19 مايو، 2024 11:45 م
Search
Close this search box.

الوساطة والواسطة والوضع القطري !

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل بمقدور أيٍّ من الوسائط او الدول أنْ تتبنى موقفاً وسطياً بين دول الخليج وقطر .! فالوساطة الأولى التي بادر بها أمير الكويت في بداية الأزمة وسفره الى الدوحة , ثم واصل تحركه الى السعودية والأمارات لنقل وجهة نظر القطريين حول المقاطعة الخليجية , ثم عادَ مرةً أخرى الى الدوحة في زيارةٍ قصيرة للغاية , كان يمكن استقراؤها بسهولة عن تعنّت امير قطر او تشبثه بمواقفه وسياسته السابقة , ونشير هنا أنّ امير الكويت اكثر قرباً الى السعودية والبحرين والأمارات , لكنه يدير الوساطة بنسبةِ كفاءةٍ ما ملحوظة وليس بوسعه فعل اكثر من ذلك , وبالرغم من أنّ الكويت اعلنت مؤخراً أنّ الوساطة مستمرّة .! ولم يعلن ” الإعلام ” أيّ لقاءٍ قطري – كويتي .! ومن الصعب الأفتراض بوجود لقاءاتٍ سرية اطلاقاً , كما يصعب وجود اتصالاتٍ مشفّره , فأنظمة الشيفرة يمكن كسرها بواسطة اجهزة الأستخبارات .!
واسطة الوساطة الثانية التي جرى الإعلان عنها فقط .! عبر زيارة وزير الخارجية القطري ” محمد عبد الرحمن آل ثاني ” الى تركيا ولقاءه بالرئيس التركي اردوغان , لكنّه اعلن استعداده للوساطه بأطلاق تصريح منقول عن آيةٍ قرآنية : < كم من فئةٍ صغيرة غلبت فئةً كبيرة > وهو بذلك نفّذ حكم الإعدام المعنوي على وساطته قبل أن تبدأ , ثمّ أنّ لتركيا مصالح اقتصادية وتجارية كبيرة للغاية مع قطر , ممّا يجعل هذه الوساطة STRONGLY REJECTED بالأنكليزية , وَ MARFUD BSHDD بالتركية , اي ” مرفوضة بشدّة ” .!
وَ واسطة الوساطة الثالثة التي نقلتها وسائل الإعلام كسابقتيها , هي لجوء وزير الخارجية القطري ” في خطوةٍ غير مدروسة ” الى روسيا ولقائه بسيرغي لافروف – وزير الخارجية الروسي , وقبل الشروع بذلك اللقاء , < اعلن الكرملين عن عدم استعداد بوتين لمقابلة الوزير القطري .! > , لافروف تصرّف بذكاءٍ ملحوظ وصرّح عن استعداد روسيا للتوسط بشرط موافقة كلا طرفي النزاع , وذلك يعني في اللغة الدبلوماسية ” أنْ لا وساطة .! ” .
بمرونةٍ مطّاطيّه , يمكن الأستنتاج والأستخراج أن لا حلول وسطيّة في الأزمة القطرية , وكلّ الوساطات مكتوبٌ على جبينها USELESS , وبحروفٍ بارزة .!
للولوج الى ” قلب ” الحدث القطري وبكلّ صراحة , فأنّ قطر على استعدادٍ كامل لتقديم بعض التنازلات , لكنّ مصيبة المصائب أنّ ايّ تنازلٍ سوف يجرّها ويرغمها الى تنازلاتٍ اوسع واكبر ومن النوع الثقيل .! وهذا ما يدركه الأمير ومستشاروه , ولذلك فأنّ الأزمة بقيت معلّقة لغاية الآن .! , وهنالك ترجيح بوجود اتصالات سريّة امريكية – قطرية , وربما على مستوى قادة مخابرات , وهذا التمهّل في ابقاء الأزمةِ على حالها يوحي بما يصعب تفكيك رموزه , علماً أنّ هنالك اطراف غير عربية تُذكي نار الأزمة وتزيدها وقوداً دبلوماسياً .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب