26 نوفمبر، 2024 9:31 م
Search
Close this search box.

الوزير والغجرية والعميد الركن حمودي

الوزير والغجرية والعميد الركن حمودي

قبل ايام عرضت القناة الالمانية ( R:T:L ) فيلما امريكيا حربيا من انتاج هوليوود قصته تدور حول الهجوم الامريكي على العراق واحتلاله ، ومثل اي فيلم امريكي فالقصد هو رسم الصورة الايجابية لشجاعة واسطورية جندي المارينز والقتال في ظروف استثنائية وصعبة ومنها صحراء الجزيرة المحاددة لكربلاء والانبار من جهة الاردن والسعودية ، وبالرغم من هذا يظهر الفيلم الى جانب قوة الجنود وبسالتهم هناك الجانب الانساني الذي يهم حياة الانسان العراقي ، وفي كل هذه الاحداث كان المحور والوسيط بين الجندي الامريكي وأهل البلد هو المترجم الذي دائما هو من اهل البلد ولكنه يحمل الجنسية الامريكية .

الذي يهمني هنا هو مشهد في الفيلم طوله ثلاثة ثوان فقط يظهر فيه الممثل العراقي المسمى ( حمودي ) وهو شخصية كوميدية يظهر دائما في افلام قاسم الملاك والمسلسل الكوميدي الذي يظهر على الشرقية والمسمى كاريكاتير ، وما يميزه هو قصر قامته وكلامه الغير مفهوم ودوره الذي يكون في اغلبه انسان بليد ومسكين .

وبالرغم أن حمودي لا يجيد تماما حرفة التمثيل عدا تلك المواقف الساخرة التي لا تحتاج الى نص طويل حتى يحفظه إلا ان اصحاب هذا الفيلم اسندوا له الثلاث ثواني هذه وهو يرتدي رتبة عميد ركن في الجيش العراق ويقف في سيطرة عراقية للتفتيش في الصحراء ، وبسبب هذا الشكل الذي تم اختياره بشكل مقصود وبأجر رخيص يعبر الامريكان السيطرة بإشارة منه لتنفيذ مهمتهم البطولية التي جاءوا من اجلها الى العراق ، بالرغم من ان الامريكان يعلمون جيدا أن السياقات العسكرية العراقية وسلسلة الرتب لن يكون فيها عميد الركن ونزولا الى رتبة نقيب ان يكون فيها الضابط ماسكا لسيطرة ، فأغلب عمداء الركن في الجيش العراق ما قبل الاحتلال وبعده هم بمستوى قائد فرقة أو امر لواء.

حمودي شاهدته في فيلم اخر عرض على اليوتيوب قبل ايام وتناقلته مواقع الاتصال الاجتماعي بكثره لذات ( العميد الركن حمودي )  وهو يرقص كأركوز بين غجريات هن من بقايا ازمنة الروابي الشامية في سهرة حمراء لوزير عراقي اراه لأول مرة يطلقون عليه لقب (أبو مازن ) وكان معالي الوزير جالسا يستمتع بغجريات البلاد التي تنهش داعش في جسدها مشرقا بالفرح والنشوة .

المقزز في الفيلم أن واحدة من الغجريات كانت تضرب باستهتار على رأس الراقص قصير القامة العميد الركن حمودي ، وكان هو يتلقى الضرب بابتسامة تعبانة لأنسان فقد الكثير من مكانته كممثل وفي النهاية ينتهي به الامر من عميد ركن الى مجرد قرقوز يجلب السعادة للوزير والغجريات.

صورة الوزير الذي عرفت انه كان محافظا لمحافظة ضاعت من يديه الى داعش واعادها بشجاعة الجيش العراقي والحشد الشعبي واتهم خلال توليه المحافظة بعدة قضايا فساد وصدر وقتها امر بسحب يده من الوظيفة لكنه فلت من ذلك بسبب المحاصصة وامور لا اعلم بها وفي النهاية يرقى هذا المحافظ ليكون وزيرا في حكومة العبادي.

انا لا يهمني الوزير ولا حفلته ، فلربما هو بثقافة علمانية يريد بها ان يرفه عن نفسه بفلوس ابناء مدينته او بغيرها وهذا من حقه فلربما الحفل هو مناسبة عزيزة عليه وتسحق ان يجلب من اجلها كوكبة الغجر التي تؤدي رقصاتها بشكل سيء ولكن الذي يهمني في هذا الفيلم الذي صوره حتما احد حمايات السيد الوزير ويقام في زمن يكون فيه العراق غارقا في انهار دموع شهداءه في صلاح الدين والأنبار ونينوى وشوارع بغداد ، ما يهمني هي تلك المشاهد التعيسة للمثل العراقي العميد ركن حمودي وهو يعامل بصورة مذلة واستهزاء بشكله وحركاته البهلوانية المقززة ، وهي حتما في مستواها الأخلاقي والاجتماعي ينبغي ان لا يستمتع فيها الوزير في حفلته الصاخبة تلك…….!

أحدث المقالات