19 ديسمبر، 2024 3:47 ص

الوطنية العراقية الزائفة 

الوطنية العراقية الزائفة 

العراق تحول من بلد الف ليلة وليلة الجميلة الى بلد الف ميليشيا وميليشيا وكل ميليشيا اسوء من الاخرى تقتل وتفتك وتخطف دون رقيب او حسيب ، وقد اعترف رئيس الحكومة وقائد قوات هذه الميليشيا السائبة(حيدرالعبادي) بوجود مئة فصيل مسلح داخل بغداد غير الفصائل المنخرطة في قوات الحشد الشعبي وهي غير خاضعة بتاتا لسلطة الدولة! بل هي السلطة بعينها وتمارس مهامها ، وهي رسمية وشرعية اكثر من القوات الامنية الحكومية(جيش وشرطة) كونها تشكلت بفتوى المرجعية العليا المقدسة(علي السيستاني)وادخلها (العبادي)ضمن مؤسسة رسمية تابعة للدولة ، ارأيتم دولة منفلتة امنيا وسياسيا مثل العراق تقودها ميليشيات طائفية؟! فمنذ ان هيمن التحالف الوطني الشيعي على مقادير البلاد والعباد بمباركة من المرجعية، بدأ العراق يسير نحو الهاوية بخطى حثيثة ، ويفقد عناصره الاساسيةالحيوية كدولة ، وقد دأب قادة التحالف ــ وهم من اجهل خلق الله وابعدهم عن السياسة والاخلاق والثقافة المعاصرة ، لايعرفون في الحياة غير اللطم والشتم وانتظار الامام الحجة فرج الله ظهوره الشريف!  ــ على ممارسة سياسة ثابتة طوال حكمهم الاسود ولم يحيدوا عنها وهي محاولاتهم المستمرة بوضع العصي في عجلة الجهود التي تبذل لرأب الصدع بين الاطراف العراقية المتنازعة ، فما ان تقترب ازمة”اي ازمة”من الانفراج والمصالحة و تكاد جهود الخيرين تتكلل بالنجاح وينتهي الامر ، حتى يفاجأ العراقيون بحركة سياسية جانبية غير متوقعة من قبل هؤلاء القادة الطائفيون تعيد الامور الى وضعها السابق ومن ثم يبدأ مشوار جديد مع مشكلة وازمة جديدة وهكذا الى ان تحول العراق الى اكبر مشكلة مزمنة في المنطقة ، لا العراقيون ولا الامريكيون ولا الامم المتحدة ولا الجن الازرق يستطيع ان يحلها ، ولن تحل ابدا الا اذا تفكك العراق واصبح لكل واحد من مكوناته الاساسية دولته المستقلة وحياته الخاصة ومفهومه الخاص للحياة ، فما الصلة التي تربط الكردي بالشيعي او السني؟ لاشيء! 
لا القومية واحدة ولا الجنس ولا اللسان ولاالثقافة ولاالدين ولا اي شيء مشترك بينهم ، حتى مفهوم (الوطن)، مختلف بينهم تماما ، الوطن يعني لدى الشيعة المذهب والائمة واضرحتهم ودولة الحلم الذي يشكل لهم الامام المهدي المنتظر ، ولم يكادوا يتولون الحكم ويشكلون اول نواة للوطن المهدوي القادم ، حتى اشعلوا حربا طائفية شعواء ضد السنة وناصبوا العداء للشعب الكردي وفرضوا عليه حصارا باسم هذا الوطن المزعوم ولاجله ، وكذلك الامر بالنسبة للسني فهو يعتبر  ان الاسلام يعني العرب والعرب هم نواة الاسلام والوطن عندهم يعني حكم العرب! وقد حكموا بهذا المعنى لفترة طويلة وكانت فترة سوداء قاتمة، دمروا فيها المدن الكردية وضربوها بالصواريخ الكيمياوية وفعلوا كل ما يناقض شرع الله ويخالفه من اجل صون هذا الوطن الزائف من خطر التقسيم ، ولم يكن مفهوم  الكرد للوطن يطابق مفهوم الوطن لدى السنةوالشيعة ايضا، فالوطن عند الكرد يعني كردستان والجبال ولم يشعروا يوما ان العراق هو وطنهم ولا فكروا فيه، وسيعيشون بهذا الاحساس والحلم الجميل الى ان يحين الوقت المناسب لتأسيس دولتهم القومية القادمة ولن يمتزج ابدا في الوطن الذي يريده الشيعة والسنة وان شارك في العملية السياسية وساهم في الدولة العراقية الجديدة .. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات