لابدّ من الإقرار ” وهو ضمنيّاً قائم ” بأنّ دولة قطر لا تمتلك أيّ تأثيرات لا على اسرائيل ولا على حركة حماس , في أي محاولةٍ ما لتليين وترطيب ! موقفيهما ” او أيٍّ منهما ” وصولاً الى هدنةٍ مفترضةٍ من المفترض أن تُتوّج او يبدأ افتتاحها بوقفٍ لإطلاق النار , وثبتَ انعدام هذا التأثير الجزئي – النسبي المُتَصوّر.! .. كل ما تمتلكه قَطَر من اوراق ” كأنها بيضاء ناصعة ” هو انّها تستضيف اعضاء المكتب السياسي لحماس . وهذه الإستضافة ليست سوى بتكليفٍ امريكي خالص ( وسبق أن المحت ونوّهت لأعضاء المكتب السياسي هذا بأنّها بصدد إخراجهم ” ولا نقول طردهم ” من الدوحة اذا لم يقدّموا تنازلات ! , وكان ذلك ايضاً بمثابة < تلويح بهزّ العصا – Shake the Stick > بإيعازٍ امريكي , والتراجع عنه ايضاً … ولعلّ الأهمّ من الزاوية النوعية الخاصّة أنّ المقر او مكان اقامة اعضاء المكتب السياسي لحماس في العاصمة القَطرية مليء باللاقطات ووسائل التنصّت في كلّ زواياه وممرّاته ” وهذا أمرٌ كتحصيلٍ حاصل لابدّ منه امريكياً وقَطريّاً ” , لكنّ السادة اعضاء المكتب على دراية مسبقة بكلّ هذه التفاصيل التي اضحت من البديهيات التي تجاوزها الزمن , بجانب أنّ المركبات والعجلات التي يتنقّلون بها , مزوّدة بكلّ ذلك وحتى سواه .
ليست هنالك أيّ مسحةٍ من الشّك لدى الرأي العام العربي وحتى العالمي , أنّ ما اختيار قَطَر تحديداً للوساطة , ليس سوى انها كولاية امريكية صغيرة او احدى شُعب احدى دوائر المخابرات الأمريكية , ولا يقتصر الأمر على وجود قاعدة ” العيديد ” الجوية الأمريكية في اراضيها ” التي تؤمّن الحماية لإبقاء نظام الحكم فيها , ولا حتى فقط لأنّ المقاتلات الأمريكية والقطرية سبق وأن قصفت العراق وسوريا وليبيا , بل المسألة اكبر من ذلك من خلال العلاقة الفائقة الحميمية بين السيد أمير قطر وأيّ حكومة امريكية من أيٍّ الحزبين الجمهوري والديمقراطي , وهنا يصعب فصل وعزل الإعتبارات السيكولوجية والغريزية – السياسية والمريضة لنظام الحكم في امارة قطر , وبما هو مُخطّط له مسبقا وبآليّة تنفيذٍ حادّة حافّاتها , وكأنّها سكيّنُ طعنٍ لكلّ ما هو عربي !
أمّا اختيار جمهورية مصر للمشاركة في القيام بهذه الوساطة , فيختلف عن الدَور القَطري ولكن بأقلّ كثيراً عن الرقم 180 درجة , فالحدود المشتركة بين مصر والحدود الجنوبية لغزة عبر ما يُسمى بين محور ” فلادلفيا او فيلادلفي ! ” في الإعلام العربي ” الذي كأنه بدون إعلام ” والذي تتجاوزه حكومة نتنياهو وفقاً لإتفاقياتٍ سابقة وموثّقة , بالإضافة الى ارتباط مصر بإتفاقية او معاهدة كامب ديفيد مع اسرائيل وما يترتّب عليها من التزامات مفترضةٍ من كلا الجانبين , والتي غدت كأنها التزام من الجانب المصري فقط لحدّ الآن .! , ومع التشدّد المصري تجاه حكومة نتنياهو والذي لم يؤدّ الى ايّ نتيجةٍ , وهو ما يرسم وينحت علائم استفهام بالإتجاه المضاد او المتضاد لأيّ افتراضات مُتصوّرة نحوَ خارطةٍ طريقٍ من دون معالمٍ للطريق .! , فما الفائدة العملية المرجوّة للإبقاء وحصر الوساطة بين مصر وقطر فقط وتحديداً .!؟ , ولماذا وماذا لم يجر إدخال او ايلاج بعض دولٍ عربيةٍ او اعجميةٍ اخرى في هذه الوساطة .!؟ , لماذا تجاوز وتجاهل دَور السعودية او دولة الإمارات كأنموذجين ” ” من خلال وزنهما النفطي والمالي – السياسي ” في محاولة التأثير على الأزمة القائمة , لولا نواياً ” او نيّاتٍ ” مسبقة لإدامة تسخين الأزمة القائمة لما هو أشدّ حرارةً , قد تغدو لها علاقةً ما بنتائج اٌنتخابات الرئاسية الأمريكية , واستثماراً واستغلالاً لحالة الهوس السياسي المريض لنتنياهو , وما يصبّ في مصلحة كارتلات ومصانع سلاح وشركات نفط امريكية , وما عو ابعد من ذلك !