في بداية انتفاضة الشباب العراقي الواعي المدعومة شعبيا في 1/10/2019 تصورت الطبقة السياسية التي ابتلى بها الشعب والوطن انها تسونامي سيدمرها ويجرفها بعيدا الى المصير المحتوم لامثالها (كما يتمناه الشعب ) فرفعت شعار ( نسقط متحدين ) وهو الذي شاهدناه في اسلوب تعاملها الاعلامي الاولي مع مطالب الشباب المنتفض والاجراءات الغير مسبوقة والغير طبيعية او الواقعية معها والتي استفادت منها جهات معينة على حساب جهات اخرى كما هو معلوم والتي لا تصب في بناء الدولة بالطرق الصحيحة .
ولكنها بعد ان فعلت ما فعلت سلكت اسلوبا موازيا له جابهت به المنتفضين بكل اساليب البطش والاغتيال والاختطاف اليومي المستمرة حتى الان التي انتشرت على كل وسائل الميديا في العالم ولم تجد اي رد فعل مناسب من المنتفضين او من الراي العام العالمي وعدم جدية الموقف الدولي في دعم الانتفاضة عرفت واقتنعت ( ان هذا السيد الذي تصورته تسونامي #لا يشوور وابو الخرك # وسوف لن يقف بوجهها سوى بالوسائل والطرق التي تريدها هي بحجة السلمية والحفاظ على السلم الاجتماعي ) ولكنها الان بعد ان اطمأنت على وضعها الغت شعار ( نسقط متحدين ) وعادت الى شعار ( نبقى مختلفين ولكن متحاصصين ومتوافقين على تقسيم الكعكة حتى النهاية استمرارا للفساد ) تؤكده التصريحات والمؤتمرات والبيانات التي لا تخجل او تستحي من مئات شهداء الانتفاضة من الشباب اليانع وعشرات الالاف من جرحاها حول الموقف من تشكيل حكومة محمد علاوي ومطالبها المحاصصاتية منها رغم عدم اتفاق كل ساحات الانتفاضة عليه . والتي من المفترض تمريره ترضية انية لهم رغم عدم توحد الموقف منه اصلا .
فهم (الطبقة السياسية ) يتصورون ان مستقبل العراق بيدهم متناسين حالة انفلات الامور والانتقال الى اللاسلمية والتي سيتوحد الشعب كله بكل مكوناته ضدهم من خلالها وستكون جبهة الشعب والاجهزة الامنية الوطنية من جهة ضد جبهة الطبقة السياسية واتباعها المرتبطين بالجهات الخارجية .
فالحرب الاهلية التي يخوفون الشعب بها لن تتحقق بالطريقة التي يطرحونها . فلن يتقاتل الاهل فيما بينهم سواء في الجنوب او الوسط او الغرب او الشرق او الشمال حيث سيتحرك بعض من اتباعهم من اجل تحقيق ذلك ولكنهم سيجدون طريقا مسدودا ونهاية محتومة .
واما ما يسمونه الان دستورا يفسرونه حسب متطلباتهم اللامشروعة فانه سيكون غير ملزما للشعب الذي يقولون عنه مصدر السلطات فالانقلابات السابقة الغت الدساتير واعلنت حالة الطواريء . والمحتل الغى الدستور كذلك وكل مؤسسات الدولة وقوانينها ايضا ولم يعترض عليهم احد سوى باسلوب اعلامي ليس الا . فلماذا الان يعتبرونها مشكلة المشاكل وخطا احمر يجب ان لا يتجاوزه الشباب الواعي المنتفض . طبعا ليقولوا انهم منتخبون من الشعب وهو امر غير صحيح نتيجة تلاعبهم بنسبة المشاركين فيها وتلاعبهم باصوات القلة القليلة التي شاركت فيها وعمليات التزوير وحرق الصناديق المعروفة التي رافقتها .
فالاحداث ومجريات الامور تؤكد على ضرورة تغيير النظام جذريا وليس اصلاحه مهما تمسكت به الطبقة التي ابتلى بها الشعب والوطن بطروحاتها المملة والمبررة لاستمرارها وسيتم بطريقة ثورية حتما وهو ما لن تستطيع هذه الطبقة ان تتلافاه مهما كسبت من وقت من اجل تاجيله فالخسائر مستمرة سواء كانت بدفعات او بدفعة واحدة والفارق فيها هو الوقت وسيكون سبب التعجيل بهذا التغيير الجذري هو مواقف وتصرفات الطبقة السياسية نفسها والتي علاماتها الحالية هو سيناريو المواقف من تشكيل الحكومة الجديدة وما سيترتب عنه وعنها .