22 ديسمبر، 2024 8:13 م

الوطنية العراقية : مخاض مرير

الوطنية العراقية : مخاض مرير

ما كان الانتماء العراقي ، وماكان  العراق ، شيئا من نواتج  ” سايكس بيكو ” ، كما يظن البعض . فثمة جذور تاريخية موغلة في العمق، سواء لجهة الانتماء او المّسمى ، تجدها في اشارات واضحة حفل بها المدون التاريخي قبل الفتح الاسلامي  و بعده . وثمة اوصاف وخصال خصّ بها العراق والعراقيون وردت على لسان المسلمين الاوائل وان اختلفت ،قليلا ، وقائع جغرافية العراق القديم  عما اصبح عراقا سياسيا بعد الحرب العالمية الاولى . لكن  وادي مابين النهرين ، ارض السواد  ،   بقيّ ، على مر ّ القرون ،القلب والنواة .   .
اما الوطنية العراقية ، فهي مثل كل قومية ووطنية معاصرة ،شيء ينتمي الى الحداثة . غير ان سوء حضها اقفل ، دونها ، منذ البداية ، ابواب التجذر والتمأسس والنمو ،  كغاية ووسيله .كبرنامج وكفعل ، مثلما حال دون اندماج مكوناتها. وبقيت عالقة في فضاء العاطفة  الجامحة والانفعال الاني ، الذي يشتعل اواره  ويتصاعد شواضه الى السطح في وقت  ليعود الى الجريان ، بسكينه وهدوء ،تحت الرماد، اوقات .  لقد قزمت، الوطنية العراقية، وطوردت وجعل منها شبهة يتعين عليها التخفي والمواراة حتى على صعيد الفكرة والكلمة على يد وسيلتها الضرورية واطارها اللازم المفترض… الدولة !! ذلك ان حركة القومية العربية ، بنسختها العراقية تحديدا ، مدفوعة  بمصالح اجتماعية محددة على صعيد الواقع وغباء مشهود وغوغائية متعمدة على صعيد الايديولوجيا، جعلت من تعارضها مع الوطنية العراقية عروة وثقى ونغمة ثابتة ! مما استنزف الجهد في معارك فارغة وعداء زائف ، اهاض جناح العراقيين واورد وطنيتهم، على مدى عقود ، مقاتل حقيقية ، لاتزال تكابد الاسقام  منها. وهذا لايشمل  بعض رعاة ودعاة القومية والعروبة الاوائل ، الاوسع افقا والاعمق معرفة . فلم يجد فيصل الاول ، مثلا ، تعارضا بين هذه وتلك وحاول وفق مداه المنظور وادواته المتاحة، يومذاك ، ومدفوعا ، اساسا ، بضرورة عملية لايجاد  قاعدة اساسية لحكم العائلة الهاشمية والحفاظ عليها وتطويرها ، حاول حفز وانماء روح المواطنه في مواجهة قوى التشتت متمثلة في العشائرية والطائفية  ووجد نفسه ،بحكم ذلك ، يستعين بأهم  ادوات الوطنية : فكان الى جانب المدينه في مواجهة البداوة والقرية . ومع المدرسة الحديثة ضد التعليم التقليدي الموروث . ومع الجيش الوطني الموّحد ضد الاحلاف القبلية . واساسا وقبل كل ذلك وبعده ،مع الدولة المركزية باعتبارها الضرورة اللازبة لوحدة واستمرار الكيان العراقي الحديث . لقد  حاول ، جهده ، الحفاظ على توازن دقيق  بين القومية التي كان يستمد منها شرعية وجوده وعائلته على عرش العراق وبين الوطنية العراقية باعتبارها لحمة ضرورية لسداة العراق المنوعة . لقد اختلفت سياسته في هذه الجزئية عن سياسة  بريطانيا ،الراعية لدولة العراق الناشئة ، و التي كانت ، قومية وعروبية اكثر من اللازم في مواجهة العراقيين .  في البداية ، لاسباب تتعلق بثورة العشرين وقواها ثم لغرض  ادامة ربط العراق سياسيا  واقتصاديا بمصالحها ، حتى انها نفت بعض الشخصيات العراقية الثائرة لخطورتها على ” العروبة والقومية ” !! مؤسسة بذلك لممارسة ظالمة سيعاني منها العراقيون ،لاحقا ، لفترة طويلة تتمثل بتهديدهم في اساس  انتماءهم الوطني وتجريدهم منه باسقاط الجنسية عنهم لدواع شتى لا تمّت الى الحقيقة والشرعية بصلة .
