11 أبريل، 2024 8:20 م
Search
Close this search box.

الوسائل الاعلامية والفتنة

Facebook
Twitter
LinkedIn

 اليوم تغطي شاشات القنوات الفضائية في عالمنا العربي سلسلة متواصلة من البرامج  التي تأخذ المساحة الاوسع من البث المباشر ليلا ونهارا ، والتركيز عليها من قبل المعنيين بتلك القنوات الفضائية بتسخير الامكانات في تحديد اتجاهات رسالتها الاعلامية ومقاصدها بعناية وحنكة اعلامية في اختيار مقدميها ونوعية ضيوفهم الدائمين لتؤدي الدور المرسوم لها في خلق اجواء التشاحن والكراهية والتنابز على اسس الاختلافات الدينية والمذهبية والعرقية مع التركيز وتهويل التقاطعات الاجتهادية وفق السماح للمتحدثين باختزال شعوبا كاملة بشخصهم والتحدث بصوت تحريضي عالي لتغذية عقول ابنائنا بالاوهام والافتراءات  وفرض واقع تصادمي بين ابناء الوطن الواحد ، وبذلك تمحورت برامج تلك القنوات  لتنسف اسس التاخي والتراحم بين ابناء الشعب  و من خلال منهج (معاول ) الخطب التصعيدية المتشنجة التسقيطية  لحفر التخندقات وجدران العزل بين مكونات الشعب  واتباع منهج التسقيط والتخوين والقذف والسب باستنزاف الوسائل كافة للقفز على الحقائق وتحريفها وتزييفها بمعونة وحشد تجار المواعظ والقلم الرخيص للخوض في مستنقع الطائفية المقيتة ونشر سمومها في اجواء المنطقة جميعا ، ولذر الرماد في العيون  يتم اختيار عناوين لتلك البرامج تحمل ظاهرها الشرعية والاعتدال والراي والراي الاخر  ولكن في حقيقة مضامينها تحقيق لاغراض ومصالح اعداء الشعوب لتمزيق اواصر الاخاء والوحدة فيما بينهم ، والمشكلة الخطيرة يتجسد في قدرة تلك القنوات بما تمتلك من الموارد المادية الضخمة وتسخير التطور التقني والفني تمرير اهدافها بسلاسة وتجذب  كم هائل من الشباب لمتابعتها والتأثر والتفاعل بما تعرضه ، والاحصائيات تشير الى وجود العشرات مثل تلك القنوات العاملة على الساحة الاعلامية ومن المحتمل ان يزداد عددها كلما اقتضت الحاجة لتوسيع اهدافها في اشاعة وباء الطائفية لزيادة الخراب والتدمير والاحترابات الداخلية الاهلية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب