26 نوفمبر، 2024 1:46 م
Search
Close this search box.

الوطن …. منافذ ومداخل تحت مطرقة الأهمال

الوطن …. منافذ ومداخل تحت مطرقة الأهمال

الوطن المكان الذي يحتضن الإنسان منذ مولده ينشأ على أرضه ويأكل من خيراته يولد بحبه داخله منذ ولادته , حديث النبي محمد (ص) حب الوطن من الأيمان ) ,فيه ينمو الجسد وعلى ثمراته يقتاة البدن ضامنا الأمان وراحة النفس , وفي احضانه السعادة , هو المولد والهوية , الكيان والعنوان , الجذور والثمر , التراب والمنبع , القوه والعزيمة ,الارادة والرغبة , نحلم ان يكون واحة خضراء وخميلة غناء به نباهي الامم ونسابق الزمن وعلى ضفاف انهاره نزرع الامل وفي ارجاءه نسعد بلقاء الاحبة والاقارب , نستنشق اريج عطره من بعيد قال الشاعر علي محسن :-

أرض الـعـراق بلاد لـلـمـلايـيـن يا جـنة الخـلـد يا زهـر الـبـساتـيـن
أعـني العـراق عـراقـا كـل تربـتـه وكـل شـبـر بـلادي فـهـو يعـنـيـني
أهـواه بـاقـة ورد في طـوائـفه كردا وعـربـا وتـركا كالـرياحـيـن
يا نهر دجلة يا نهر الـفـرات معـا يا تـوأم الخـير إن أظمأ فـتـرويـني