يمكن القول ان الوطنية العراقية تبلورت  خلال وفي اعقاب ثورة العشرين ، حينما لعبت المدينه دورا قائدا  صهر العراقيين ، لاول مرة ، في بوتقة الشعور الوطني وجعلهم يتجاوزون  الحواجز الطائفية والمناطقية والاثنية . لقد تطور تيار الوطنية صعودا باتجاه آفاق اكثر جذرية حيث اكتسب منهجية ديمقراطية وشعبية مبكرة ومبشّرة قياسا الى سنّه وزمنه  فعرفت شخصياته وتجمعاته الربط بين الوطني والاجتماعي كما تمثل في دعوات ونشاط جعفر ابو التمن  وعبد الفتاح ابراهيم وعبد القادر البستاني وكامل الجادرجي وغيرهم ،ثم جماعة الاهالي والشعبيةوالحزب الوطني  فالوطني  الديمقراطي  والشيوعي لاحقا. وكان هذا الافق والمضمون الاجتماعي هو ما ألب عليها الفئات المحافظة فشنت عليها ، منذ وقت مبكر ، حربها الشعواء ، متمثلة في معارضتها بالقومية والعروبة .
لقد انتهى العهد الملكي الى ازمة عامة ومستحكمة : اقتصادية واجتماعية وثقافية ، ولم يستطع ، تطوير ما بدأه فيصل الاول وان يقدم  حلولا جاده ، لا على هذه الاصعده ولا على صعيد بلورة هوية عراقية محدده او شعور مؤسس وراسخ بالمواطنه العراقيه . وكان يمكن لثورة تموز 1958 ان  تطور حلولا حقيقية لهذا الاشكال  لو لا تكالب القوى المضادة عليها واستشراسها ضدها في هذا الميدان تحديدا ، الوطنية والمواطنه العراقيه !
ان من يتقصّى جوهر الصراع  الحامي الوطيس الذي نغص على ثورة تموز مسيرتها وقادها الى حتفها ، وينزع عنه تلك الادعاءات الكاذبة والبراقع الفضفاضة سيجد انه نزاع جذري بين مصالح اجتماعية ذات قاعدة ضيقة ولكنها تمتلك  ادوات الصراع القادرة على الحسم ، مصالح  الطبقات  والفئات التي هزمتها الثورة وصفّتها او حاولت تصفيتها، في البدء، من جهة . وجموع الشعب الفقير( بحسب المصادرالرسمية فان نسبة  4/5 من العراقيين كانت مجردة من الملكية  في 1958 )  وآماله ومطامحه في تاسيس كيان وطني يقوم على اساس قدر من العدالة والحرية من جهة اخرى . نزاع اتخذ اشكاله السياسيه خلف شعارات ودعاوى ديمغاوجية وزائفه غير انه استبطن ،اضافة الى مضمونه الاقتصادي الاجتماعي  ،نزاعات اخرى، قومية وطائفية  موروثة    !
لقد عرفت الوطنية العراقية مدّا جماهيريا كاسحا في اعقاب  ثورة تموز حيث انجّرت الى ميدان الفعل السياسي قطاعات من الشعب كانت بعيدة كل البعد عن ذلك قبل هذا التاريخ وكانت تغط في حمأة بؤس  جردها حتى من ادميتها ، ولاسباب كثيرة تتعلق  بواقع ضعف ونخبوية الاطر الوطنية السياسية الاخرى فان هذا المّد الكاسح قد اتخذ من القاسمية والشيوعية اطارا للنشاط  السياسي وخيمة للفاعلية الاجتماعية عكست مدى حرمانه وفقره وتعطشه السياسي والثقافي  ….
