19 ديسمبر، 2024 1:57 ص

الوطنية الواعية ضرورة نضالية

الوطنية الواعية ضرورة نضالية

الوطنيون هم من يصنعون التاريخ ….والتاريخ الذي يصنعونه بدوره  يعيد صنعهم من جديد.فهم من بعده غير ما كانوا قبله……
 التجارب   التي خاضتها أنظمة تعاقبت على حكم العراق  هل هي حقا  تجارب وطنية  تستحق أن نتوقف عندها؟لو استثنينا  ثورة الشعب التحررية بزعامة الشهيد  عبد الكريم قاسم  والتي تميزت بنهجها الوطني الصادق  والحس  العالي والمسؤول  ومصالح الشعب دافعها  الآساسي وهدفها السامي ومثلت مرحلة تحرر  ونمو للشعور الوطني العام وكل ما  جاء من بعدها لا يعدو أكثر من انقلابات يدعي منفذيها على انها ثورات وطنية  لم تستطيع الآرتقاء الى مستوى الثورات  التقدمية وأن تطور من نفسها لتصلح  لقيادة البلد وقد جاءت حاملا بعوامل الفشل والعجز… فعجزت في بناء الدولة الحديثة والمجتمع المتعايش وتحقيق الآمن والسلم والسيادة والآستقلال ؟تجارب فاشلة كانت السبب الآهم من وراء صعود تيارات وأفكار فئوية على المسار النصالي للشعب العراقي ولتأخذ حيزا كبيرا  من ثقافة الوطن والوطنية وتصبح  منافسا قويا  وندا للنهج الوطني؟ فياترى ما يمر به وطننا العزيز وقواه التقدمية ومشروعها الوطني الوحدوي نكسة ام هزيمة ؟ وهل غياب المشروع الوطني  في الوقت الراهن والذي هوامتدادا لغياب أبان النضال ضد الظاغية يجبرنا  هذا الغياب على قبول حكم الكتل واعطائها الفرصة لآثبات كفائتها  وحسن الآدارة لشؤون الوطن والشعب وترسيخ قيم العمل الديمقراطي.
لم تكن العوامل الداخلية من تجارب فاشلة وحدها من أسست لآزمات الوطن المتفاقمة والتي أخرها احتلال ثلثه من قبل عصابات  اجرامية لا تمتلك عوامل كسب الحرب ما لم يكن الوطن في حالة وهن ونهيار جيشه بحالة غير متوقعة على شكل كتلة متدحرجة بأتجاة العاصمة ,بل للعوامل الدولية والآقليمية من أحقاد تاريخية وأطماع اقتصادية دورا خطرا ومساعدا في طغيان الحسابات الطائفية  والفئوية على حساب الفكر الوطني بل شكلا معا   هزات رتدادية مسايرة  في بنية المجتمع العراقي وتصدع وحدته الوطنية,,,الآسباب والنتائج  أعطت الحجج لآنكفاء دعات النهج الغير وطني للتمترس وراء حدود الفئة …ويصر الآغلب منهم على ان  الآنكفاء الحل الآمثل والعلاج والوقاية  ليس لمرحلة  معينة والعودة بعدها للعوم في الفناء الوطني بل الى الآبد بحجة عدم تكرار تجارب الماضي والحفاظ على المكاسب ,,,معطيات سلبية أكسبت الآحزاب الطائفية والقومية  والفئوية  من القوة والوقت والمساحة الكافية للعمل  بين الجماهير ما مكنها من ابعاد اليسار والتيارات الوطنية اللبرالية من الساحة السياسية  وبعدما ركزت  على القضايا العقائدية وتركت القضايا ذات الطابع الوطني لآضعاف الحس والآنتماء للوطن المحرك القوي لآلتفاف الجماهير حول الآحزاب التي تنهج نهجا وطنيا خالصا  وزرع جذور نهجها الفئوي  في النظام السياسي  والتشريعي  والقانوني والثقافي والمناهج التعلمية هذه التشريعات والتي  لا تتيح مجالا للتكامل الوطني مطلقا وترسيخها كظاهرة اجتماعية ايضا علما ان الآفكار التي تقدم بديلة  للفكر والتوجه الوطني ليست حلولا نابعة  من وحي العصر وتطوراته وقضايا الوطن ومشاكله واحتياجيات مواطنيه من أمن وسلم وتعايش في حدود العدالة والمساوات والمصير المشترك وانما انفصال سياسي عن القضايا  الجوهرية والمصيرية والخدمية . والآنكفاء وراءالحدود الفئوية تجارب فاشلة كما من سبقتها من تجارب ولن تستطيع ضمان البقاء حتى ضمن الحدود التي اختارتها هدفا وطموحا معا .
