15 أبريل، 2024 11:12 ص
Search
Close this search box.

الوطنية والفساد!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الوطنية: حب الوطن
الفساد: الإضطراب والخلل , التلف والعطب , إلحاق الضرر.

فكيف يمكن الجمع بين حب الوطن وإلحاق الضرر به؟

فإلحاق الضرر تعبير عن الكراهية , لكن بعض الأوطان لديها حكومات تمعن بتحقيق الأضرار بالبلاد والعباد , وتدّعي بأنها تحب الوطن , وتسمي نفسها حكومات وطنية , وما تقوم به يعبّر عن الكراهية الشديدة للوطن.

ترى كيف يتحقق ذلك؟

لكي تجمّل الرذيلة وتشوه الفضيلة , عليك بالمتاجرين بالدين , فأنهم المؤهلون لتسويق المفاسد والرذائل , ولديهم مما يسوّغها ما لا يخطر على بال من التخريجات والتبريرات , والفتاوى الجاهزات والنائمات في بطون الكتب الخرقاء.

فعندما يتدخل المتاجرون بالدين ما بين الوطنية والفساد فأنهم يتمكنون من الجمع بينهما , وتشجيع الحكومات على العمل بموجب هذا الخلط والتذويب , الذي يساهم بتطور التجارة بالدين ويدر أموالا وغنائم وإمتيازات كبيرة عليهم.

ولا جديد في أمرهم , فهم الذين أسهموا بتوطيد أنظمة حكم جائرة على مر العصور , والبعض يسميهم ” وعاظ السلاطين” , والآخر ” فقهاء الكراسي” , وغيرها من المسميات التي تشرفوا بنيلها لجدهم وإجتهادهم في تمرير المفاسد والجور , وهدفهم جيوبهم النكراء.

ولهذا فأن المجتمعات التي تتحكم بمصيرها ما يسمى بالأحزاب الدينية , ينتشر فيها الفساد وتموت الوطنية , أو تُحارب بقوة وإصرار , لأنها لا تحقق مصالح الأدينة , بينما الفساد هو السبيل إلى المغانم العِظام , ولذلك فأنه يدوم ويتطور , والوطنية تنكمش وتذبل , بل وتصبح كالجريمة التي تًحاسب عليها قوانين الفساد الظافرة.

فتجار الدين وأحزابه يمتلكون مهارات الجمع بين المتنافرات وترويجها , بأساليب تتناسب طرديا مع ما يغنمونه من الأموال , فهذه هي تجارتهم ويجب أن تكون رابحة , فلا تعنيهم الوسيلة التي توصلهم إلى غايتهم النفعية , فلكل وسيلة ما يبررها من الفتاوى والتخريجات المذخورة في بطون “قال”!!

ووفقا لما تقدم فأن الفساد ينتصر على الوطنية في ظلال الأحزاب المؤدينة , ولا يمكن القضاء على الفساد إلا بإزاحتها عن المشهد السياسي , وهذا أصبح من رابع مستحيلات بعض المجتمعات التي أسهمت بتأسدها وسحقها للإرادة الوطنية والقانون.
ولن يُزاحوا إلا بتظافر الجهود الإقليمية والعالمية ومساندتها للشعب!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب