عجيبة أمور وزارة التربية التي عرجنا على مفاصلها المترهلة ومديرياتها التي امتلأت بشبهات الفساد الإداري والمالي والاخلاقي وكتبنا عشرات المقالات ولم يكن لنا مخرج غير أن نستغيث بالمفتش العام للوزارة وإذا بنا نسمع أن شخصه قد طالته الشبهات، وعندما أثار استغرابنا عدم متابعة الوزارة عما نشير إليه من فساد ومفسدين وقلنا أن وزارة العراقيين (لا تقرأ ولا تكتب) أثار كلامنا حفيظة المتهندمين في أعلام الوزارة محاولين جاهدين صياغة رد غير موضوعي لم يعالج ولم يؤكد ولم ينفِ ما كنا نشير إليه. وإذا كان حقاً هنالك من يحرص على الوزارة وسمعتها ويبعد عن نفسه الشبهات ويصدق القول عليه كونه مواطنا غيورا محبا لوطنه ويخشى عقاب رب العالمين لقرر من هذه اللحظة أن يراجع كل ما كُتبَ وأُشيرَ إليه طيلة الاسابيع والاشهر الماضية وهذا الأمر يخص معالي الوزير السابق والحالي والوكلاء والمستشارين وهيأة الرأي والمديرين العامين ومعاونيهم والخبراء التربويين والمغلوب على أمرهم من صغار الموظفين الذين جرفهم واغراهم الفساد والرشا والسحت الحرام.
وأخيراً طالعنا الناطق الإعلامي الشاعر المخضرم وليد حسين، الذي واجبه ان (يطمطم) عن كل ما يُكشف من خلل في وزارته حاله حال بقية زملائه الاعلاميين في الوزارات الآخرى، بأن وزير التربية المستقيل محمد علي تميم يوقع على بريد الوزارة بشكل يومي وهو يمارس مهامه كوزير للتربية من دون أن يحضر لمقر الوزارة.
والأشد غرابة في بلدنا الغالي الجريح أن ما أفصح عنه حسين من أن ثلة من المديرين العامين من جميع محافظات العراق حاولوا اقناع الوزير المستقيل بالعدول عن قرار استقالته واستئناف عمله وبصورة (رسمية!!!)، ويبدو أن محاولتهم لم تجدي نفعاً لاقناعه ولربما استغلوا الزيارة وأكتفوا بالتوقيع لتمرير ما يحملونه من بريد (مستعجل).
وآخر دعوانا ، بعد أن كتبنا الكثير، أن يفهم المسؤولون التربويون أنهم خدم هذا الشعب، وإن لم يفهموا ذلك نقول لهم :الحساب حتما لن يكون ببعيد.