23 ديسمبر، 2024 4:04 م

كيما يتواصل الفرح في زمن الديمقراطية .. لنكن جميعاً واضحين لا نخفي مشاعرنا الحقيقية خلف نظارة سوداء .. فيلتبس الحق بالباطل .. ويشيع الازدواج بين القول والفعل .. والفكر والممارسة .. وبالوضوح نكسب أنفسنا ونكسب الناس .. وبالوضوح كسب الأنبياء والرسل والمصلحون الأمة .. وكسبوا الحاضر والمستقبل .. ومنهم نستقي ومنهم نتعلم ..

وفي ظل المسيرة الديمقراطية لا بد أن تسود الشفاه أحلى البسمات وتتطهر النفوس من الحقد والضغينة ويعم الفخر بالتحول العظيم .. وبالتجربة القوية المقتدرة يحتضن أفق ثقافتنا ربوع كل الوطن الكبير .. وتشع مبادئها في قلوب الجماهير .. أملاً وموئلاً .

( إذا عجزت أن تنفجر بينهم كالقنبلة فتسلل اليهم كالجرثوم ) شعار شرير يريد بعض مرضى النفوس أن ينفذه في وسطنا .. ولكن الأدهى ان البعض منا عون لهم في تحقيق هذا النفاذ بخلق الثغرات والاختناقات ومحاولة دق أسفين بين مثقفي شعبنا وجماهيرهم وصولاً الى تكفير الأفراد بآدابهم وثقافتهم وبالتالي الى شعبهم ..

ولم تغب معاناة المثقفين والأدباء عن عقل وضمير المسؤولين في مواقع المسؤولية ..

ان القائمين في مفاصل الجهاز الاداري في تلك المواقع يدركون أي بؤس ما يزال مقيماً في هذا الجهاز أو ذاك … وأي أصابع مرضوضة تريد أن تحجب نور الشمس .. لقد أصبحت ممارسة وظيفة في بعض دوائرنا أو المساهمة في المحافل الأدبية سلسلة متصلة من نفث السموم وإهدار الكرامة .. وذلك لوجود الطارئين في هذه المراكز والمؤسسات وقد خلق فشلهم في الحياة عقداً متأصلة في نفوسهم .. تلك حقيقة لا نخشى اعلانها فواجبنا أن نفضح هذه الظواهر ونؤشر مواطن الزلل والخلل في حياتنا .. ولا بد أن تسود روح المبادئ السامية والقيم النبيلة في كل زاوية من زوايا المجتمع .

لم نحقق _ نحن الذين نواصل المسيرة الأدبية والثقافية _ حتى الآن النهضة التي نريدها كما ينبغي ولهذا مطلوب منا جميعاً أن نحقق هذه النهضة بكل مقاييسها ومستلزماتها الخلقية والمعنوية والمادية وان نجعل كل خلية في المجتمع متجانسة في روحية التعامل والتواصل وان ينعدم الحقد كلياً لأن ذلك يسبب النفور والتشرذم بين حلقة وأخرى في مرفق الحياة .

غاية الثقافة والأدب .. اسعاد الانسان وهذه الحالة نلمسها من بعض مثقفينا الذين هم بحق يحملون وعياً عالياً ولديهم برنامج العمل الفعلي الشامل الذي بإمكانه أن يمتد ويتسع يوماً بعد آخر وان يزيل من بعض الوجوه بقع الظلام التي تشوه وجه الثقافة والحياة وهذا ليس بمحال إن شأالله فشموخ مثقفينا قائم ولن يحصد أولئك الجهلة الحاقدون إلا الخيبة وان سبيلنا هو نور الحقيقة ووضوحها وذلك هو السبيل القويم .