23 ديسمبر، 2024 8:42 ص

إئتوني بغيرها نجتمع عليها ،تحني علينا ، تربت على اكتافنا ، تضمنا كما تحتضن  الام وليدها ، توبخ المتحدثين بغير منطقها ، وتشير باصابع الاتهام بالخيانة العظمى لمن يتبنى غير مبادئها .. تلك هي الوطنية من غيرها
الدين … لله والوطن للجميع ، المذهب .. طريق للتقرب الى الله ، القومية .. لا تحيى بدون وطن .. الحزبية .. طريق الى وظيفة او منصب لكنها لاتشتري وطنا لو اعتصر المتحزبون ارواحهم فداءً لافكارهم .. الراديكالية .. تسعى الى دمج الطبقات  لكنها لاترسم حدود وطن ..
ودعوني أسال هنا : مالذي حمل نساءً من طويريج على اخلاء مقاتل مصاب من اهالي الفلوجة عام 2003 ، وعلاجه حتى عاد الى اهله سالما ؟، مالذي جعل دماء كربلاء والبصرة والنجف تسير مسرعة الى الفلوجة لانقاذ الجرحى عام 2004 ، مالذي اوجب على الانبار وصلاح الدين ارسال مساعدات عاجلة الى المناطق المنكوبة بالسيول في ايامنا هذه ؟، ومن قبلها ماهو سر انقاذ عثمان لعدد من زوار الكاظمية  حتى مات غريقا ، ولماذا افتدى نزهان الجبوري زوار الامام الحسين بروحه ؟،  كل هؤلاء وغيرهم كثير ، عراقيون وطنيون ليس الا .
 اذاً الوطنية تسير بدمائنا وتحملنا على تقديم الغالي والنفيس لتبقى خصالها شمسا تذيب جليد ما سواها ، وتنير لمعتقداتنا الخاصة سبيل الرشاد .
كيف نبني دولة المؤسسات ومازال بعض استمارات القبول الرسمية تطالب بتثبيت المذهب ؟، بل كيف نبنيها والخبرة والاختصاص تاتي في اخر المطاف؟ .
واذا كان العراق بحاجة الى قائد صبور ومثابر ومنفتح على الآخرين لا يجيِّر القيادة لمصالح جماعته ‏وفئته ، كما يقول رئيس حكومتنا ‏المعطاء في كلمة القيت  بالنيابة عنه خلال  حفل تابيني مؤخرا ، فما هي صفات قادة العراق الان ؟، ومن اين ناتي بهذا (القائد الضرورة) ؟ ، اذا كان ( كل من القاه يشكو دهره ) وعذرا لابي العلاء على هذا الإقتباس ، هل يعقل ان بعض العراقيين هم الاخرين ، اذا ماذا نسمي التنزانيين مثلا ، او الايرانيين ، او حتى الروس ..
لا يقولنّ احد ان من بيننا آخرين لانعرفهم ، ونحن جميعا عراقيون ،انا اؤمن ان سمات القيادة موجودة فيما هو موجود ، وعلى مايبدو فان الكثير من اصحابها يساومون على الوطنية  فأضاعوها – وأضاعوا معها ما يملكون من سمات القيادة – إن وجدت- ، فماذا بقي لهم في وطني العراق ؟.