وفقاً لأحد القرارات الأخيرة لرئيس الوزراء المتعلّقة بترشيق الوزارات , وقبل الدخولِ الى قلب الحدث , فلربما نحتاج الى مقدمةٍ تلطيفيةٍ مُمَهّدة لنقول :
< إنَّ دمجَ بضعةِ وزاراتٍ بوزارةٍ واحدة , لايجعلها رشيقةً وإنّما اكثر سُمنَه > .!
في النظر عبرَ الزاوية اللغوية ” الدقيقة ” التعبير , فما هي العلاقة الجدلية او غيرها بين ” الرشاقة ” ككلمة لطيفة لها استخداماتها الأجتماعية والصحية والرياضية , وهي كلمة ” قد تفتح الأنفس حين يجري عرض صورها او تمارينها على شاشات التلفزة او صفحات المجلاّت , ما علاقة ذلك كلّه بالوزارات المتضخّمة العدد او المنتفخة والتي يراد تخفيض اعدادها .؟ انه من غير المفهوم لماذا اللجوء الى كلمة ” رشاقة ” , وشتّانَ بين هذه المفردة الرقيقة وبين ما يجري من فسادٍ ماليٍّ واداري في الوزارات وما يتبعه من ميزانيةٍ مخصّصة لكل وزارة , وهل كان صعباً على رئاسة الوزراء والرئاستين الأُخريتين تبديل هذه التسمية ب ” تقليص اعداد الوزارات ” او دمجُ بعضها ببعضٍ .! وقطعاً أنه ليس بأمرٍ صعبٍ ولا يحتاج الى ذكاء في دقّة التعبير , لكنه ربما ” ومع الشكوكِ والظنون ” أنَّ الذين اختاروا هذه الكلمة او التسمية قد انطلقوا ” سرّاً ” من أحد الأبعاد السيكولوجية لجعل الجمهور يتفاعل ويستقبل تعبير ” ترشيق الوزارات ” بأيجابيةٍ وانفتاح .! , و – ليتَ ولعلّ و عسى – أنْ الذين يديرون الدولة يمتلكون القدرة على التفكير بكلِّ أمرٍ يخصّ المواطنين والمصلحة الوطنية المجرّدة .!