23 ديسمبر، 2024 12:16 ص

لم يمر العراق في اسوء مرحلة في تاريخه الحديث مثل ما مرت به سنين ما بعد 2003 والتي ابكت عيون وادمت قلوب كل العراقيين والعرب الشرفاء وذوي الضمائر في العالم والسبب انتكاس الوطنية في بلادنا لتحل محلها التعصبات الدينية والطائفية والقومية والاثنية والعشائرية والمناطقية وتناسينا او اغفلنا عنها قادة العهد الجديد الذين اجادوا ممارسة اللعبة والتي اشارتها عليهم عقول دهاقنة الغزاة والدول الطامعة في السيطرة على خيرات ومقدرات عراقنا الابي وللاسف ونقولها بمرارة ان الكثير من ذوي التاريخ الوطني المشرف انحدروا الى هذه المستنقعات النتنة عن جهل او عزة بالاثم او من منطلق انصر اخاك ظالما او مظلوما والتحزب الى الانتماء الضيق بدل الانتماء الى الفضاء الرحب الجامع للالوان البهيجة والعطور الزكية التي يشكلها المجتمع العراقي بمكوناته المختلفة الانتماء وبالامس القريب كنا ننضوي في الاحزاب الوطنية بمختلف مسمياتنا ونتحدى من يقف ضد ارادة الشعب ومصالحه وصعد المشانق العربي والكردي والتركماني والمسلم والمسيحي وحتى اليهودي ومن كل المكونات الاخرى ولم تخلو السجون في كل العهود من كل المكونات الوطنية ويجمعنا كلنا حب العراق والتفاني من اجل تحقيق اماني وتطلعات شعبنا الطموح الى الحرية والتقدم والبناء لقد كان شعبنا طليعة شعوب المنطقة كلها بدون استثناء بل تعدى الى الافق العالمي ولقد سبقنا الكثير من الشعوب في كل المجالات العلمية والاجتماعية وبرز من صفوفنا شخصيات علمية وطبية وهندسية وقانونية واجتماعية يشار لها بالبنان ووصلت سمعتها الافاق وكان الكثير من مواطني الدول العربية يقصدون بغداد للعلاج ويقصدها السياح من كل صوب وحدب للاطلاع على التراث الحضاري الذي اقام صرحه العراقيون في بلاد النهرين منذ الاف السنين وانفراده بالحضارات المتعددة التي تميز بها عن كل حضارات العالم القديم …… اما ان الاوان بعد ان تجرعنا المر كلنا ان نفيق عن غفلتنا ونتراجع عن اثمنا ونترك ما يفرق شملنا وليحتفظ كل منا بمسمياته الانتمائية لذاته ويعمل من اجل لم الشمل والعمل في نهر الوطن وندع روافدنا المختلفة  تصب فيه حتى يطفح الخير علينا جميعا لان الوطنية هي الدواء الشافي لكل امراضنا الاجتماعية ومن اجل ان يعيش الجميع تحت سقف واحد وان نوجه بنادقنا الى اعداء قضيتنا الوطنية والطامعين في بلادنا وليذهب دعاة الفرقة الى مزبلة التاريخ