23 ديسمبر، 2024 12:10 ص

الوساطات في وقف الحرب \ غزة – اسرائيل

الوساطات في وقف الحرب \ غزة – اسرائيل

نؤشّر اولاً , بأنه بالرغم من الخسائر غير المتكافئة جرّاء القصف بالصواريخ من الجو ومن ” تحت الأرض ” في قطاع غزة , فمن الطبيعي ومن الناحية المادية فإنّ الخسائر الفلسطينية تفوق بكثير لما تعرّضت له اسرائيل من ضرباتٍ صاروخية في مدنٍ مختلفة , لكنه لو استمرّت الحرب الى 11 يوماً آخراً كما استغرقت , فكان لا مفرّ لتل ابيب أن تطلب ” سرّاً ” من الولايات المتحدة او سواها التدخّل لإجراء وساطةٍ ما لإيقاف المعارك .!

وكما ذكرنا في مقالاتنا الأخيرة ” وربما غيرنا كذلك ” فإنّ ما اضطرّ او ارغم حكومة نتنياهو على تنفيذ وقف اطلاق النار , فيتجسّد لخلخلة الوضع الأمني الداخلي جرّاء المواجهات المفاجئة بين فلسطينيي الداخل والسكّان اليهود , ثمّ بموازاة ذلك ارتفاع حدّة التذمر الداخلي للمواطنين الأسرائيليين ” اجتماعيا واقتصاديا وسياسياً ” وانعكس ذلك بأنبثاق صحوة جديدة لدى العديد من اليهود داخل وخارج اسرائيل بالإقرار بالحقّ الفلسطيني , واحتمالات مضاعفات هذه الصحوة وسرعة انتشارها في وسائل الإعلام وما قد تفرزه .

بعد هذه المؤشّرات المطولة في الأسطر اعلاه .! , ورغم انّ اولويات ادارة الرئيس بايدن تقضي بالإنتهاء ووقف الحرب الدائرة بين الفلسطينيين واسرائيل < والتي بدأت تتخذ لها اصداءاً عالمية حتى لدى المواطنين المسلمين في امريكا , مع احتمال ارتفاع حدّتها > بغية ان تتفرغ الأدارة الأمريكية لإنهاء مفاوضات الملف النووي الأيراني الذي اقترب من حافّات النهاية , كما ليس من المعروف ما دار بين نتنياهو و بايدن في ستّة مكالمات هاتفية ضمن ايامٍ معدودة ” وهو من الأسرار المتعلقة – الى حدٍ ما – بالأمن القومي لواشنطن وحكومة تل ابيب ” .

ثُمَّ , بالرغم من ادوارٍ محدودة قامت بها بعض الدول العربية كالأردن ” انموذجاً ” وبعض دول الخليج , فكان من الطبيعي ان يكون لمصر الدور الأبرز والأكثر تأثيرها في الوساطة او التوسط مع تل ابيب لإيقاف المعارك , حيث مصر هي الدولة الأكثر موثوقية لدى اسرائيل من دول التطبيع الأخرى , وخصوصاً للثقل السياسي والعسكري الذي تتمتّع به مصر , بجانب علاقاتها المختلفة مع مختلف الفصائل الفلسطينية . ودونما استرسالٍ في هذه التفاصيل التي معظمها معروفة للرأي العام , لكنّه عشيّة وقف اطلاق النار يوم امس الأول , فقد وردَ خبرٌ مقتضبٌ من بين اخبار السوشيال ميديا , وهو خبر مجهول المصدر ومفاده أنّ الرئيس السيسي اعلن عن تعهّده لإعادة إعمار غزة , وتبرعه بمبلغ نصف مليار دولار لذلك , وانه ” السيسي ” اشترط ان تكون عملية اعادة البناء والإعمار من قبل الشركات المصرية فقط , وذات الإقتضاب بهذا الخبر الذي لم ينتشر , فسرعان ما جاءّ الرّد من مصدرٍ مصريٍ ” على ما يبدو ” مجهول الهوية يتساءل ويطرح ويعلّق : –

إنّ الأقتصاد المصري لا يتحمل التبرع بهذا المبلغ اطلاقاً , ويسأل عن الجهة التي منحت السيسي هذا المبلغ .؟ لكنّ الأخطر في كلّ ذلك ” حسب هذا المصدر ” فيشير انّ السيسي لا يقصد شركات البناء المصرية التقليدية , وانّما بعض المصانع الخاصة بوزارة الدفاع المصرية , لكنّ ما وراء ذلك هو الكشف عن شبكة الأنفاق وممراتها داخل غزة .!

الغريب او الأغرب منه , نّ هذا الخبر لم ينتشر في وسائل التواصل الأجتماعي وكأنه جرى خنقه .! كما لم يجرِ نفيه او تأكيده من السلطات المصرية . وبدَورنا لا نؤكّد صحة ودّقة الخبر , وربما لا نمتلك حقّ نفيه بالمطلق , لكننا ايضا براء منه كبراءة الذئب من دم يوسف ” عليه السلام ” .!