علي رضا …
العراق، ومنذ سنوات ليست بالقليلة ، يشهدُ حالات عديدة من التحريضات الطائفية والمهاترات السياسية ، وهذا ما يلاحظه جميع افراد الشعب العراقي وغيرهم ، والمشكلة ان هذه الامور تزداد يوماً بعد يوم ومرض الطائفية صار شبهُ الوباء في موطننا ، والمعضلة إن العديد من السياسيين العراقيين هم من يثيرون هذه الضجات الطائفية من خلال السنتهم المحرضة القذرة ..لكن وكما تعودنا أن لكل مرض علاج ، وما ان وافق المصاب بالمرض تلقي العلاج سيتخلص من مرضه ، الغريب ان المصابون بداء الطائفية في موطننا صاروا يتفاخرون بمرضهم هذا ، ويحاربون كل علاج من الممكن ان يقضي على هذا المرض ، ويسخّرون كل جهودهم محاولين الوقوف بوجه نجاح هذا العلاج ..!!
للطائفية داعون عدة ، منهم زعماء قبائل ، ومنهم شخصيات اجتماعية مؤثرة ، ومنهم من يسمون رجال دين ، ومنهم ساسة ، والاخيرون هم المشكلة الاكبر كما اشرنا ، لأن السياسي من الواجب عليه ان لا يتعامل بمذهبيته وقوميته ومكونه حين يتولى منصباً في الدولة ، وعليه ان لايتعامل مع المواطنين على اساس مذاهبهم واديانهم وقومياتهم ، بل عليه ان يتعامل معهم على انهم جميعاً عراقيين متساوين بالحقوق والواجبات ومن واجبه الدعوة الى حقوقهم جميعاً دون ان يفرق بين هذا وذاك ، ومع الاسف أن نماذجاً كهؤلاء في حكومتنا قلة لكن لا بد من الاشارة ، ان من ابرزهم واكثرهم تأثيراً وتمسكاً ، هو السيد عمار الحكيم ، زعيم تيار شهيد المحراب ، ورئيس التحالف الوطني العراقي ، هذا الرجل هو الابرز من بين السياسيين تكلماً بإسم العراقيين جميعاً لا باسم مذهب دون اخر كما يفعل الاغلبية ، وهو الشخص الابرز الذي يتحدث بلسان وطني عراقي ، لا مذهبي قومي طائفي ، على الرغم من إنه رجل دين شيعي ، إلا انه يعلم أن في موقعه السياسي عليه ان ينظر الى نفسه كعراقي فقط ، لاغير ، وهذا معروف عنه ، وهو سبب محاربة الكثير له ، لأننا مازلنا نعيش في مجتمع طائفي لا يحب التخلي عن مرضه ويحارب كل شخص يحاول القضاء على هذا المرض الخطير ، وكأنهم صاروا عبيداً لمرضهم دون ان يشعروا ، ولذلك حاربوا الحكيم ، مخترع علاجات الامراض الطائفية ، قدم العلاج على شكل مبادرات ومشاريع وطنية ، كمبادرات انبارنا و وثيقة الاصلاح ومشروع بناء الدولة العصرية ، وغيرها الكثير حتى اخرها ، وليست اخيرتها ، التسوية الوطنية ، المشروع الذي هدفه قطع الالسنة الطائفية بدون استخدام الات حادة ، والقضاء على دعاة الفتنة من خلال الحوار والتفاهم ، لا من خلال الارهاب ولغة التهديد والتهجم والتعصب ، برأيي وبأختصار ، مشروع التسوية هو مشروع الوطنيين ضد خُبث الطائفيين ، وهذا مالا يوافق اراء الجهلة والطائفيين المتخلفين ، فكثفوا حملاتهم على مبادرته ، حملاتهم التسقيطية التي لم تتوقف ومازالت مستمرة ، ومن المضحك المبكي في الان نفسه ، ان اغلب المعارضين والمسقطين لهذه التسوية ، لم يقرأوا بنودها اساساً ، ولم يفهموها او يتعرفوا عليها ، فصاروا ابواقاً يعزف عليها الفاسدون الطائفيون ، انتفظوا على المبادرة بمجرد سماع اسم صاحب الوثيقة ، واستمروا باتهامه اشد التهم ، وكثفوا جهودهم للهجوم عليه لكنه لا يتراجع ..
من الملفت للنظر ان هذا الحكيم العمار لا يتراجع عن مشروع يرى فيه الخير للعراق وان وقف الجميع ضده ، حتى وان اتهم بابشع التهم ، يظل مستمراً بنهجه الوطني ولا يحيد عنه ابداً ، فـ واثق الخطى يمشي ملكاً ، انا شخصياً ارى ان هذا الرجل يمثل املاً واشراقةً جديدة يمكنها ان تغيثنا وتنقذنا من الظلام الذي نحن فيه ما ان حقق مشروعه ، وسيحققه … بالتالي سينتصر العراق …!