اشتهرت مقولة ميكافلي الغاية تبرر الوسيلة ، يعني لا تمتنع من القيام باي عمل من اجل الغاية التي تريدها وتحققها ولكن المشكلة عندما تكون الوسيلة باهضة الثمن وكثيرة الاخطاء ولا يتحقق شيء من الغاية بل يكون العكس في بعض الاحيان والمصيبة ان العاملين بالوسيلة والغاية لا يتضررون شيئا بل طرف ثالث يدقع الثمن لا علاقة له بالعملية برمتها .
الشواهد كثيرة على هكذا احداث تاريخيا وحاليا ، ولربما يكون راينا في بعض الاحداث التاريخية فيه نوع من الغرابة لدى البعض ولكن يا حبذا ان يتم الرد بدلا من الاستهجان والنقد الجارح
محاربة الانكليز عند احتلال العراق ايام العثمانيين هذا الامر بالاجمال صحيح يجب الوقوف مع المسلم ضد غير المسلم ولاسيما اذا كانت المسالة تتعلق بالوطن ولكن السؤال هل هذا المسلم يستحق ان تقف معه ؟ الدولة العثمانية ظلمت وقتلت الشيعة في العراق ولهم حتى مجازر في كربلاء والنجف بل حرمت المدن الشيعية من الخدمات والامان وتفرض عليهم اتاوات . هذا جانب وجانب اخر هل تعلمون ان الدولة العثمانية التي على اساس انها مع المانيا كان لها جواسيس في المانيا لصالح الانكليز تحدث عنهم المرحوم يونس بحري عندما تم ضبط تركي جاسوس في المانيا ذهب الى النمسا ليسلم المعلومات لحكومة استنبول وتسلمها للانكليز والمعلومات لا يعلم بها الا هتلر وعدد من الضباط يعدون على اصابع اليد لسريتها ، ووقف ابطال الشيعة مع هذه الحكومة العثمانية ودفعوا الثمن غاليا ولم يجنوا منها شيئا .
ثورة العشرين تتنافس كربلاء والنجف على تنسيبها لهما هذا يقول انطلقت من النجف والاخر يقول من كربلاء ، غاية الثورة غاية سليمة وشرعية لكن وسيلتها هل كانت صحيحة ؟ يكفي ان النتائج هي نفي السيد ابو الحسن الاصفهاني والشيخ محمد حسين النائيني والشيخ مهدي الخالصي الى ايران حيث اركبوهم على دواب ورحلوهم عن طريق خانقين ولا احد رد على الانكليز ومن ثم حصل اتفاق عاد اثنين بقبولهم الاتفاق ورفضه الخالصي وبقي في مشهد حتى وفاته ، النتيجة ماذا كانت ؟ تنصيب ملك فيصل من سوريا ورئاسة الوزراء منحت الى عبد الرحمن النقيب كليدار حضرة عبد القادر الكيلاني وخرجوا الشيعة بلا مكسب بل عمل بعض الوزراء الطائفيون ساطع الحصري وامثاله على محاربة المدن الجنوبية وبشهادة الشاعر محمد مهدي الجواهري في مذكراته وحسن العلوي في كتابه الشيعة والدولة القومية .
مجموعة من سبع اشخاص قتلوا المارشال الانكليزي في النجف ، ماذا كانت النتائج ؟ حصار النجف والتضييق عليهم والتفتيش اليومي بشكل استفزازي والقبض على ستة منهم اعدموهم وسط النجف امام اعين اهاليهم والذي فلت منهم عباس الخليلي بعد ان ارتدى عباءة نسائية حسب ما ذكر اخوه جعفر ووصل ايران .
احد الثوار في الانتفاضة الشعبانية خرج من زقاق ضيق ورمى بقاذفته دبابة الحرس الجمهوري فاصابها الا ان الثانية ومع الهليكوبتر قصفوا الزقاق والبيوت فقتلوا من فيها وهدموا البيوت ومن بقى اعتقل الى الرضوانية ، هل هذه بطولة ؟
اليوم كل مطالب الشعب العراقي مشروعة وهم يعيشون الظلم باقسى حالاته ولكن بعد مظاهرات واعتصامات ادت الى فقدان ارواح بريئة وجرح مئات ، هل حقق المطلوب ؟
في الانتخابات الاخيرة اصرت واكدت المرجعية على المشاركة حتى تتوازن القوى اولا ويكون هنالك نصيب للمستقلين ثانيا ، ولكن بسبب عزوف اكثر من 70% بعدم المشاركة ادت النتائج الى ماهو عليه الان وعندما يطالب الفائز بنقاط معينة فله الحق لانه الفائز ، ومسالة التحالفات لم تكن موفقة اطلاقا في العراق ، فاز الجعفري فاخذها المالكي فاز علاوي فاخذها المالكي فاز المالكي فاخذها العبادي فاز الشيعة فاخذها من لم يشارك بالانتخابات عادل عبد المهدي استقال فاخذها شخص من المجهول ، فهل هذه الانتخابات والديمقراطية ؟
الم تكن ارشادات المرجعية ايام مظاهرات سنة 2019 من صميم المشكلة عندما طالب بانتخابات مبكرة بشرط تغيير القانون الانتخابي ليضنت سلامة الاستحقاق لمن يفوز وتغيير اللجنة الانتخابية التي هي جوهر المشكلة فلم يعملوا بها فكانت هذه النتائج وستبقى كذلك ان بقيت على هذا الحال .