6 أبريل، 2024 9:59 م
Search
Close this search box.

الوطنية والتغيير

Facebook
Twitter
LinkedIn

برغم ما اصابنا من خيبات ونكسات منذ ما بعد الاحتلال الى اليوم ، فان الشيء الذي يبعث على الامل هو بقاء جذوة التغييروتخليص الوطن من هيمنة احزاب طائفية ما انفكت تزرع الفرقة وبذور الشقاق بين ابناء الوطن الواحد لضمان بقائها اطول فترة ممكنة ممسكة بكراسي السلطة والمسؤولية من خلال محاصصة الجميع يرفضها بالعلن ويعمل على ترسيخها بالسر !
ونحن نقول ذلك نعترف باننا هنا لسنا ممن يغمضون عيونهم عن واقعنا المر حيث الفوضى وضياع هيبة القانون وسيطرة ميليشيات مهمتها زرع الخوف بين المواطنين ، غير اننا في نفس الوقت نرفض اليأس فهو ما يريده سياسيو الصدفة ممن اتقنوا لعبة التضليل والخداع والالتفاف على مطالب ابناء شعبنا جميعا من الشمال الى الجنوب ..
وربما هنا يطرح سؤال نفسه بشدة هل ممكن ان نتأمل حصول تغيير حقيقي مع وجود بقايا طائفية غريبة على مجتمعنا الرافض لتسييس الدين والمتاجرة بمبادئها؟!
ويمكن ان نتلمس الاجابة من خلال احاديث البسطاء من المواطنين .. فهؤلاء وبعد ستة عشر عاما من الكذب والتدليس وسرقة ثرواتهم ، ما عادوا يقبلون الاحاديث الطائفية ويرفضون جميع السياسيين كما ان اصواتهم صارت اكثر قوة وهي تلعن الفاسدين . لم يعد المواطن يقبل ان يتحدث هذا السياسي او ذاك باسم طائفة فقد تكشفت الاقنعة وبانت عوراتهم ورائحة فضائحهم تزكم الانوف .. اي ان هنالك تقدم ،لا ننكر انه متواضع وبسيط ،باتجاه العودة الى القيم الوطنية وهو ما يعني تقلص مساحة تأثير الاحزاب السياسية الاسلاموية عما كانت عليه بعد احتلال العراق في نيسان 2003 .وهو ما يقض مضاجع هذه الاحزاب ما يجعلها تبحث عن وسائل اخرى للالتفاف على هذا التغيير في نفوس المواطنين . المواجهة ليست بسيطة ولا هينة بين معسكر المواطنين الداعين للتغيير وبين معسكر الحرامية والسراق من السياسيين الفاسدين ، وهو ما يتطلب توحيد جهود الاحزاب الوطنية الحقيقية لقيادة المواطنين باتجاه تصعيد حالة الغضب الشعبي وتنظيمه ليكون مؤثرا ويفضي تدريجيا الى التغيير .. المواطنون يحتاجون الى تيار وطني يوحد جهودهم بوجه الظالمين وهذا لن يتحقق اذا لم تحسن هذه الاحزاب العمل وتتخلى عن عقد الماضي من اجل مصلحة العراق وشعبه .
نحتاج الى خطاب توعي للاحزاب الوطنية وان تنشط منظمات المجتمع المدني صاحبة الاهداف الوطنية للتثقيف بمخاطر الطائفية وما سببته من دمار وخراب للوطن وتحفيز ما عند المواطن من مشاعر وطنية .. ما اكدته الاحداث انه من غير العودة الى وطنيتنا الحقيقية سيبقى العراق اسير سياسيين فاسدين وظيفتهم خراب العراق وتمزيق مجتمعه ..
الدعوة الى الوطنية في الظروف التي نمر بها صعبة وصعبة جدا لكنها ليست مستحيلة اذا ما توحدنا من اجل خلاص العراق ..والى الان المواطن متقدم بوعيه وعطائه وايمانه على احزاب وطنية وقومية وهو ما على هذه الاحزاب ان تدركه قبل فوات الاوان .. فهل تفعل ؟ هذا ما ستجيب عليه الايام .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب