20 مايو، 2024 3:05 م
Search
Close this search box.

الوطنية لاتقاس باللسان بل بتغير سلوك الانسان

Facebook
Twitter
LinkedIn

نحن شعب لايفقه علم السياسة ٠٠ فجل همنا إن دخلنا السياسة هي تحقيق المغانم ب” اللحاسة ” فمنذ عقد الخمسينيات رسخ الساسة في عقولنا شعارات سوقت لنا من سوق النخاسة لم نجني منها غير التعاسة ٠٠ لم نستفد من تجارب اصحاب الكياسة ممن وصفناهم بالرجعيه وكلاب الحراسة رغم انهم كانوا اكثر ادراكا واكثر وعيا ودراسة ٠٠ لم نستفد من تجارب اصحاب الكياسة وتجاربهم في الرئاسة ٠٠ وبقينا نتبع عقولنا التي اصابها غثيان الثورة وسرقة السحت الحرام بالصحن والطاسة ٠٠ فجنحنا كما يجنح حصان اهوج وسط الحمير بلا وعي او ضمير ٠٠ لم نستفد من حِكَم وتحذيرات القادة ٠٠ لم نستفد من حكمةِ وتجربةِ صاحب السيادة نوري سعيد صاحب الحنكة والريادة عندما قال ” انا كغطاء البالوعة عندما اخرج من رئاسة الوزارة ستخرج جيف وروائح كريهة من البالوعة تزكم الانوف ” ٠٠ نعم مات نوري سعيد وصفقت الكفوف وهي على الكرسي تحوف ومثل بجثته وسحلت في الشوارع لكن الروائح النتنة لم تخرج من جثته لكنها خرجت و فاحت وازكمت الانوف من الزعماء والقادة الذين اسموا انفسهم ثوريين وقوميين حد ( النخاع ) عندما سقط النظام الملكي وجاء النظام الجمهوري بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم فحدث ( الهرج والمرج ) والصراع بين القوى السياسية التي اغلبها كانت تتكيء على عصا منخورة صنعتها قوى خارجية فالبعض من ساسة القوى ارادوها حكومة ماركسية شيوعية تتعلق كطفل رضيع بحضن الاتحاد السوفيتي والبعض الاخر ارادوها بعثية تؤدي يمين الطاعة لمؤسس الحزب ميشيل عفلق والبعض الاخر ارادوها قومية تعطي العراق هدية لنصير القومية العربية جمال عبد الناصر والبعض الاخر ارادوها اسلامية تعيد العراق لعصر الرسالة والاكراد ارادوها حكومة منفتحة وفق مصالحهم لتحقيق امنيتهم في اقامة الحكم الذاتي ٠٠ ولا هذا ولا ذاك حقق اهدافه وعاد العراق الى عصر التخلف والدم المستباح حيث تقاتلت هذه الاحزاب والتيارات في معارك مازال الشعب العراقي من جراءها يلعق دماءه فيما ترنوا عيونه الى النظام الملكي والى غطاء البالوعة الذي رفعته شلة من الضباط المغامرين ومازالت البالوعة تفوح منها الروائح النتنة ٠٠ كان زعماء الحكومة الملكية يسيرون وفق سياسة الممكن ولم يفكروا يوما السير وفق سياسة طفر المواقع او تخطي المواقع او القفز في المجهول ٠٠ فكان العراق سباقا لكل دول ودويلات المنطقة ٠٠ واليوم بعد ان انبرت الحجة وسقط نظام واعقبه نظام ٠٠ يقف العراق سباقا في الفساد والتخلف واصبح مقرا ومستقرا لكل من هب ودب وحكامنا اليوم حرامية ولصوص جاءوا لنا بديمقراطية السرقة بدلا عن ديمقراطية الخوف ٠٠ كان هناك حزب واحد يمرق فباتت اليوم احزاب تسرق ٠٠ وَعَدُوُنا بان العراق بسقوط صدام سيتحول الى دولة تنافس ارقى دول العالم في علمه وثقافته وثرواته الكبيرة ولم نلتمس انهم بنوا صرحا ثقافيا ولم نلتمس انهم حققوا وفرة مالية تسعد وترفه الشعب العراقي الذي باتت ايامه سوداء ومستقبله اكثر سوادا ٠٠ باتت ايام العراق اليوم كلها ظلم واثام وقتل واتهام وصراع وانقسام وبات العراق يحكمه اغراب بلا اوطان وان صرَّح اشرفهم قال كلام جبان فهو في كل مايفعل ترنو عيونه الى مصايف اوربا ولبنان ٠٠ فهم يتنافسون على النهب والسلب بلا اوزان ٠٠ فمتى يفهم الشعب ان الوطنية لاتقاس باللسان بل بتغيير سلوك الانسان وان يكون مخلصا للمكان لا ان يكون سارقا زنديقا يكرس وقته للشيطان

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب