12 يناير، 2025 11:13 ص

الوردي وجهله للتاريخ

الوردي وجهله للتاريخ

لازالت كتب د علي الوردي تطبع وتباع وتقرا وهذا يعني هنالك ارباح وهنالك قراء ، ويبقى السؤال هل ماجاء فيها من افكار صحيحة ؟

بداية لنعلم ماهو تخصص الوردي ؟ طبعا تخصصه علم الاجتماع وهذا العلم خاص بطبيعة المجتمع سلبياته وايجابياته والاسباب ، فهل وفق الوردي بما طرحه من ابتكارات فكرية في كتبه ؟

اهم مصدر يعتمده في طرحه هو التاريخ وللتاريخ عدة قراءات فانه يعتمد على القراءة التي تتفق وهواه وليس وعقله وهو يعاني من عقدة نفسية ضد الدين ولايستطيع ان يبوح بذلك فيستهدف رجال الدين وفي كل كتبه لم يمتدح موقف سليم لرجل دين بل العكس ، ومنبع افكاره الثاني هي حكايات يسمعها من العجائز هنا وهناك وينتقي ايضا ما يتفق وهواه .

واثباتا لما قلناه نستعرض لبعض هفواته في كتاب وعاظ السلاطين ، كتبها الاديب نجدة فتحي صفوة (وعاض السلاطين ) واثنى عليه وعلى الوردي باعتباره مثقفا شخص سلبيات المجتمع ولم يتقبل ذلك منه المجتمع .

يقول في وعاظ السلاطين ان شيخا ازهريا ذهب الى فرنسا سنة 1826 وقال  “مساوئ فرنسا سفور نسائهم واختلاطهم مع الرجال الا ان من محاسن الفرنسيين لا يميلون الى اللواط وان محاسن نسائهم واشعارهم تابى تغزل الجنس في جنسه (ص7 وعاظ )” وبدا العبقري الوردي ينتقص وينتقد الازهري قائلا “وما درى الازهري انهما امران متلازمان فلا يوجد احدهما الا حيث يوجد الاخر (ص9)” وامتدح الجامعات الغربية لانها تهيء اماكن اختلاط الطلاب مع بعضهم مع اجواء الرقص والمرح واللذة البريئة .ـ لاحظوا اللذة البريئة ـ

ويعقب ان وجود الحجاب يعني وجود الشذوذ الجنسي اما في فرنسا فلا يمكن ان يكون اللواط

وهنا الزمن تصدى له للاجابة بما لا يقبل الجدل والشك ، اقول لهذا المفكر ولمن انخدع وينخدع به ، في فرنسا حسب استطلاع معهد ايفون الفرنسي ان 80% من الفرنسيين يميلون للمثلية وفي 2013 شرع قانون المثلية ويقابله زيادة الولادات غير الشرعية ( ابناء زنا) بنسبة 60% خارج اطار الزواج سنة 2016 والان في تزايد

اما على مستوى التاريخ فانه ينتقد عمار بن ياسر وان من يصدقه الفقراء ويعود ليستشهد بان الانبياء يتبعهم الاراذل ومن ثم ينتقد ابا ذر لانه يريد ان ياخذ اموال الاغنياء ليوزعها على الفقراء ـ لاحظوا تفسيره للتاريخ كيف يكون ـ الغفاري لم ينتقد الاغنياء انتقد السلاطين الذين يكنزون الذهب والفضة ولانه انتقد السلاطين فهذا يعني انه يضرب عنوان الكتاب في عرض الجدار فاتهمه بما ليس فيه .

ويعود ليذكر صراع النفس مع ملذات الدنيا فيستشهد بعمر بن سعد بانه كان يقارن بين ملك الري واثم قتل الحسين ويقول الوردي ونحن لاندري مبلغ ما فيها من الصدق ( ص16) أي انه يشكك بها ويعود بانه لاباس بالاستشهاد بها على الصراع النفسي الا يدل انه هو مصاب بصراع نفسي مع الحقيقة ؟ ويعود ليذكر ما قاله نصا ” ان احدهم اثناء المعركة وهو يرتعد ويرتجف، وقد كان معروفا بالشجاعة وشدة الباس فسئل عن ذلك فاجاب مامعناه : انه يرتعد من الحيرة لا من الخوف ، وقد التحق اخيرا بمعسكر الحسين ” ص16 ، ومصدره في هذه الروايات عباس محمود العقاد أي انه ياخذ تاريخ الحسين من العقاد هذا اولا ، وثانيا لايعرف من هو هذا القائد الشجاع الذي التحق بالحسين عليه السلام ـ الحر الرياحي رضوان الله عليه ـ واخيرا يقول انه متحير وليس خائف ولم يذكر حيرته بين ماذا وماذا ؟ لم يذكر لانها تنسف ما يسوق من اخبار على القارئ المخدوع بافكاره .

والطامة الكبرى عندما يشكك بمواقف رسول الله (ص) مع علي (ع) من واقعة الغدير وحديث الثقلين وغيرها ويؤيد الطرف الاخر ضمنا بانه جاء باجماع المسلمين ، ولا اعلم ما علاقة ما يقول بالطبيعة البشرية اليوم ؟ هل التاريخ الاسلامي مسؤول عنها فقط ؟ ليس للحكام دور في ذلك ، ليس للوضع الاقتصادي دور في ذلك ؟ ليس للتدخل الاجنبي يعني الدول التي يمتدحها خباثة في ذلك ؟

وقد اجاد المرحوم الملا محمد ال جبار بالرد عليه بكتاب صغير اسمه اضغاث احلام في مزالق الوردي سنة 1954 حتى ان الوردي لم يرد عليه بل تهجم عليه بالسباب لانهم من منطقة واحدة ولم يعرفه الا بعد وفاته يقال انه اعتذر يقال فعل مضارع مبني للمجهول .

من جملة رده عليه بخصوص اللذة البريئة وبسبب الحجاب انتشر الشذوذ الجنسي في بلدنا فاجاب الملا ان الاغنياء واصحاب المحلات الضخمة يضعون اموالهم في قاصات ويعرضون بضاعتهم في محلات مقفلة ومخازن رصينة وحتى يتم القضاء على اللصوص والمحتالين على الاغنياء ان يتركوا اموالهم متاحة لكل من هب ودب ولايضعوها في القاصات ولايغلقوا محلاتهم من اجل القضاء على طبيعة السرقة .

الملا رحمه الله اتصل بالدكتور علي الوردي لكي ينصحه قبل ان يطبع كتابه فاستهزا به واغلق الهاتف بوجهه ، هذا لانه لا يرغب بان يسمع من لديه حجة دامغة .

نعم في بعض كتبه تطرق للرد على من رد عليه وحقيقة ردهم لم يكن محكم لذا سمح للوردي بالتاويل والرد ، والان ما كان ينادي به الوردي اليس هو متاح اليوم في العراق في ظل الديمقرررراطية التي جعلت كثير من التصرفات السلبية تتفشى في العراق  اليس هذا ما كان ينادي به ؟  

أحدث المقالات

أحدث المقالات