كلامنا ضرب من الخيال ونوع من الهوس والمجون بعد أن أيقظتنا الحقيقة لتعيدنا لصورة مشوشه مرهون الإرادة ويفتقد لأمان , تنهش بجسده خناجر الغدر ومخالب الانتقام , يفترسه الاراذل ويتقاسمه الجبناء وعديمي الغيرة والوطنية , فرضوا الخوف كسلوك يبرر الجرائم , والرذيلة غطاء الشهامة والأصالة , والبخل يبرر الكرم , موازين الامور تبددت ومعاني الكلمات انمحت فالمنكر معروف في قواميس اللغة الجديدة عند المنحرفين والفاسدين الذين وضعوا اثقال خبثهم على اكتاف البلد ليشكل معوقا لمسيرة الشعب ويشل حركة الايدي فيه , يأن وينادي بصوت يجلجل الارض الا انه غير مسموع وانينه لا يفهم , الالم مكبوت والجوع والعوز والبطالة صبر والطفولة حرمان ,والصحة انهيار والتربية انتكاسه والتخطيط مشكله والتنظيم ضعف والفساد مهنة والاستهتار شجاعة والقتل فن ورجولة والحرمان تكريم , امام هذه الحالة تقف حائرا منكفأ فالغلبة محسومة للقوة والبلطجية وقطاع الطرق , ما المطلوب امام هذه الحقائق والمنغصات والجرائم ؟؟؟ في بلد يأن تحت وطأة الظلم والامتهان ان يقف مرة اخرى على قدميه لمعاودة علاج نفسه وبناء ذاته وترميم هيكله . اكثر مدن العالم مرت بأسوأ من واقعنا واعنف اجراما من مافيات وسطوات المتنفذين في بلدنا لكنها تعافت واسترجعت قوتها ونهضت باقتصادها وقومت سلوك شعبها واهانت مجرميها بقانون العدل والحكمة , واعادة بناء مؤسساتها وفق نظرية علمية بتكاتف كل فئات الشعب من ذوي الخبرة والعقل والعلمية. من غير المعقول ان تشل ايادي وعقول الجميع بمرض ضعف المواطنة والثأر منه محال ذلك , البعض قد يصيبه وهن و يتراجع الاخر ويخون وتفسد مجموعه , اما ان الجميع باستثناء القلة يشارك بالانغماس بمستنقع الرذيلة والسرقة والخيانة محال في بلد يمتد تاريخه لآلاف السنين وامجاده في اعماق التاريخ ورجاله نبراس للشجاعة والعدل ومحاربة الظلم , وحقائق ذلك مخزونة في صفحات تاريخنا القديم والحديث بالمجد ,والشموخ كتبت بدماء طاهرة زكية زرعت قطرات دمائها في ارضنا الواسعة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب , نفتخر ونتباهى بهذه الصفحات المشرقة التي تمنحنا شجاعة وقوة و العزيمة والأراده وتتسلط على نفوسنا الرغبة بالعمل والابداع , كل مدن العالم بتعدد جنسياتها وعراقة شعوبها غنية أو فقيرة برغم المها وفقر حال البعض منها تجد شوارعها مزدانة بزينة ملونة تبعث الطمأنينة والابتسام والمحبة وروح المداعبة والامل في النفوس وكأن البلد يعيش في بحبوبة السعادة والامان والحرية , منذ ان تطأ اقدامك ارضها برية بحرية وجوية فترى جمال الطبيعة الإخاذ وابتسامة لا تغادر الشفاه وبنايات واسواق وارصفة ونظام امني ومروري صارم , واشياء كثيرة لا يمكن عدها والوقوف عليها لأنها نابعة من حب الوطن والاخلاص والغيرة التي في عقلية وتفكير الجميع , الا وآه من كلمة إلا ……….في بلدي ترى بؤس الحال وانعدام الذوق ( وشله وعبر )منذ توجهك نحو منافذك الحدودية ومقراتها داخل العراق شوارعها متعرجة وتعبيدها قديم وانعدام الأرصفة أو خطوط بيضاء تزين الشوارع , ضيقه المسافة ظلام دامس ليلا حتى وصولك لها تستقبلك الأتربة ومناظر الكر فانات المتهالكة ومرافقها الصحية القذرة بالنفايات يغطيها الماء الآسن وانابيبها القديمة وصنابيرها العاطلة وعبوس وجه وذلة الانتظار عند اول باب تريد تجاوزه وشباك مراجعه ومنتسب مسؤول , لا استثني احد ولا اجامل شخص ولا امتدح منفذ أو معبر ومدخل حتى خطوط سككنا مركونة رسم على هياكلها الاهمال وفرض التقشف , منكسرة خاوية ضعيفة لا تستطيع ان تقاوم ضعفها وتتخلص من اسرها , باستثناء مطار بغداد الدولي من حيث شوارعه العريضة وحدائقه الغناء ونافوراته المنتظمة الملونة ونظامه الامني الصارم والدقيق واستقبال مغادريه وتوديع ضيوفه وقاعاته المتميزة بتنظيمها ونظافتها واخلاق عامليها , بالرغم من وجود بعض الملاحظات على المضيفات كبيرات السن وكذلك الغلاء الفاحش في كافترياته والاكل المقدم لضيوفه في الطائرة . ملاحظات لابد لنا من طرحها لتكون مؤشر خلل ونقاط ضعف غايتنا معالجتها وتطوير ما يمكن تطويره بإمكانيات الخطوط الجوية العراقية الرائدة في خدماتها واهتمامها , مداخل البلد والمحافظات تشكل العصب والباب الرئيسي لأي مدينة يلج الزائر لها سوآءا كانت على مستوى الوطن أو على مستوى المحافظات لأنها كارثة بحق المدن , من حيث عدم الاهتمام بشوارعها المتعرجة والمتهالكة وسقوفها الآيلة للسقوط وصورة بؤسها وتكدس العجلات عند مداخلها , مداخل بغداد الجنوبية من ناحية المدائن وحي الوحدة وكذلك الشمالية من جهة مدينة الحسينية ومدخل بغداد من ناحية اليوسفية والخط السريع والغربية التاجي وابو غريب وهياكل السيطرات التي لازالت ترزح تحت قانون الاهمال والنسيان برغم الاموال الطائلة التي صرفت عليها من قبل وزارة الداخلية ومحافظة بغداد , أين ذهبت اموالها وتخصيصات العمل بها ؟؟؟؟

(أسوار مدينتي يحيط بها من كل جانب ظلم وكفر وأشرار، وبقيت لنا عبر آخر سور ثغرة لو انفرجت مرة لأصبحت أرضي حرة ، لكن حارس هذه الثغرة يحرس بوابة موصودة ومفتاح الأوصاد معلق في ثلاث ملفات وقوى تتصارع على الاستحواذ عليه ولا يقوى الحارس على المطالبة بالمفتاح و إغضاب أصحاب القرار. لم تزل مدينتي تزرع في نفوس العالم اعتزازا)

أحدث المقالات