 لقد استبشر الفلاح الكردي شمالا والفلاح ا لعربي جنوبا والمهاجر  المهمش، تماما ، في احزمة البؤس في بغداد  وفقراء المدن و قطاعات مهمة من الطبقة الوسطى في عموم انحاء العراق، لاول مرة ،برابطة حقيقية وايجابية يمكن ان تشّدهم الى مركز  مشترك . وتبّدت لهم الدولة ولاول مرة منذ قرون ، كأم رؤوم يمكن ان تكفلهم وتحميهم . وداعب اجفانهم ، ولاول مرة منذ قرون ،طيف امكانية عيشهم في مجتمع يعنيهم ويعنونه ويتمتعون فيه  بالمساواة  الحّقة على اساس المواطنه . لكن ذلك لم يكن سوى اضغاث احلام اغرقت بالدم .
وخلال عقود طويلة، بعد ذلك ،لم يبق من هيكل الوطنية سوى بضعة اعواد مرهقة تلوح كماض مقبول وكحاضر بائس ان لم نقل عدائي : المدرسة  التي انطفأت اناشيدها القديمة ، على فقرها ، وتحولت الى وكر تنظيمي لاشاعة الجهل والكراهية ، الجيش  الذي تخلى عن ايجابيته الوحيدة الممكنة كاطار وطني يتعرف فيه العراقيون الى بعضهم وامسى ، اكثر من اي وقت مضى ،  اداة قهر واستعباد جماعي وسكين صدئة عمياء في كف مجنون  ،  المدينة التي تراجعت الى قرية خربة كمعمار وخيمة بدوية كرؤى وافكار.. والدولة التي نأت اكثر من اي وقت مضى عن مواطنيها وتحولت الى غول كريه لا يقترن الاّ بالموت …تحت وطئة ظروف شاذة كهذه ومناخ مريض ، لم تستطع الوطنية العراقية ان تطور شعورا سّويا و تفرز مؤسسة سّوية فبقيت عاطفة جامحة شبه غريزية  لايكون فيها الحب تعبيرا متوازنا عن حس الواجب او الشراكة.
ولو انك  تحرّيت امر محبة الوطن والولاء له والحرص على وحدته ومستقبله لدى رجل تختاره اعتباطا ، في عرض الطريق ، في حصيبة  (القائم)، وهي قضاء حدودي في اقصى غربي العراق ، لشكك في رصانتك ورجاحة عقلك وصعدت الدموع الى مآقيه في انفعال ظاهر وهو يؤكد لك ان العراق وحب العراق يفوق لديه حب الاخ والولد !! وهو ليس موضع سؤال او تساؤل. ولو كررت الامر في النجف لما وجدت الامر مختلفا ، كذلك ستجده في الموصل والناصرية وبغداد والفاو ، وكأنك تعيد تكرار ذات السؤال على نفس الشخص  في اماكن مختلفة وتتلقى ذات الاجابة بلهجات تبين عن بعضها بقدر يزيد او ينقص قليلا …. الكل يحب العراق حبا لاتعرفه البلدان ولم يألفه الناس ، نوعا من الحماسة والمشاعر الجياشة قليلة النظير كانت  تعبيراتها وستبقى عصّية على فهم وتفهّم الغير (خصوصا مع كم العذابات الهائل الذي سحق العراقيين  في كل الاوقات ) ،لكن  مصيبتنا ،كانت دائما  ، وهي اليوم مثل ماكانت عليه قبل اليوم بعقود ، ان حب العراقيين لبلدهم يشبه حب الطفل الاناني المتعلق بثدي امه لايريد منه فكاكا ويريد ان يستحوذ عليه وحده دون ان يطعم اخوته شيئا من درّه ، انه حب الطفل المتورم بذاته الذي لايريد لاخوته المشاركة في محبة الام ورعايتها محتكرا امه  له وحده وليذهب  !الاخوة الى الجحيم ، اذن فهو حب  مريض  وعلاقة  تفتقر الى السّوية!
