23 ديسمبر، 2024 2:51 ص

الوضع العربي , وصورتان من الوحدة العربية

الوضع العربي , وصورتان من الوحدة العربية

نضطرُّ وعلى عجلٍ وبأختزالٍ مختصر , وبالسرعةِ الفائقة لِلإشارةِ بأشارةٍ عابرةْ بأنَّ مصطلح او هدف او شعار < الوحدة العربية > قد تلاشى ” دونما أثرٍ ” إبتداءً من بعدِ وفاة الرئيس الراحل ” جمال عبد الناصر ” في سنة 1970, ثمّ مروراً وبأنعطافٍ حادّ الى ما افرزته حرب تشرين اكتوبر في عام 1973, ثمّ لمْ تعُد ” الوحدةُ العربيةُ ” تُذكر حتى على صفحاتِ ايةِ جريدةٍ مغمورة ! إثر زيارة انور السادات لأسرائيل وثم توقيع اتفاقية كامب ديفيد في عام 1978 .الصورة الملتهبة الأولى هي ليست فوتوغرافية بالطبع .!  وليست صورة متحركة عبر شريط فيديو ايضاً .! إنها صورةٌ حيّه وفيها روح , وفيها مشاعر صميمية متأججة ومستمرة على مدار الساعة . بأيجاز : – تتكرّرُ هنا في العراق حالة لاجئين ونازحين سوريين يدورون المناطق والأحياء السكنية طلباً للمساعدة والحاجة الماسّة لمتطلبات الحدّ الأنى من العيش , ومن الملاحظ أنّ العوائل العراقية تستقبلهم بحرارة وتمدُ لهم سُبل المعونة اكثر مما تقدمه لمحتاجين عراقيين , ثمّ وفي الجانب الآخر اي في بلاد الشام فهنالك الكثير من العراقيين مّمن يعانون ضنك العيش من قبل احتلال العراق وبعده وحتى بعد اندلاع الأضطرابات والعمليات العسكرية , وكان ولا يزال موقف الشعب السوري تجاه اللاجئين العراقيين يبعث على التقدير . هذه الحالة القومية القائمة في كلا البلدين لا علاقة لها بالسياسة بالطبع , إنها اصالة الشعوروالإنتماء العربي ..الصورة الملتهبة الأخرى والتي ستعيدنا الى الوراء ! قليلاً , فبعد حرب حزيران 1967 التي احتلت فيها اسرائيل الكثير من الاراضي العربية < سيناء في مصر , الجولان في سوريا , والضفة الغربية من الأردن > , ما لبثت آنذاك أنْ اندلعت حركة المقاومة الفلسطينية وعدة تنظيمات وفصائل مسلّحة , لكنّ مقاتليها واعضاءها لم تقتصر على الفلسطينيين , بل العديد من مواطني دولٍ عربيةٍ مختلفة قد تطوّعوا للإنضمام لتلك التنظيمات وخصوصاً في < منظمة او حركة فتح , والجهة الشعبية لتحرير فلسطين , وكذلك الجبهة الشعبية – القيادة العامة , وما الى ذلك من التنظيمات الأخرى > وشارك المتطوعون العرب في العديد من العمليات الفدائية ضد الجيش الأسرائيلي وحتى في دول خارجية .!تنهي هنا هاتين الصورتين دون ان يعني انعدام صور جمّة اخرى.   من الواضح أنَّ صعود تيار الأسلام السياسي في المنطقة في العقدين الماضيين كان له الأثر الكبير في تراجع المدّ القومي , بالإضافة الى انحسار القوى اليسارية في عموم الوطن العربي , وتجدر الإشارة هنا أنّ عملية ضعف وتراجع المدّ القومي ليس بسبب ايّ خللٍ ما في مفهومه وايديولوجيته ولا بسبب تأثّر قطّاعاتٍ ما من الجمهور العربي بحركة الأسلام السياسي بمختلف تنظيماتها < سواءً حركة الأخوان المسلمين في مصر , او حركة النهضة في تونس , او حتى الجبهة القومية – الأسلامية في السودان , وينسحب الأمر على دولٍ عربيةٍ اخرى ايضاً > , ومع عدم إنكار التأثيرات السيكولوجية للعامل الديني على الجماهير وخصوصاً في توظيفه وتجييره سياسياً ” بتقنيّة عالية .! ” , إلاّ أنّ السبب الرئيس والستراتيجي في شلّ حركة القومية العربية ” كشللٍ نصفي ! ” فأنما يعود ” اولاً ” الى ضعف وعدم كفاءة القيادات السياسية التي تولّتْ ادارة الحركات والتنظيمات القومية في عموم الوطن العربي , أمّا النقطة الأخرى فهي دور العامل الخارجي والدولي والذي يفوق كلّ القُدرات العربية .  مسألة او موضوع < الوحدة العربية > وبكلِّ مداخلاته والثغرات التي جرى فتحها فيه .! , فلا نأتي بجديد سوى التشديد والتأكيد بأنّ على النُخب القومية العربية أن تبادر” بأعادة تنظيمِ اوضاعها ” ثم أخذ زمام المبادأه لتحريك وتثوير الجمهور العربي فكريا وسوسيولوجياً في التخلّص من ” الخرافات والأساطير , والإنغماس ولربما الغطس في تقنيّات النت وتفرعاتها في وسائل التواصل الأجتماعي ” كخطوةٍ اولى نحو خطواتٍ اوسعَ نطاقاً .!