ورغم ما نراة بعين المرحلة الراهنة من فئويات ومحدوديات  يبقى الآمل الوطني  يغفوا على جفون الآجيال الوطنية المفجوعة تمام الفجيعة بمبائدها وأفكارها ,بعدما انحسرت  الآرادة الحرة التي  تطحن المستحيل وانهيار تلك الروح الكفاحية في مهرجانات الطائفية والمذهبية والقومية  ,,,,لم يبقى للوطنيين الا أن يتحسروا على ثلاثيهم الضائع …الوطن …الشعب… الآرض…. وليحل التعارف  بين أبناء الوطن الواحد بالهوية الطائفية والقومية  ويقبل اخيه بأسم المذهبية…  , فبدون النهج الوطني لم  يتعافى الوطن ويتجاوز المحنة …فالوطنية ضرورة نضالية وعامل رئيسي من عوامل الصراع مع الطائفية والفئوية. وسببا فعالا في
احياء الخط الوطني  ونهجه التقدمي يكمن ببناء وصيانة البنى والمؤسسات الوطنية لتحمي مبادئها من جهة وتحتفظ بالتعبئة الجماهيرية المتحفزة والمتيقظة دوما عن طريق  منظمات شعبية  وسياسية واجتماعية ومهنية ونقابية وثقافية تتسم بروح عاملة متعالية  وناشئة عبر النصال الحقيقي  المبني على أبعاد وأسس وطنية ثابتة ونابعة من ضروريات وأحتياجات الوطن في السيادة والآستقلال  ولها تاثير حقيقي في رسم مستقبل البلد… …  .  .
 واعلاما وطنيا مسؤول وفاعل ينطلق من مصداقية الآهداف ونبل المهمة ليقابل اعلام  الفئويات (وان لا يستهان بأعلامياتهم  وهي الآقوى الآن نتيجة المتغيرات الآجتماعية ) من خلال رفع الشعارات والمفاهيم الوطنية الفعالة  والملهبة لمشاعر الجماهير وفي مقدمتها الوطن ومصالحه العليا وكرامة أبنائه 
 وقادة وطنيون امتهنوا الفكر الوطني ويصنعون الآحداث من خلال النظر في ماضي الوطن والتبصر في حاضره المقلق والتأمل في مستقبله وتتمثل فيهم قيم ومبادئ الوطنية العليا  التي يتطلع اليها الشعب وأحزاب لها قواعد جذب  واستقطاب جماهيري وتمتاز بمهارات  العصر  وتولد من رحم التحدي للوضع القائم  ولتكون بديلا وخلاصا حقيقيين وقادرة على البقاء والنمو والتطور وتعظم دور الجماهير وطلائعه المنظمة  في احياء كل ماهو وطني  والآبتعاد عن الآفكار  الضيقة ولتكون والوطنية  الوعاء الذي ينمو فيه كل ماهو وطني,,, وليس  شعارات استقطابية وأنما عقيدة وهدف مصيري  ومصداقيتهم ومصداقية أحزابهم   تتجسد في مدى  التطبيق الفعلي والدقيق  والآلتزام التام بمبادئها  تفاديا لآي  خيبة أمل وردة فعل لدى الجماهير  المؤمنة بها… وهذه هي نقطة الآنطلاق الحتمية من جديد وأن لا يظهر الخط الوطني  بمظهر الغول الذي يبتلع  عقائد ومعتقدات الدينية للمواطن …وعلى  القيادات والآحزاب الوطنية الجديدة ان لا تنتظر  الرد السريع والعفوي للجماهير للعودة لساحات العمل الوطني  دون اعمال وطنية صادقة ,  وان  لا يركزوا على واجبات المواطنة  قبل الحقوق .
 الوطن وجراحه مالها براء من خطوته الوطنية الممتدة والتي بعدت ألف ميل وعلى أن لا يموت احبائها على أطرافها وحوافها بلا أمل وبذور التحصن الوطنية موجودة ولم يعيرها أحد …,فكيف طفت وافترست أمراض القرن (الطائفية والقومية والمذهبية) وعمت منبهعا الصافي من دون الآنتباه الى دبيبها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات