23 ديسمبر، 2024 8:48 ص

الوطن بحاجة الى مُخلِص وليس الى مُخلص

الوطن بحاجة الى مُخلِص وليس الى مُخلص

من سِمات الصُلحاء هو الاخلاص لأوطانهم، والانسان المُخلص يكون محل ثقة المجتمع والأمة التي يعيش بين ظهرانيها، فيعمل المجتمع على تفضيله على انفسهم لما يتمتع من نزاهة واخلاص وتفاني من اجل خدمة مجتمعه ولهذا يكون متفوق عن غيره من اقرانه.
حين نستعرض سيرة الصُلحاء منذ بداية مشوار الانسان، استطاع الواحد منهم تغير واقع كثير من الأمم رغم كِثرة اعدائهم، لان العظيم انما يكون عظيماً بِعطائه، تمكنوا من تغير الدُنيا فمنهم من غير عادات وتقاليد شعوب وأمم عن طريق رسالات السماء بواسطة ارسال الانبياء والرُسُل لهداية الناس، وطريق اخر تمثل بظهور طبقة من المُفكرين والعُلماء الذين اناروا الدُنيا بعلمهم وعطائهم مثال على ذلك مخترع الطاقة الكهربائية التي تعتبر شريان الحياه فبدونها تنعدم الحياه كابن سينا وابن البيطار وغيرهم من اقرانهم الذين خدموا الانسانية.
هنالك الكثير ممن عمل على خدمة اوطانهم فقدموا كل ما يملكوه من اجل اسعاد مواطنيهم وتقديم افضل خدمة لهم وخلاص شعوبهم من سطوة الظالمين وإن كان على حساب حياتهم ومكانتهم، وهذا لايأتي الا من إنسان يتمتع بالاخلاص والعنفوان فيعطي من نفسه للاخرين والشواهد على ذلك كثيرة امثال غاندي وجيفارا قدموا حياتهم من اجل استقلال بلدانهم والتطلع لشمس الحرية.
بعكس ذلك هو من يحتال على شعبه ومجتمعه بوسائل ابتكرها لمنافعه ولتحقيق مبتغاه وان كان ذلك على حِساب مُعنات و مقدرات شعب بكامله.
الوطن بحاجة الى مُخلِص وليس الى مُخ لص، بحاجة الى من يكون صادقاً مع شعبه ومتكاشفاً معهم ويحمل هموهم ويشاركهم بها ويكون منهم لاعليهم، وليس من يحتال عليهم بطرق ملتوية.
هنالك من يلبس ثوب الاصلاح ويدخل في خانتهم ولكنه بعيد عنها كبعد الارض عن السماء فهو متعدد الوجوه فيحمل وجه الحمل الوديع وقلب ذِئب يخدع بها شعبه مستغلاً عاطفة المجتمع الذي هو فيه.. فبِلادي ابتليت بمثل هكذا نماذج، فمنهم من يخرج بثوب الوطنية مستغلاً بها من يحلم الى وطن حر كريم تتساوى فيه جميع فِئات المجتمع واخر بثوب الدين والمذهب والعرق والمنطقة واخر بثوب الاصلاح المزيف ليدفع عنه شبهات الفساد التي غارق هو بها.. فالوطن بحاجة الى من يقتطع من جسده فيعطيها لوطنه وليس من يقتطع من جسد الوطن ليملئ بها جوفه.