23 ديسمبر، 2024 5:28 م

الوزارات العراقية .. الملكية والديموقراطية

الوزارات العراقية .. الملكية والديموقراطية

تأريخ الوزارات العراقية، كتاب للمؤرخ الكبير عبد الرزاق الحسني، يذكر فيه الوزارات التي تم تشكيلها في العهد الملكي للعراق، أسم رئيس الوزراء وأسماء الوزراء وحقائبهم، وأهم الأحداث التي مرت أيام تلك الوزارة، وعمرها وتأريخ تشكيلها، وتأريخ تقديم إستقالتها .

وجاء في الكتاب  أن الوزارة إذا عصفت بها أية أزمة، أما يقدم الوزير المعني إستقالته، أو أن الوزارة بأكملها تقدم الأستقالة،وقرأت أيضا أن وزير المالية، رفض إعطاء رئيس الوزراء، مبلغا من المال، لأستقبال وفد معين من إحدى الدول، بسبب أن الوفد غير رسمي، مما إضطر رئيس الوزراء، أن يصرف المبلغ  من راتبه الخاص، لحين الحصول على إرادة ملكية بصرف المبلغ .

كان هذا الأمر في بداية تشكيل الدولة العراقية، حيث لا نفط،  ولا صناعة ،والعراق بلد فقير، وقد تعمدت بجعل الوزارات العراقية في العصر الملكي، مثلا لأشتراكها مع وزاراتنا اليوم، كونها في بداية تأسيس لمرحلة جديدة، والمفروض كل العاملين يكونون وطنيين، استلموا بعد سقوط نظام، تسلطي، شمولي، دموي .

وفي عصر الديموقراطية، ومع ترك الحكومتين المؤقتة والأنتقالية، رأينا رئيسين للوزراء، الثاني إستلم منذ عدة أشهر، وهو يعمل بكل جهده لمحاربة الارهاب الاداري، والارهاب العسكري، ونحن نرى له نجاح بعد نجاح، والسبب انه يخطط ويستشير، ويعمل بهدوء، وينفذ ما خطط له، ويتابع الامر بنفسه ميدانيا .

أما رئيس الوزراء الأول، مع كامل الأحترام لشخصه، أول شعار رفعه هو ( بعد ما ننطيها ) ثم قرب من هو من المفروض أن يبعد، وأبعد من هو مستحق للتقريب، وإنفرد بقيادة كل الأجهزة الأمنية، معتمدا على وكلاء، ليس لهم باع في هذه الامور، وسد أذنيه أمام كل النصائح والتحذيرات، التي كانت تصله، وأدخل البلد في أزمات متسلسلة، فخسر الحليف الأستراتيجي، وهم الأكراد بعد تملصه من كل العهود المبرومة معهم، وحصل على كراهية الأخوة السنة، بعد أن تجاهل الإعتصام، ونعته بنعوت إستفزازية،وقلل الإهتمام بصمام أمان العراق، المرجعية الدينية، وجعلها شيئا هامشيا، وإستمر بتلك السياسة، التي وصلت أوجها بعد الإنتخابات الأخيرة، حيث إجتمع الجميع، على ضرورة التغيير، كون إن الوضع العراقي، بدا لا يتحمل .

وهنا تكشف القناع، وظهر لنا عمق السياسة الخاطئة، التي إستمرت ثمان سنوات، فالجيش فضائي، والشرطة فضائية، والأسلحة صفقات وهمية، والعمال لاوجود لهم، ومشاريع عملاقة، تبين إنها حبر على ورق، وميزانية البلد فارغة، وأبناء المسؤولون، مدللون يجوبون البلدان بمليارات الدولارات، غير آبهين أين تصرف، والجندي العراقي يصله الطعام بالقدرة أحيانا، وفي بعض الأحيان يقولون له (دبر حالك ) .