23 ديسمبر، 2024 10:05 ص

الوطن قلب الانسان النابض وهمسة حبه

الوطن قلب الانسان النابض وهمسة حبه

لنعود الى الحضن الدافئ ،الوطن هو بضع أحرفٍ تُكوّن كلمةً صغيرةً في حجمها، ولكنّها كبيرة في المعنى؛ فالوطن هو بمثابة الأمّ والأسرة، ، وهو المكان الذي نترعرع على أرضه، ونأكل من ثماره ومن خيراته، فمهما ابتعدنا عنه يبقى في قلوبنا دائماً. يُولد حبّ الوطن مع الإنسان، لذلك يُعتبر حبّ الوطن أمراً فطريّاً ينشأ عليه الفرد؛ حيث يشعر بأنّ هناك علاقةً تربط بينه وبين هذه الأرض التي ينمو ويكبرُ في حضنها .
لا مكانَ في الحياةِ، بالنِّسبةِ للإنسان، أجملُ وأبهى من المكان الذي ولد فيه وترعرع، وتفيأَ ظلالَه وارتوى من فراتِ مائِهِ، فالمكانُ هو تذكُّرٌ لمَراتِع الصِّبا، وضَحكاتِ الطُّفُولةِ البريَئةِ، وهو جزء من كِيانِ الإنسانِ، فمهما ابتعد عنه، وشطت به الدارُ، فلا بد أن تبقى أطلالُ بلادهِ في ثنايا مُخَيّلتِه، وهذا جُزْءٌ يَسِيْرٌ مِنَ الوفاءِ لهذه الأرضِ التي حملتكَ على ظهْرها وأنتَ تحبو، ثم وأنتَ تخطو، ثم تمشي، ثم بعد انتهاء الأجل تدفن فيها. فما أرأفها!
البلد يمر بمرحلة تعد مفرق للمستقبل يحتاج الى تكاتف ابناءه والنظرة الثاقبة للحياة القادمة .ولنكن مع الانتصارات والاعراس القادمة يداً بيد بعيداً عن الخلافات وخلق الازمات والعدو لايعرف مذهب او دين .
من المعيب ان تختلف الكتل والكيانات من اجل اهداف نفعية وشخصية لاتمس الوطن بشئ ولغرض الهيمنة على المواقف السياسية ومحاولة كسب منصب هنا او هناك بالتزلف والكذب والدجل لان الشعب من الوعي الذي لاتنطلي عليه مثل هذه الحسابات الخاطئة والعقيمة والخداع الذي يمارسه البعض من اجل الوصول لموقع او مسؤولية بالممارسات الغير سليمة وعدم الكفاءة ولتسقيط الاخرين والادعاء بالمنجزات الغير واقعية.
علينا ان ندرك حجم المصائب والبلاء الذي ينتظر المواطن والوطن بسبب الاعتشاش على نكبات الامه ومصائبها ونحر امالها وتطلعاتها والعزف على طبول الانا مع الاسف. لتكن الانتصارات العظيمة التي تحققت في الكثير من جبهات القتال و المدن على الارهاب وخاصة في امرلي وسليمان بيك وصلاح الدين الحافز للدفع بالعملية السياسية الى الامام ولتوحيد القوى المخلصة باتجاه ارادة الشعب الذي اصبح من الحلم والدراية بكل الاصوات النكرة و المريضة والمدفوعة من وراء الحدود والتي تخالف الارادة الوطنية والدينية والذين خالفوا العهود والمواثيق والمتعطشين لدماء العراقيين غير مدركين بحجم البلاء والمصائب ولايفقهون من الانسانية بشئ إلا المكتسبات الانية التي تخصهم وتعزز مصالحهم واهدافهم دون التفكير بمستقبل الاجيال القادمة وصنع الحياة لهم.
