23 ديسمبر، 2024 12:51 ص

أحد الملوك فكان عنده بلبلٌ

ربّاه في عِّز وكان مدللٌ

يطعمهُ في أيديه ما قد يشتهي

ويعيش في قفص بقربه يمثلُ

يهيّج أشجان الحضور إذا شدا

كأنه في عرس وأنثى تهلهلُ

تغاريده كالسحر حين سماعها

تزيلُ هم المحزون حينْ يولولُ

ويبقى طول اليوم في تغريده

بصوت شجي يسحر السمع يذهلُ

فأحتار الملك ماذا مراده؟

لماذا طوال اليوم هكذا يفعلُ؟

جمع الثقاة ومنْ بعلمه عارف

لغة الطيور وما مراد البلبل؟

فأنا منحته ما يريد من المُنى

أ فبعد هذا ما يريد ويأملُ

فأجاب منْ عرف اللغات بأنه

(أناشيد في وطنه به يتغزل)

قال أطلقوه لكي نرى وطنا له

هيا اتبعوه عيونكم لا تغفلُ

عجب المليك، وقال في أعماقه

سيموت جوعا عن تركه يرحلُ

فطار وصار الجمع كل يقّصه

ومسيره قد طال أين سينزل

فأتى على نهر وفيه شجيرة يبستْ

ولا ورق بها قد يذبلُ

فحَطْ على عش بوسط غصونها

وقام برقصٍ وهو يهلهلُ

ويرقص فوق الماء وهو مغرد

(رجعت إلى الأوطان لله أبهلُ)

فأوطاننا تبقى عزيزة على الفتى

وحبها دوما في القلوب تبُّجلُ.