23 ديسمبر، 2024 9:47 ص

الوضع الغامض في الخليج .. الى اين ؟

الوضع الغامض في الخليج .. الى اين ؟

الهدوء الساخن يفرض سطوته على الأزمة في الخليج , وقد يستمرّ هذا الهدوء في الأمد القصير او المدى المنظور على الأقل حتى او الى أن تحدث احداث شبه متشابهه لما مضى في الأسابيع والشهور الماضية , ولربما بصياغةٍ او إخراجٍ مختلفين ضمن العالم الإفتراضي البحري .! , والى ذلك فناقلة النفط البريطانية لا تزال محتجزة في الموانئ الأيرانية , وكذلك نظيرتها الأيرانية في مياه مضيق جبل طارق بأوامرٍ من لندن , ولمْ يكشف الإعلام البريطاني وكذلك الأيراني عن مصير طواقم كلتا السفينتين المعتقلتين , وهم من جنسياتٍ مختلفة , ولا عن التهمة القانونية المجرّدة التي يجري تحميلها لأفراد الطواقم , كما لم نسمع اذا ما تتاح للصليب الأحمر الدولي مقابلتهم , وهل احتجازهم بصفة اسرى حرب وهم مدنيون اصلاً .! أمْ انهم سجناءٌ سياسيين لا علاقة لهم بالساسة والسياسة .؟

اثبتت مجريات الأحداث السابقة في الخليج ومضيق هرمز ووصولاً الى بحرِ عُمان , بدءاً من التعرّض لسفنٍ تجاريةٍ وإلصاقِ الغامٍ بحريةٍ ببعضها < دون دلائلٍ قانونية وبراهينٍ ملموسةٍ بلمس اليد عن الجهة او الدولة التي تقف وراءها ! > , وكذلك التضييق على حرية الملاحة من زواياً خاصّة , ثم تحليق الطائرات المسيّرة وإسقاط بعضها , فكلّ ذلك لم يتسبب بحلحلة الأزمة ولا الى ” تخفيض التصعيد ” , بل الى زيادة ورفع درجة التوتر ممّا قادَ الى بدءالتحشّد الدولي او نصف الدولي بالقطع الحربية لتأمين حرية الملاحة , بينما العقوبات الأمريكية مستمرة على الدول التي تغامر وتجازف بأستيراد النفط الأيراني , والذي يلقي بظلاله الكثيفة على الأقتصاد الأيراني وانعكاسات ذلك على الوضع الداخلي , سواءً على الصعيد الحكومي او الشعبي .

وبغضّ النظر عمّا يقال او يُذكر نقلاً عن ” تقاريرٍ صحفيةٍ موثوقة ” حول اتصالاتٍ سريةٍ او ربما رسائلٍ خاصةٍ متبادلة بين طرفي الأزمة الرئيسيين , والتي لم تنفع في محاولة الغاء او تخفيف العقوبات الأمريكية على طهران , وحيثُ أنّ ” العنوان الإعلامي الرسمي ” لهذه الأزمة هو اجراء مفاوضاتٍ مباشرة بين الجانب الأيراني والأدارة الأمريكية , بينما جوهر هذه المفاوضات هو الشروط ال 12 التي حددها وزير الخارجية الأمريكي بومبيو لتنفيذها من قبل الأيرانيين < وهي شروطٌ تحمل بعض المطاطية والمرونة للمساومة عليها ! > , لكنّ القيادة الأيرانية ووزارة خارجيتها على ادراكٍ مسبق بأنّ الشروع في مثل هذه المفاوضات المفترضة قد يجرّهم الى ما هو اوسع وابعد ! , بالرغم من أنّ المفهوم العالمي في العلوم السياسية وسواها يؤكد أنّ ايّ مفاوضاتٍ ما بين اطراف نزاعٍ اقليمي او دولي فمن الصعب أن تنجح في اوّلِ جولةٍ منها , وبهذا وهكذا فأنّ الوضع المتأزّم في الخليج لايمكن إبقاؤه معلّقاً من الجانب الأيراني , وربما بحاجةٍ ماسّةٍ للغاية الى آلياتِ وادوات تحريكٍ جديدة تختلف عمّا سبقها , وذلك بلا شكّ أمرٌ ليس هيّناً , ولعلّ عنصر الوقت او الزمن قد يحمل تطوراتٍ اخرى غير متوقعة وعلى اكثر من صعيدٍ جيوبوليتيك .!