23 ديسمبر، 2024 12:33 م

الوطنية لا تملك مدة صلاحية امدها اربع سنوات

الوطنية لا تملك مدة صلاحية امدها اربع سنوات

الوطن هو ذلك الحضن الدافئ الذي غفونا بين طياته من اجل الحصول على الدفء والشعور بالامان والحنان والسلام , وحقق لنا ما حققته احضان امهاتنا , وسقف الاشتراك بن الوطن والام سقف واسع وكبير بحجم الخيرات المأخوذة من كليهما , والانتماء الى الوطن كالانتماء الى الام واكثر وهو ذلك الاحساس الذي يشترك بكل معاني العطاء التي حصلت عليها من منظومة الوطن , الاحساس بمتغيراته , الاحساس بالذي جرى عليه ويجري , الاحساس بالاورام التي جثت وتجثو على صدره , الاحساس بكل حدث ايجابي ومحاولة تطويره وبما يتلائم مع طبيعة الوظيفة التي انت عليها , الاحساس بكل حدث سلبي ومحاولة معالجته وتقويضه حتى لا يصبح علامة فارقة في مسيرة الوطن , الاحساس برفعته وثباته وجروحه وثقته بابناءه وتاريخه , وبالتالي اذا وجد هذا الاحساس وجدت هذه الوطنية ومن ثم فان التناغم سيكون واقع حال بل تحصيل حاصل كما يعبر يفرض نفسه وعنده نجد انفسنا امام سلم اجتماعي وان تعددت رؤاه السياسية والفكرية والعقدية والقومية والمذهبية , فالدلالات  الوطنية الحقيقية الصادقة يمكن اجمالها بتلك التي ذكرناها ابتداءا والتي ترتبط بمنظومة الاحساس المتنوع بكل ما له صلة بالوطن , وهنا لا يصح ان يتفاوت الشعور بالوطنية باختلاف الوظيفة الملقاة على عاتق المواطن , فوطنية العامل المختص بجمع النفايات لا تقل عن وطنية رئيس الدولة وهذه لا تقل عن وطنية القاضي في دار القضاء وهذه ايضا لا تقل عن وطنية لاعب كرة القدم في الملعب , فالوطنية واحدة وان اختلفت الوظائف فالاحساس بالوطن والشعور بالوطنية هو فوق مستوى هذه التسميات , فالوطنية الحقيقية الصادقة لا تملك مدة صلاحية امدها اربع سنوات او مدة الخدمة الوظيفية بل ان مداها مفتوح طالما هناك وطن متشبث بالتاريخ وناظر الى الحاضر وراسم شكل المستقبل , هذا ما نحتاج اليه وطنية حقيقية , وطنية الاحساس بالانتماء للوطن لا للمذهب او للطائفة او للقومية او معتقد ما , وهذه كفيلة بجعل التعايش السلمي هو الحاضر في كل تفاصيل البلد وهو عين ما نحتاج اليه اليوم وفي كل الاوقات .