ان رغبات وتطلعات شعبنا كبيرة واماله واسعة لانه يحتاج الى ابسط مستلزمات الحياة ويتطلع لكل شئ بسبب التراكمات والتركات الثقيلة التي خلفتها المرحلة الماضية رغم ان البلد فيه من الثروات والمعادن والارض الخصبة المنتجة للخيرات والطاقات الواعدة المخلصة في كل المجالات والامكانات الوفيرة التي يفتقر اليها الغير ولكن محسوب على الدول المتأخرة لضعف العمل الجماعي والفوضى التي تدب في مسيرته لافتقاره لوحدة العمل وضعف الهمة والاعباء الثقيلة التي خلفتها سنين العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليه بسبب الحروب والعقلية الحاكمة لتلك الفترة المظلمة واخطاء ما بعد الاحتلال . المواطن يتنتظر تشكيل الحكومة القادمة بكل صبر .
لان التحديات تحوم حوالينا و في ظل ظروف ومرحلة حساسة يمر بها الوطن وغياب الثقة بين القوى السياسية ومحاولة فرض شروط بسقوف عالية وفق سياسة لي الاذرع وفرض الارادات والابتعاد عن التفاهمات الداخلية بين المشتركين في العملية السياسية والذهاب والاعتماد على المواقف الخارجية للبعض ووضع العقبات والمطبات امام تشكيل الحكومة وتقديم مطالب معقدة لايمكن العبور منها إلا بتغيير الدستور وفي وجود العديد من الاطماع والمطالب الاقليمية والدولية مما يجعل تشكيل الحكومة من الامور المعقدة وخاصة المطالب التي تريد نسف العملية السياسية في رفع سقف الشروط والمطالبات وفي كل يوم لهم شأن و التي لاتخدم الا توجهات الحكومة الامريكية والرئيس اوباما الاخيرة ووضع رئيس الوزراء المكلف الدكتور حيدر العبادي في زاوية حرجة وامام مسؤولية صعبة لارضاء الجميع او الاستمرار في عمله والتي تتطلب المرونه عند طاولة المفاوضات الجارية اذا ما كان هناك صدق في النوايا لتشكيل حكومة قوية بمستوى المسؤولية التي تنتظرها الجماهير للمضي قدماً في عملية البناء ومكافحة الارهاب الذي يهدد حياة المواطنيين والذي لايمكن الانتصار عليه إلا بتوحيد الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية بعيداً عن المصالح الفئوية والحزبية والاستجابة الى نداءات المستصرخين والمظلومين في المدن والقصبات المعرضة للخطر والتي تتحمل طيش جرذان الصحراء وعصابات البغي والظلال وبضرورة محاربتهم والتصدي لهم بكل السبل قبل فوات الاوان والندم واهمها عصابات داعش القذرة ومن معها ودعم عمل القوات الامنية والحشد الشعبي وهو واجب وطني لايقاس بكل المقدرات والامكانات التي يحتاجونها كما قال الكريم المتعال في كتابه :(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ) وبخطوات سديدة وصحيحة تم استعادة المدن التي دنستها هذه العصابات والقوى الشريرة التي تدعمها وهذا هو المطلب الوطني الاهم مع احترام الدستور وبوضع الشروط التي من الممكن العمل بها على ضوء مانص في فقراته لتجاوز المرحلة قُدماً . ويعتبر حبّ الوطن رمزاً، وفخراً، واعتزازاً؛ لذلك يجب علينا أن ندافع عنه ونحميه بكلّ قوّة، وأن نحفظه كما يحفظنا، وأن نقدّره لتوفيره الأمن لنا، فلهذا الوطن حقوقٌ يجب على كلّ فرد أن يلتزم بها ما دام يعيش فيه، ويأكل ويشرب من خيراته، ومن هذه الحقوق: المحافظة عليه، وحمايته من كلّ شرّ، والارتقاء به إلى أعلى المراتب، والمحافظة على نظافته، وحماية ممتلكاته العامّة، وأن نفديه بأرواحنا في حال تعرّض لأيّ خطر.