7 أبريل، 2024 5:15 ص
Search
Close this search box.

الوضع العراقي بين الحيص والبيص

Facebook
Twitter
LinkedIn

تذكر معاجم اللغة العربية ان معنى كلمة “حيص بيص” هو الشدة والاختلاط، وجاءت هذه التسمية وكما يذكر صاحب وفيات الاعيان لابن خلكان “أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي الملقب شهاب الدين المعروف بحيص بيص هو شاعر مشهور؛ كان فقيها شافعي المذهب، تفقه بالري على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزان، وتكلم في مسائل الخلاف، إلا أنه غلب عليه الأدب ونظم الشعر

 

، وأجاد فيه مع جزالة لفظه، وله رسائل فصيحة بليغة. كان من أخبر الناس بأشعار العرب واختلاف لغاتهم. كان لا يخاطب أحداً إلا بالكلام العربي وكان يرتدي مثل العرب ويتقلد سيفاً.
سمي حيص بيص لأنه رأى الناس يوماً في حركة مزعجة وأمر شديد فقال: «ما للناس في حيص بيص»، فبقي عليه هذا اللقب، ومعنى هاتين الكلمتين الشدة والاختلاط، تقول العرب: وقع الناس في حيص بيص، أي في شدة واختلاط”.

وهذا الحيص بيص لفظ انتقل الى كل ما هو شائب والى كل ما هو يشير الى الفوضى وعدم الاستقرار ، وكأن الوضع العراقي الحالي (وعلى الدوام هو كذلك) هو مصداق لهذا الحيص بيص.

حيث جرت الانتخابات البرلمانية يوم 10/10/2021، وعلى الرغم من ان المشاركة كانت اقل من 30% ، اي ان 70% من الشعب العراقي غاب تمثليهم النيابي ، فان الانتخابات وعلى وفق تصريحات ممثلية الامم المتحدة وبقية المنظمات الدولية انها انتخابات (جيدة) ، والى تاريخ كتابة هذا المقال (4/9/2022) لا توجد حكومة ، المجلس لا يعقد جلسات، لا يوجد تسمية لرئاسة الجمهورية، اذن من المنظور العقلي والمنطقي ان هذه الحالة اقل ما توصف بانها فوضى، وعدم استقرار ، ولا يتحمل تبعات هذه الفوضى غير الموطن، كون الساسة (اجمعهم) ينعمون بالرواتب العالية والحمايات والقصور والحصانات ، يتنعمون في فلل وشاليهات في اوربا وجزر المالديف، والمواطن تلهبه حرارة الصيف وانعدام الخدمات الضرورية البسيطة ، وفوق هذا ارتفاع الاسعار والصرف ، وعندما يقول كلمة بسيطة ويطالب بابسط الحقوق تقوم الدنيا ولا تقعد.

اي استعباد هذا ، اي استخفاف هذا ، اي عنجهية هذه ، اي تمادي واي طغيان، اي تكبر واي كفر .

ومن غير المتوقع ان يحدث انفراج او استقرار بالوضع الحالي، ما دام الرؤس الكبار يحكمون ويتحكمون ومن ورائهم دول خارجية تعيث بالارض فسادا وافسادا.

و لا احسبهم يتوبون او يتعقلون او يضعون مخافة الله امامهم، والحل كما اسلفنا في مقالاتنا السابقة ونعيده مرة اخرى ، الحل الوحيد هو مسح كافة الاحزاب والتيارات والرؤس الكبار التي تحكمت ودمرت البلاد والعباد على مدى 19 عاما، ولا يتم هذا الا بتكاتف الشعب على كلمة واحدة ، الا وهي ازالة الظلم والطغيان والثورة على كل ما هو فاسد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب