ذريعة كانت سياسية أو دنيوية أو عقدية أو مذهبية أو طائفية أو سلالية وغيرها، والذي يكون نتاجه اضطراب أمن الوطن وزعزعة استقراره وصولاً إلى سفك دماء أبناءه والعبث بالأرض التي تحتضنهم ويعيشون على خيراتها ويتنعمون بمقدراتها ويستظلون بسمائها لينالوا الخسران والعار والخجل في الحياة والآخرة لان الوطن هو الشرف وهو البيت وهو الحياة .

لعل الخبر الذي تناقلة وسائل الاعلام بالصوت والصورة حول الخيانة التي قام بها احد الضباط الكبار في الجيش العراقي الباسل يحزن القلوب ويؤلم ويوجع ضمير من يحب وطنه ويدل على مدى خسة وحقد مثل هؤلاء وابن الوطن الشريف لا يمكن له أن يفكر ولو للحظة واحدة، مهما كان الثمن، أن يخون وطنه أو يبيعه، أو يضع يده في يد العدو، إلا في حال واحدة، أن يكون الخائن لوطنه، قد رضي أن يبيع وطنه الذي يوفر له الأمن والرخاء، وارتضى أن يكون «دميةً» في يد الأعداء يلهون به كيفما يشاؤون، و«ذنَباً» من أذنابهم يسخرونه لمصلحة أجندتهم، ثم يرمونه بعد أن تتحقق أهدافهم في القمامة وهي النهاية الحتمية لكل خونة الوطن في كل زمان ومكان يكون.

الخائن لوطنه يستحق أقصى العقوبات خاصةً عندما يقدم على أفعال تُهدد استقرار الوطن ووحدته ولا يجب ان تسكت الجهات التحقيقية عن مثل هذه الافعال الشنيعة وكشف ملابساتها للراي العام ، فمن باع ضميره وأقدم على مثل هذه الأفعال وسمح للفساد والعبث أن يتسلل إلي أراضي وطنه يجب أن لا تمر فعلته دون عقاب رادع فسلامة واستقرار الوطن أمر ليس فيه تهاون أو رحمة. حتى ديننا الحنيف يحذر من الخيانة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} الأنفال الآية 27، وقال تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} الأنفال الآية 58، فالخيانة للوطن أمر لا يقبله الشرع ولا يقبله من تغذى من ثدي امه لبناً حلالاً ويطمعون في خيرات الوطن وسرقة ثرواته ،ومحاولة زعزعته.

كل شىء يهون إلا خيانة الوطن فهي جريمة كبري لا تغتفر كون المجني عليه هو الوطن وكل عمل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا خيانة الوطن لا مبرر لها ولا شفاعة لمرتكبها مهما كانت منزلته ومهما كان السبب الذي يدفع لها فهو أبدا لا يشفع أن تبيع وطنك وتتآمر عليه فالوطن بمنزلة العرض والشرف للإنسان ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه وشرفه.

إن الوطن لم يعد يحتمل المزيد من الخيانة والتآمر عليه وعلي أجهزة الأمن والقوات المسلحة بكل صوفها والحشد الشعبي الذي حما الوطن والكشف عما لديها من معلومات ليتأكد لنا كيف باع البعض هذا الوطن وقبضو الثمن ثم ارتدوا بعدها ملابس الوطنية والثورية.. لقد حان الوقت لكشف هؤلاء الخونة الذين خدعنا فيهم طويلا حين أن بعض هؤلاء كانوا من أعدي أعداء هذا الوطن..

لم يعد الأمر يمكن السكوت عنه أكثر من ذلك، فعلي الجهات الامنية فرز الصالح من الطالح ومن باع أو خان عليه أن يلاقي أشد العقاب فهؤلاء الخونة المقيمون بيننا ويتآمرون على تراب ارضهم ،وقد نهى القرآن عن اتخاذ أعداء المسلمين أولياء، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل. إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون} [الممتحنة 1، 2
رسالة لأعداء الوطن في الداخل والخارج بأن حماة الوطن من جنود ومواطنين في خندق واحد يقظون لهم، وأعينهم ساهرة لحفظ مقدرات الوطن ومكتسباته وحدوده، وأن من تحدثه نفسه بالعبث بأمن الوطن، وإثارة البلبلة، وزعزعة الاطمئنان في جميع جهاته، لن تتحقق أهدافه، وسُيفضح أمره، وتُكشف مخططات من يقف خلفه، كائناً من كان، دولاً كانت، أم جهات، أم مجموعات.

أن نقص الوازع الوطني لدى مثل هؤلاء الافراد في المجتمع أشد فتكاً بالوطن والمواطن من الطاعون والأمراض الخطيرة، فيجب علينا جميعاً حكومة وشعبا المسارعة في علاج أسباب نقص الوازع الوطني فالفرصة مازالت موجودة لعلاج الأمر، وليعلموا أن مصير الخونة إلى زوال وثمن الخيانة كبير يجب أن يتحمله من باع ضميره ووجدانه وأدار ظهره للوطن والأمة.

أحدث المقالات