بل ولطالما شهد العراق  ويشهد تشكيكا بهذه الاخّوة وتساؤلا بصدد هذه البنّوة ، فينكر بعض ابناؤه على بعضهم حتى عراقيتهم: فنحن اهل العراق الاصليون وابناءه الاقحاح اما الاخرين… فهذا صفوي وذاك سلجوقي والثالث سليل خيانه…. لطالما كان هذا الوعي الزائف والتصرف الشائن الفج، سببا لماسي تقطع القلب !! عاش المصري دائما وهو يحب مصر “ام الدنيا  ”  وسواءا كان في الصعيد او في النوبة او القاهرة او ذو عرق يوناني من الاسكندرية فانه لم يسمع او يلمس تشكيكا بمصريته او تهديدا له فيها او انتقاصا منه على اساسها وكذلك كان  شأن الفرنسي والمغربي وحتى الارتيري ، اما في العراق ، فلطالما كان التشكيك بالانتماء وسيلة والتجريد منه  عقاب والحرمان من عاطفته اداة ، وهو اسرع ما يمكن ان يسارع اليه اولئك الجّهال الحمقى الذين  يؤثرون مصالحهم الضيقة والانانية على العراق والعراقيين ويريدون الامارة ولو على الحجارة . ومع كل هذا ،وبالرغم من كل هذا، ظلت جذوة الوطنية العراقية ، مستندة الى العاطفة والحماسة المدرسية القديمة فحسب ، مشتعلة الاوار ، لاتخمد لها نار!
  ان الوطن ، اي وطن وبالنسبة لاي انسان ،علاقة ومشاعر، فهو ماكان ولن يكون ابدا حجارة او تراب او طين او ماء ،  كما كان يقول بحق ، الشاعر الفلسطيني محمود درويش ، ففلسطين ، بالنسبة اليه ” .. دع الشعر ، ليست ابدا رملا وطين “لان  الرمل والطين موجودان في كل بقاع الارض لكنهما لايحملان اي معنى ولا يكتنزان اية مشاعر  ، فالطين والعشب والصخر والشارع قد يكون، بل هو كائن بالفعل ،انظف واجمل في السويد. والعطر والزهر اكثر شفافية وايحاءا في هولندا .  والهواء ، حتى الهواء، ارق واعذب في تركيا . فلماذا تخنق العراقي عبرة الحنين  وهو  ينقل خطواته في حديقة غنّاء  او ميدان رحب في لندن او باريس او اية بقعة اخرى في العالم  ،متذكرا شارعا  متربا تآكلت ارصفته في الحيدرخانه او  نخلة متعبة  يكاد ضرعها  يجف في البصرة او نهرا غائضا ترتفع فيه نسبة الملوحة حتى يكاد يصبح ملحا اجاجا في  الناصرية؟ لماذا  تتكسر  الحشرجة  في صدره وهو يمشي في كارلو فيفاري متذكرا غبار بادية العراق  او اشجار ديالى الذاوية او دهلة دجلة “ام البساتين” ؟!
ليس في الامر سّر ، الانسان يحب نفسه وهو ينتمي الى ذكرياته وطفولته التي يبقى على الدوام يحملها في قلبه اينما حلّ وارتحل ويستعيدها كفردوس مفقود وكجنة  احلام عاش تحت قطوفها الدانية مرة ، وثمة وعد ألهي بالعودة اليها !! تلك هي مرابع طفولته التي هي ليست ابدا  مجرد تراب او حجر او ماء او سياج متداع او نخلة تكاد تتيبس . انه العلاقة الانسانية، الذكرى والعاطفة  . انه البّشر ، انه الاخرون ، العائلة و المدرسة والصحبة والجار والمعلم والجيش والحزب والتظاهرة والاضراب والحماسة  وجلسة السمر  والنكته والمأثور المشترك والمعاناة  وما رافقها واقترن بها من  محلة او زقاق او شارع او جسر او جدار او جرف .. انه الاخرون ، بنو وطني الذين احببت واحبوني ، وعرفت وعرفوني وحلمت وتطلعت وخفت وعانيت وحلموا وتطلعوا  وخافوا وعانوا معي… ، هذا هو العراق  وليس ، ابدا ، رملا او ترابا او حجرا او نفطا، هذه المواد الجامدة الصماء مجرد شواهد …نحن من يمنحها المعنى ويكسبها حرارة العاطفة ويعطيها لغة تتكلم عبرها ورئة تتنفس خلالها ودماءا تمدها بالحياة ، اذن فالاصل في العراق هم العراقيون !  فكيف احب العراق ولا احب العراقيين ؟ كيف افتديه واستثنيهم بل واذبحهم ؟ ان الوطن دولة وشعب ومجتمع وهو ليس “حمى” العشيرة القديم ومرابع الطفولة  الخاصة ، رغم انهما جزء منه، ان الوطن هو علاقة سوّية بالاخر المختلف  ضمن اطاره ، انه   التزام حقيقي بالواجب  والمشاركة ، انه اكبر من الزقاق والمحله والمدينه والعشيره والطائفه والقوميه ، انه  بيت مشترك  لي وللعراقيين الاخرين ، جميعا ، بستان شائع الملكية بيننا وطلب ازالة شيوعه ، تحت اية ذريعة ، معناه خرابه وخرابنا. وعلى الجميع ان يفهم ان المواطنه التزام طوعي لايقوم اطلاقا على الاكراه وهو  التزام متساوي من ناحية الحق والواجب لايتقبل اي اخلال فيه لطرف على حساب آخر وانه شراكة لايمكن ان يستحوذ  على ثمارها طرف دون آخر ، وان  العصر ، هذا العصر الذي نعيشه بالذات ، لم يعد يقبل باي من هذه العلاقات  غير السّوية والمريضه .
  يمثل الشباب نسبة جسيمة من العراقيين اليوم ، وهم ، لسوء  حظهم  وحظ العراق ، لم يعرفوا سعادة حقيقية في ظل وطن حان ، و جلهم لم ينشأ  في اطار عائلة سعيدة متوازنه بسبب ان معظم ، بل كل، عوائل العراقيين ، كانت  بهذا القدر او ذاك ، ضحية كوارث متوالية  وانشغالات مهلكة .  كما انهم لم يعرفوا  المدرسة باي قدر من  الجدّية ، و نسبة كبرى منهم لم تفتح عيونها الا على اجواء القتل والموت والمفخخات والذبح على الهوية والخوف  الكامن  في  كل شيء، وهم لم  يعرفوا ، حتى الان ،من الوطنية غير شيئين:  علم وطني ( راية ) لم  يحسم امره بعد!  وفريق كرة قدم  يزلزلون الدنيا انفعالا حينما يفوز وكأنه الوطن كله  لا رمزا من رموزه !   وكلاهما ، العلم الوطني والفريق الرياضي يعاني من مضاعفات  الحالة المرضية العراقية !
ان هؤلاء الشباب شحنة انفجارية هائلة، وهي تفتقر بحكم الظرف الشاذ الذي نمت خلاله الى قدر مناسب من الحس النقدي   يقيها من الزلل كما انها شهدت تمزق  الهوية الوطنية اكثر مما كانت ممزقه اصلا وصعود هويات الطوائف والاثنيات  ، ومن العار ، كل العار على اكلة لحوم البشر ، اكلة لحوم العراقيين ، ان يتلاعبوا بعواطفهم ويحشدونهم خلف رايات وهمية ومميته . ان الوطنية العراقية ،  اكثر من اي وقت مضى عرضة لتهديدات مصيريه، يتعّين ، على من يعنيهم امرها، حقيقة ، النظر بجدية ومسؤولية الى مايحصل والسعي الى تجنيب الوطن وشبابه خطر كارثة محدقه لاتبقي ولاتذر وفقا لما يصدر عن رؤوس عفنه وافكار نتنه !